ورشة حول آلية التسجيل لجائزة الحسين للعمل التطوعي في جرش الاشغال تنتهي من إنارة عدد من مناطق شمال الكرك غزة تحت النار.. هجوم "إسرائيلي" واسع يفتح الأبواب على سيناريوهات خطيرة الأميرة بسمة ترعى احتفالاً بمناسبة تأسيس مؤسسة إنقاذ الطفل العميد رائد العساف مديراً لإدارة السير شارع البترا في إربد.. خطر مستمر وسط غياب إشارات السلامة- تقرير تلفزيوني سوق البحارة في الرمثا يتحول من وجهة تجارية إلى ركود حاد- تقرير تلفزيوني الصفدي إلى سوريا ويلتقي الشيباني أمير دولة قطر يزور الأردن غدا نقابة الصحفيين تُحيل 95 شخصا وأصحاب حسابات على مواقع التواصل لنائب عام عمّان إحباط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرات مسيرة البندورة بـ 30 قرشا.. إليكم أسعار الخضار في السوق المركزي الوحدات يلتقي المحرق البحريني غدا بدوري أبطال آسيا 2 لجنة تحقيق أممية تخلص لارتكاب الاحتلال إبادة جماعية في غزة ضبط اعتداءات جديدة على خطوط المياه في منطقة عين الباشا
القسم : بوابة الحقيقة
المشروع الغائب
نشر بتاريخ : 7/29/2025 7:19:42 PM
ماهر ابو طير
لا يمكن للعرب أن يواجهوا كل هذه التحديات بذات الطريقة القائمة حاليا على التنسيق الثنائي، أو التنسيق الأوسع قليلا أمام تغيرات متسارعة.

في حوار عبر بودكاست الغد يقول اللواء الركن المتقاعد عبدالله الحسنات إن هناك 3 مشاريع تتصارع من أجل قيادة المنطقة والسيطرة عليها، وهي المشروع الإسرائيلي، المشروع الإيراني، والمشروع التركي، فيما يغيب المشروع العربي تماما، ومن المعروف طبعا هنا أن المشروع الأميركي ذاته يقترب بدرجات علنية وسرية من المشروع الإسرائيلي بحيث يمكن اعتبار المشروع الإسرائيلي أداة تنفيذية فيما المشروع الأميركي يمكّن للمشروع الإسرائيلي ويوفر له أسباب القوة والتمدد والاستدامة.

لا توجد أي مؤسسة عربية فاعلة، والكل يدرك أن جامعة الدول العربية مجرد شكل بروتوكولي، يعد ضعيفا جدا، وغير ملزم لأحد، وفوق ضعفه المعتاد، تكشفت نقاط الضعف خلال الأزمات والحروب، كما أن أغلب الدول العربية تتعامل مع الجامعة العربية باعتبارها مجرد شكل سياسي.

بناء التكتلات في العالم العربي تجربة حدثت مرارا، ومن المعروف أن أغلب التكتلات فشلت، بسبب الصراعات الثنائية، أو تدخل قوى إقليمية، أو صراع المصالح، أو حتى عدم وجود قدرة على بناء موقف أمام كثرة القوى الضاغطة على المنطقة، وهذا يعني أن عدوى الجامعة العربية انتقلت إلى أغلب التكتلات، وهناك مجاهرة اليوم بالحديث عن الاقتصاد فقط كرابط يربط بين الدول العربية، بعيدا عن التزامن السياسي، في انسحاب علني من محاولة بناء موقف فاعل تجاه المهددات التي تعصف بالمنطقة ليل نهار.

غير أن هذا الحال سيوفر لكل المشاريع السابقة، مع الفروقات بين مشروع وآخر، المجال للتمدد في المنطقة، ولو حلّلنا بعمق وضع المنطقة منذ العام 1990 لوجدنا أن بداية التفكيك في المشهد العربي، كانت من حرب احتلال الكويت وما نجم عنها من تداعيات كارثية مرورا بالملف الفلسطيني، وصولا إلى كلف الربيع العربي، وما نراه من ابتعاد كبير اليوم لدول المغرب العربي عن المركزية المعتادة في المشرق لصالح أولوياتها.

الدعوة هنا إلى توفير مشروع عربي بمبادرة عربية، بنمط جديد، ما نراه من متغيرات مقبلة على الطريق، وكل التحليلات تؤكد أن مرحلة هدم المنطقة وإعادة بنائها ما تزال في البداية، والمعلومات تتسرب عن دول عربية وإسلامية كبرى مستهدفة بالتقسيم، من سورية إلى العراق، مرورا بمصر وتركيا، في سياقات التوجه الدولي لتفكيك كل المنطقة، وتأسيس دويلات أصغر، وإذا أمكن بعناوين مذهبية وطائفية وعِرقية، بما يبلور شكل الشرق الأوسط الجديد وهذا مسمى يعد بديلا عن مسمّى العالم العربي، والعالم الإسلامي، ويضمن السيطرة للمشروع الإسرائيلي.

حالة الإرهاق الشديد التي تسيطر على النظام الرسمي العربي، والتردي السياسي والاقتصادي، وتفشي المظالم والفساد، حقق إزاحة خطيرة على مستوى الشعوب التي تنشغل اليوم بهمومها وتتخلى أغلب الأجيال الجديدة فيها عن عناوين كانت معتادة قومياً، وهذه الهشاشة، ستوفر للأسف الشديد قدرة هائلة على تنفيذ كثير من المخططات التي يتم وضعها.

الخلاصة هنا تقول إن الهدم الذي نراه لن يقف عند حدود الدول المستباحة، بل سيمتد إلى دول آمنة حاليا، بما يجعل إنقاذ المنطقة واجبا لا خيارا، فيما خيار التحاق العرب بأي مشروع من المشاريع السابقة، يعد مأساويا.
جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025