مؤتمر التعدين الاردني الدولي العاشر ينطلق السبت المقبل الوحدات يفرط بصدارته الآسيوية توقيف موظف سابق في أمانة عمان احتال على مواطن مستثمرًا وظيفته الملك يلتقي في بروكسل أمين عام الناتو ووزراء خارجية الدول الأعضاء فيه نصراوين تعليقا على فصل الجراح : يجب تأييد قرار الفصل بقرار قضائي قطعي من المحكمة الإدارية مصدر رسمي : (حمزة الطوباسي) مرشح الشباب هو من يخلف الجراح إذا قرار الفصل اصبح قطعيا رئيس كوريا الجنوبية يعلن الأحكام العرفية.. والجيش يرفع حالة التأهب أسرة جامعة جرش تنعى عميد كلية تكنولوجيا المعلومات النائب الجراح: قرار فصلي من الحزب مفاجئ وسأطعن به أمام المحكمة الحزبية.. فيديو الصفدي يبحث مع وزير الخارجية التركي والمبعوث الأممي تطورات الأوضاع في سوريا والعدوان على غزة رئيس هيئة الأركان المشتركة يزور واجهتي المنطقتين العسكريتين الشمالية والشرقية وزيرة التنمية ترعى افتتاح أعمال الندوة الإقليمية حول حماية المرأة من العنف الإقتصادي نائب امين عام حزب العمال لـ"الحقيقة الدولية": "الاحتيال" احد أسباب فصل النائب الجراح مدير عام الغذاء والدواء يطلع خلال جولة ميدانية على مشروع بيض المائدة الذكي "خارجية الأعيان" تناقش تطورات الأوضاع في المنطقة

القسم : مقالات مختاره
مشروع بنك للزكاة في الأردن
نشر بتاريخ : 5/31/2017 1:46:24 PM
د.رحيل محمد غرايبة

د. رحيل محمد غرايبة

لقد شرع الله الزكاة، وجعلها فريضة محكمة وركناً من أركان الإسلام، ولقد قرنها الله عز وجل مع الصلاة في أكثر من ثلاثين موضعا في كتابه الكريم، ومما تجدر الإشارة إليه في هذا السياق أن الزكاة حق ثابت مفروض للفقراء في أموال الأغنياء، وليست منّة ولا تفضلاً من أصحاب الثروة، ولذلك فإن العرف الإسلامي في كيفية جمع الزكاة وتوزيعها أنها تجمع بأمر الدولة وإشرافها وتنفيذها من خلال جهاز تنفيذي مالي مختص؛ أطلق عليه في القرآن : (العاملين عليها)، ويقومون بتوثيق سجلات أصحاب الأموال وفقاً لإحصائيات دقيقة وإقرارات مالية خاضعة للرقابة والتدقيق، ويختص الجمع بكل أصناف الأموال النامية المعروفة  وفق أنصبة ومقادير محددة، وتشمل النقد وعروض التجارة، والبقر والغنم والابل، والزروع والثمار، كما أن الزكاة لها مصارفها المحددة عبر وجوه ثمانية: الفقراء، المساكين، المؤلفة قلوبهم، العاملين عليها، في الرقاب، والغارمين، وابن السبيل، وفي سبيل الله، بحيث يتم الاحتفاظ بأموال الزكاة في مؤسسة خاصة حتى لا تختلط بأموال الضرائب والواردات الأخرى من أجل توخي الدقة في أبواب الصرف التي يحددها الفقهاء.

هذه الفكرة تحتاج إلى تحديث وتطوير وفقاً لتطورات العصر وتطور وسائل حفظ المال واستثماره على نحو يجعل أموال الزكاة نامية وقادرة على الاسهام في حل مشاكل المجتمع بطريقة مؤسسية دقيقة، قائمة على الدراسات والأبحاث والاحصاءات الدقيقة، والمسح  الاستقصائي الميداني الشامل عبر كادر إداري مؤهل ومختص، ولعلّ فكرة إنشاء بنك مختص لجمع أموال الزكاة من المواطنين، وتنظيم حسابات منظمة لكل الدافعين بأسمائهم،  فكرة معقولة وقابلة للتطبيق وأمامها فرصة باهرة للنجاح، والبنك الجديد هو الذي يتحمل مسؤولية جمع أموال الزكاة وتنميتها، بطريقة صحيحة ومنضبطة من خلال أصحاب الخبرة والتخصص، وسوف يصبح هذا البنك مؤسسة مالية ضخمة قادرة على تخصيص نسبة عالية للانفاق على أصحاب الحاجات والمعوزين من جانب، كما أنها سوف تكون قادرة على إيجاد المشاريع الانتاجية القادرة على استيعاب الطاقات الشبابية والأفكار المتجددة من جانب آخر، بحيث لا تكون أوجه صرف أموال الزكاة محصورة في أساليب العطايا والصدقات، التي تديم الفقر ولا تسهم في زيادة  الانتاج، ولقد ورد في الآثار أن شخصاً جاء للرسول صلى الله عليه وسلم يسأله بعض المال، فعندما نظر الرسول إليه وجده صحيح الجسم فقال: «يا هذا فإن الصدقة لا تحل لغني، ولا لذي مرة سوي» ثم أعطاه درهمين، درهماً يشتري به طعاماً لعياله، ودرهماً يشتري فأساً ليذهب ويحتطب ويبيع، خيراً له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه، وعندما فعل الرجل بما نصحه به الرسول أصبح قادراً على إعالة نفسه وأصبح متفضلاً ومتصدقاً على غيره.

الأمر المهم في مشروع «بنك الزكاة» أن يتم انشاء مؤسسة موثوقة من الشخصيات الوطنية المعروفة، بحيث يثق بها عامة الشعب الأردني من أجل توفير الضمانات لنجاح الفكرة وازدهارها، لتكون مؤسسة مالية محترمة، وتعتمد المعايير المحاسبية العالمية، وهي مؤسسة قابلة للنمو؛ لأنها تمتلك مصادر دخل دائمة ومستمرة، ويمكن أن تتطور الفكرة لتصبح على مستوى العالمين العربي والإسلامي، وهناك أفكار شبيهة ناجحة في بعض بلدان العالم الإسلامي مثل (بنك الحج) في ماليزيا، و»بنك الأوقاف « في تركيا، وذلك من أجل تخطي الأنماط التقليدية القديمة التي مضى عليها مئات الأعوام والسنوات، ولو وجد الشعب الأردني مؤسسة موثوقة ومحترمة لتوجه أصحاب الأموال إليهم لدفع زكاواتهم بطريقة حضارية تبعث على الاطمئنان، ولو تم تنظيم دفع الزكاة في كل دولة لكان ذلك كافياً لاجتثاث الفقر والعوز من مجتمعنا خلال سنوات محددة، لأن الزكاة تسهم في عملية تداول المال، وتسهم في تحريك السوق ودعم القوة الشرائية، مما ينعكس إيجاباً على الفقراء والأغنياء في الوقت نفسه.

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023