بقلم: د. منذر الحوارات
لا أدري لماذا ينطلق البعض في دفاعهم
عن الأردن من منطق أنهم هم المخلصين والمحبين والآخرين في خانة العداء أو على
الأقل في موقع التربص أو الشك في أحسن الأحوال.
طبعاً هذا الأسلوب المُشكك هو الذي يؤدي إلى
فقدان اليقين الوطني لأنه يُشعر كل من يقف في مواجهة الأخطاء أنه موضع شك وتساؤل،
فهؤلاء السوبر وطنيون يريدون تعليب المواقف في قالب واحد ويصرون على حصرها في
الرأي الرسمي وما دون أو ما فوق ذلك يجب أن يخضع لمعاييرهم ومنطقهم، وتشكيكهم وهم
يصرون على منطق الأحكام العرفية بل ويريدون فرض قواعدها على زمن يفترض أننا
انطلقنا خارجه إلى فضاءات أكثر رحابة، وهم في دفاعهم عن منطقهم الشاذ هذا ينطلقون
من كونهم الأحرص على أمن البلد واستقراره وبقاءه، ويؤكدون في كل كلمة أنهم هم من
صانوا البلد وحافظوا عليها وعلى بقائها، وهؤلاء يتغاضون عن موجات التحولات الكبرى
التي تحيق بالمنطقة والآراء التي قد تحدثها هذه التطورات من مؤيد ومعارض وهذا أمر
طبيعي في منطقة مبتلاة بالقهر منذ نشأت، لكنهم يصرون على تحنيط مواقف الناس
والمجتمع في مسار واحد يعتقدون أنهم هم الأجدر على رسمه بحكم وطنيتهم وانتمائهم
الفائق والذي يحتم على الجميع السير في ركابه، يتحدثون عن الدولة كأنها حكر لهم
وعن التعبير على انه مسموح لهم وعن الأمن والاستقرار على انه رهن لما يقولون
ويفعلون فقط، والحقيقة ان من المفترض ان يكون الوضع عكس ذلك فقوة الأردن ومنعته لن
تكون أو تتحقق إلا بإعتبار كل أبنائه اوصياء عليه بأرائهم ومواقفهم ، الأردن
الأفقي هو الأقدر على حماية نفسه والوقوف في وجه اي تحدي أو خطر، فبالنسبة لهؤلاء
يجب أن تُمنع الاحتجاجات والهتافات وكل ما يمت لحرية التعبير والرأي بصلة.
ولهؤلاء أقول افيقوا لقد غادرنا
الأحكام العرفية وشعاراتها فقوة البلد تنبع من احساس اي واحد من أبنائه بأنه ملك
له، وله فيه حق القول دعماً أو احتجاجاً بدون سقف إلا سقف القانون والعدل والحق
والحقيقة بدون إملاءات رسولية في الوطنية من أي مُدعي.