ماهر ابو طير
لابد من إبداع جديد، في العمل الخيري، في رمضان، إذ على الرغم من ان هناك جهودا عظيمة يتم بذلها، على مستوى توزيع المال، او المساعدات العينية، الا اننا امام واقع تغير كثيرا، ولابد من حملات انسانية، من نوع جديد.
أبرز هذه الحملات، ما يتعلق بإطلاق سراح السجناء والسجينات، على خلفية قضايا مالية، اغلبها يمكن سداده، واغلب القادرين على المساعدة، بإمكانهم الوصول الى اسماء من هذه الحالات وتحريرها من السجن، في هذا الشهر الكريم، وبعض هؤلاء سجين على شيك بقيمة عادية، او جراء عدم دفعه النفقة او الايجار، او غير ذلك من قصص، ولو تم اطلاق حملة في رمضان للغارمين والغارمات على طريقة صندوق الزكاة لكان الامر جيدا.
يضاف الى ما سبق، تحرير شهادات الطلبة المحجوزة في الجامعات، وعددهم ليس قليلا، اذ ان هناك اعداد كبيرة من الطلبة لم يحصلوا على شهاداتهم الجامعية، وبعضهم في الجامعات الخاصة، لوجود مبالغ مالية عليهم، ومساعدة هؤلاء افضل بكثير، من الانماط الاخرى، لان حصول الانسان على شهادته قد يساعده على العمل، والاعتماد على نفسه، وهناك حالات اخرى، لطلبة عليهم قروض جامعية، تخرجوا وتلاحقهم الجامعات، جراء الرسوم التي لم يتم دفعها، وهذه وحدها بحاجة الى حملة متخصصة، او تدخل اي طرف ثري او جهة قادرة.
ايضا، فواتير المستشفيات، والكل يعرف ان هناك آلاف الحالات، التي تعالجت في المستشفيات الحكومية والخاصة، خرجت، ولم تدفع علاجها كاملا، وتمت كتابة شيكات للادارات المالية في هذه المستشفيات، وهذا الملف بحد ذاته بحاجة الى تدخل من الاغنياء، او من الدولة، او من اي طرف خيري عربي، قادر على سداد هذه الفواتير، اي فواتير العلاج، بدلا من ملاحقة اهالي المريض بمطالبات تزيد مشاكلهم، حدة.
هذه ثلاثة نماذج للخير في رمضان، حتى لا نبقى أسارى، فقط، لمآدب رمضان، وللافطارات، ولتوزيع طرود الخير، والمعلوم هنا، ان اي حملة قد تطلقها جهة ما، تحت احد هذه العناوين، ستكون قادرة على جمع ملايين الدنانير من الناس بطرق مختلفة، تحت رقابة مشددة، وبوسائل دقيقة، كالتبرع عبر الاتصالات، او اي وسائل اخرى، ومجموع هذه المبالغ، قد يؤدي الى اخراج مئات السجناء والسجينات من السجن قبل العيد، او حل مشاكل مئات الطلبة، ان لم يكن اكثر، او ازالة هموم فواتير العلاج غير المدفوعة، عن الاف العائلات.
نريد حملات مبتكرة، ونريد اصحاب همم، ونريد ايضا، اغنياء من نوع آخر، ومساهمة من الجميع، حتى لو ببضعة دنانير، اضافة الى ما نتوقعه ايضا من جهات محلية وعربية، والمثير هنا، ان بعض هذه البنود، ليست بحاجة الا لعدة ملايين من اجل انهائها كليا.
شهر كريم، وبعض العائلات تشعر فيه، بالضيم والحاجة، او الحرمان، لاعتبارات كثيرة، وقد آن الاوان ان يكون العمل الخيري في رمضان، مبدعا، ويتجاوز الطرق التقليدية، نحو احداث فرق ايجابي وعملي في حياة الناس.
عن الدستور