بقلم: ا. د. تقي الدين الصمادي
يجب ان يرسخ في اذهان قيادات المؤسسات
أن مسؤولياتهم الأخلاقية والإدارية عن فساد ادارات المؤسسة السابقين، لا تسقط
بانتهاء عهود الفاسدين.
فان مسؤولية الاصلاح لا تنخلع عن جذور
الفساد المغروسة من قبل ادارات سبقت وافسدت وانهكت المؤسسة.
لا بد من الاعتراف بالفساد والفاسدين
قبل مباشرة الاصلاح، ولا بد من رد الحقوق والاعتبار للمظلومين من المخلصين الذين
يعملون للمؤسسة كمؤسسة، ولا ينخرطون في نظام الشلل المهلك للمؤسسات.
ان عملية الاصلاح ليست عملية كنس
للقشرة، بقدر ما هي عملية حفر ونبش وخلع لجذور الفساد، ثم حرقها هي والغارسين بها
في مزبلة التاريخ.
فما دام الامر مقتصرا على الكنس، فان
المؤسسات ستبقى تسير بالعكس وبنظام الشد العكسي الممنهج. وما دام هناك حقوق
مسلوبة، واعتبارات منهوبة، فإن ارادة تلك القيادات مفقودة، وإداراتها مشلولة،
وواهم من يظن أنه يمكن له أن يقود مركبا بنجاح وفي آخره مظلوم متنسك يشكوه لرب
عزيز جبار.
واقولها ومن عمق عقدي وفلسفي وتاريخي،
ان تعثر المؤسسات سببه مظالم لم ينصف أصحابها، ولم يسامحوا بها، ودعوات منهم على
تلك الادارات تنزل عليهم كالشهب محرقات ومهلكات.
إذا رأيت الظالم مستمرا في ظلمه فاعرف
أن نهايته محتومه ...وإذا رأيت المظلوم مستمرا في مقاومته فاعرف أن انتصاره محتوم
" علي إبن ابي طالب "
والله ولي الصالحين، والمفسدين لا ولي
لهم...