بقلم: مهنا نافع
تشرفت بمعية الزملاء بملتقى النخبة بزيارة لبيت
الأردنيين الديوان الملكي الهاشمي العامر، والتي تم من خلالها طرح العديد من
القضايا أمام رئيس الديوان معالي السيد يوسف العيسوي الذي كان حريصا على الاستماع
والتفاعل بكل اهتمام ودون أي استثناء معها جميعا.
كان اللقاء هادئا ومثريا وتمت زيادة وقته
لاحتواء كامل مشاركات الزملاء بملتقى النخبة والتي كما جرت العادة بالملتقى سيقوم
كل منهم الكتابة عما أدلى به، وبكل موضوعية أستطيع أن أضع جميع المشاركات تحت
عنوان واحد هو الشأن المحلي العام البعيد كل البعد عن الشأن الخاص لأي من الزملاء،
وبالفعل كان مجمل الطرح منوعا إلا أن الدور الأردني بتوجيه وإشراف من جلالة الملك
حفظه الله لدعم الأهل بغزة إضافة للدور المكمل الدولي لذلك بالمحافل الدولية كان
حاضرا لدى الجميع، وقد تم حسن استثمار اللقاء بذكر العديد من القضايا المهمة التي
تتقاطع مع الظرف المعيشي اليومي للمواطن وكل ما له من تأثير مباشر عليه سواء على
المدى القريب أو البعيد للعديد من النواحي التي تتعلق بالتربية والتعليم والصحة
والغذاء والاتصالات والمواصلات والجديد من بعض التعليمات والقوانيين، وتم كل ذلك
بطريقة لا تتسم إلا بالإيجاز والوضوح والشفافية.
وقد أتيح لي طرح موضوع ربطت به بين
قضيتين هما عدم إقبال الشباب على المهن العامة والمشاريع الخاصة وسعيهم غالبا
لانتظار التعيين بأي وظيفة حكومية، وبين منظومة التأمين الصحي الشامل فقد وضحت أن
أحد الأسباب وراء ذلك هو رغبتهم بالالتحاق بتلك الوظائف وعدم الإقبال على غيرها
المتاح هو الانضمام لتلك المنظومة الصحية والتي لو سعت الحكومات المتعاقبة على
المضي بخطة لتطبيقها لجميع المواطنين لتغير توجه الشباب نحو ذلك واقبلوا على
العديد من المهن التي يمكن أن تدر دخلا جيدا لهم وعدم استحواذها من العمالة الوافدة،
وخاصة لو تم تأهيل هؤلاء الشباب بكل احتراف من خلال مراكز التدريب المهني التي هي
دائما ترحب بهم، وقد اقترحت خطة لتطبيق ذلك بأن يتم تخفيض أحقية الإناث للحصول على
بطاقة التأمين الشامل خلال العامين القادمين على أكثر تقدير حتى يبلغن سن الخمسين،
وللذكور حتى يبلغوا سن الخامسة والخمسين بدل الستين، أما الأطفال فاقترحت أن
يشملهم التأمين حتى سن العاشرة.
وقد نوهت أن الحكومة تستطيع معرفة عدد المواطنين
الذين يمكن أن يشملهم ذلك بعد إضافة تلك الشرائح العمرية من خلال دائرة الإحصاءات
العامة، وأنه بهذه الطريقة تستطيع الحكومة استيعاب الجديد ممن انضموا إلى منظومة
التأمين الصحي الشامل دون أي نوع من الإرباك، على أن يتم بالسنوات القادمة إضافة
فئات عمرية جديدة حتى نصل إلى منظومة التأمين الصحي الشامل لجميع المواطنين بخطوات
ثابتة متدرجة ولكن الشيء المهم الآن أن نبدأ بالسير نحو ذلك.