تصريح صلاح بعد مباراة ليفربول وبيرنلي يثير تفاعلا واسعا بعد تصاعد أزمة وفاة (رضيعة الإسكندرية) بمصر.. 21 إجراء عاجلا لحماية العمال وسائل إعلام عبرية: "إسرائيل" تشن هجوما كبيرا وواسعا على مدينة غزة بريطانيا تراهن على ترامب.. شراكات تكنولوجية ونووية بمليارات الدولارات العراق يوقع اتفاق مشروع للغاز المتكامل مع قطر للطاقة وشركائها الإعلانات المتوقعة خلال مؤتمر "Connect 2025" لميتا 8 خطوات سهلة لتجعل جهاز آيفون القديم يبدو جديدًا الروابدة : الانتماء والولاء الحقيقي يُقاسان بما يتحقق من إنجازات فلكي: ظهور "نجم سهيل" "يكسر" حر الصيف.. و"العواصف الشمسية" لا تهدد الإنسان - فيديو محللون: قمة الدوحة "بلا نتائج " .. وخطاب الملك كان حاسما - فيديو نقابة الاطباء فرع جرش .. التأييد الكامل والمطلق لكلمة جلالة الملك في الدوحة افتتاح معرض جرش البيئي في بلدة ساكب غرب جرش الملك يعود إلى أرض الوطن "هيكل سليمان" و"قمة الدوحة".. والملك حين تحدث بلسان الأمة! هل يمكن لـ"إسرائيل" أن تقدم على قطع المياه والغاز عن الأردن؟
القسم : بوابة الحقيقة
أحلام الببغاءات
نشر بتاريخ : 9/10/2025 3:29:34 PM
ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 

 

في المجتمعات البسيطة؛ قليلة الحظ من التعليم والتنمية، المتعايشة مع الفقر، والحافظة لنفسها بمنظومة القيم، التي تعوضها وتجنبها شرور الانزلاق للنهايات والآثار الحتمية الناجمة عن الثالوث المعروف «الفقر والجهل والمرض»، وهو الثالوث المسؤول عن تدمير وانحطاط المجتمعات والحضارات.. في مثل هذه المجتمعات، تزدهر الشعوذة، ويصبح الحلم الذي يزور دماغ النائم، كفيلم، يصبح بدوره مادة للاستنتاج وربما معلومة كافية لاتخاذ قرارات في حياة الشخص.

هذا السلوك البشري المعروف، يساعد في توغل المجتمعات والشعوب في التراجع، وصولا للاندثار، ونقول هذا الكلام «الفلسفي» في مثل هذا التوقيت، لأننا أصبحنا في عالم مفصوم، تزدهر فيه ثقافة الخطة والمؤامرة، والعبث النفسي والعقلي، ويجري توظيف الإشاعة والدعاية والشعوذة بكل أشكالها، لتضليل العقول، وتلويث وزعزعة الميول..

الببغاء طائر جميل؛ وهبه الله سبحانه نعمة، فهو يحفظ، ثم يردد ما يسمعه من أصوات، وأحيانا قد تجد معلومة مهمة عن البيئة التي يعيش فيها الببغاء، فقد تسمع ببغاء يعيش في بيت تسكنه عائلة، فيردد أصوات وكلمات معينة، كأن يسمعك مقطعا نشازا مكسرا للحن يصدر من نغمات «بيانو»، وربما يردد أثناءه صوت طفل يحاول أن يتعلم عزف السلم الموسيقي المعروف «دو سي ري ..»، وقد يردد الببغاء صوت أنثى تنادي ابنتها باستمرار «تعالي ماما».. وقد تعللنا يوما عند أحد الجيران، وهو من الهبارنة، وكان يروي موقفا طريفا باعثا على الضحك، يزيده فكاهية وكوميديا طريقة سرد الرجل للقصة، التي حدثت معه حال عودته من المسجد بعد أن أدى صلاة الفجر، وقال: دخلت غرفة نومي وكان الجو ماطرا، معتما، وحال قيامي بخلع معطفي سمعت صوت رجل يقول «السلام عليكم» فتسمرت في مكاني، فعاد الصوت ثانية، فقلت وعليكم السلام، ثم مرة ثالثة وبنفس النغمة واللكنة، وأخذتني المفاجأة لأفكار كثيرة، وبعد أن قفزت إلى مفتاح الكهرباء وأنرت الغرفة، نظرت فورا إلى الجهة التي يصدر عنها الصوت، فإذا به «عقاص»، وهو الببغاء الذي يحتفظ به شقيقي في بيته، والذي كان ينشد عنه جيرانه بعد أن طار من القفص واختفى، فإذا به يدخل بيت الجار تداركا للجو الماطر، ويبدأ وصلته المعتادة قبل الشروق.

اعتدنا أن نسمع «ببغاوات أو ببغاءات» عبر الميديا بوسائطها المختلفة، ونلحظ وصلاتها الصوتية المكثفة كثيرا على وقع الحروب، فهي أصوات موقوتة على عصف ذهني في حرب نفسية، تعتمد عليها الدول في تحقيق أهدافها من وراء حربها على دولة وشعب وحضارة أخرى، ونعلم يقينا – حين نكون نلنا حظا من الوعي- بأن هذه وصلات صوتية كلامية، مكثفة، ليست من صنع البشر، لكنها قد تعبر عن البيئة التي خرجيت منها، ويكفي مثلا، أن نذكر أن خبرا يفيد بأن آلافاً من الناس يموتون جوعا في غزة، بينما الخبر التالي ينقل المستمع أو القارىء إلى زاوية أخرى، بعد أن تضمن ما يفيد بأن «الكيان يواجه أزمة خطيرة بتأمين الذخيرة للجبهة»!.

بعد أن عرفنا أن هذه طريقة لتشتيت انتباه الناس عن قضية أو حدث كبير، أصبحنا نحلق في مستوى آخر من الخيال حول قدرات كائن الببغاء، فهل تراه «يحلم» كالبشر، فيسمع صوتا ما أثناء نومه، ويحفظه، ثم يضمنه لوصلته الصباحية أو المسائية؟!.. هل يعتبر حلم الببغاء معبرا عن البيئة الفعلية التي يعيش فيها هذا الببغاء؟!.

بعض الإشاعات والمحاولات الخبيثة التي تستهدف جبهتنا الأردنية الصامدة، قد نحتاج لفهمها خبراء، مختصين بأحلام الببغاء.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025