القسم : بوابة الحقيقة
الإخوان والثقة المفرطة
نشر بتاريخ : 10/20/2024 11:11:09 AM
م. بسام أبو النصر


بقلم: م. بسام أبو النصر

 

البيان الأول لجبهة العمل الاسلامية بمباركة عملية جنوب البحر الميت والاعلان عن انتساب منفذيها للجماعة، والتراجع عن البيان الاول يعطي انطباعًا عن تباين واختلاف بين اعضائها، وفي الحالتين تقدم جبهة العمل كحزب سياسي وجماعة دينية ما يمكن ان يكون محاولة لتبني عمليات فدائية يقوم بها مواطنين اردنيين داخل الاراضي المحتلة، حتى وإن كانت أعمالهم نتجت عن فعل فردي ناتج عن الظلم الذي يلحق بالاشقاء الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، والحالة الفردية التي قام بها أردنيان جنوب البحر الميت نضعها في باب العمل البطولي ولكن تبنيها من قبل فصيل سياسي يلتزم بعدم تجاوز سيادة الدولة وبدستورها هو عمل نتج عن الثقة الذي وصل اليها هذا الفصيل بسبب النتائج التي حققها على الارض في الانتخابات النيابية للمجلس النيابي العشرين، وهذا لا يتفق مع العقد التي خطته الاحزاب السياسية في مساندة الدولة والدفاع عنها، ونرى الكثير من التجارب التي خرجت فيه أحزاب في دول مجاورة عن سيادة هذه الدول فأصبحت غير قادرة عن تحقيق سيادتها وتعرض فيها المواطن للخطر القادم من عدو متغطرس ومتفوق يعمل على تدمير البنية التحتية بذريعة وجود جيشين في دولة تعاني أوضاعًا إقتصادية وسياسية وإدارية بسبب إزدواجية في لإدارة الدولة والتحكم بمفاصلها تحت ذريعة المقاومة، وتقف رأس حربة لقوى إقليمية تحارب عنها بالوكالة، وبهذا فمن الصعب أن لا تنجر أحد القوى السياسية الفاعلة في الأردن حصلت على نصيب الأسد في المجلس النيابي الحالي وراء ثقتها المفرطة والشعبية التي تحظى بها بعض العمليات الفردية لتعبر عن تبني مبطن لهذه العمليات.

 

نعود للقول في أن الدولة لا تشيطن هذه العمليات وتخرج ببيانات تصدر عن الدبلوماسية الاردنية التي عبرت مرارًأ وتكرارًأ في أن العدوان في غزة قد خلق حالة من الهيجان الشعبي الذي يصعب السيطرة عليه ويقدم حالات فردية هنا وهناك لا تأبه بالمعادلات السياسية، وفي الواقع الاجتماعي والانساني نبارك هذه العمليات ولكننا لا نستطيع ان ننجر وراءها كحالات عامة تفتح الكثير من الحرائق، ويتحمل الكيان هذه الكراهية المتأججة، ومن الصعب شيطنة هذه العمليات ما دام هناك شهداء يقتلون بالمئات يوميا تحت ذريعة تحقيق الأهداف التي يضعها يمين متطرف ورئيس وزراء متعجرف للذهاب الى تصعيد إقليمي وجر الناس إلى حالة من الغضب الممزوج بالكراهية، وعلينا أن نتذكر أن طوفان الأقصى كان نتاج للإحتلال ذاته ونتاج لعدم إقامة الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين.

 

ونعود لمعاول الهدم هنا وهناك، لماذا تتبنى حركة الإخوان في باطن بيانها الأول على عملية يقودها الشهيدان ولا تحقق على الأرض أية مكاسب سوى ذريعة لليمين الاسرائيلي المتطرف بفتح جبهة في الجدار الأردني الأطول، لقد بات في المشهد السياسي الحديث أن العالم لن يهمه قتل الناس والبطش بهم، ولا حتى هدم البيوت والفتك بالبنى التحتية، إن الدبلومسية الهادئة هي التي تحقق النتائج الاكثر فائدة.

 

غزة تغرق في البحر والرمال ولا من أمة تغضب ما فائدة أفراد يغضبون هل سيستعيدون وهج غزة ويستعيدون الأرض التي تستباح هنا وهناك، هل تريدون أن تتبنى الدولة ما فعله الشهيدان لتكون وطنًا شجاع وتقع في فخ الانتظار الذي يضع بلدنا في خانة اسرائيل الكبرى.

 

نحن لا نحارب اسرائيل وحدها، فهناك دول عظمى ومتفوقة تقف الى جانبها ولن يسمحوا في الوقت الحاضر على الاقل ان نستفرد بها.

 

إذن من غير المسموح في الوقت الحاضر ان ينفرد اي فصيل سياسي في تبني أي فعل ليس في مصلحة الدولة، وأن تكون مصلحة الدولة هي العليا فيما يحقق المصلحة العامة، ويحفظ الدم وأرضنا وأعراضنا.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023