انتقادات من الداخل مجلس النواب الأمريكي لازدواجية معايير واشنطن في علاقتها بـ"إسرائيل" وأوكرانيا "الإسلامي للتنمية" يمول مشاريع في تركيا بـ 6.3 مليارات دولار "أسترازينيكا" تعترف.. لقاح كورونا يسبب آثارا جانبية مميتة تحذير طبي: الشخير قد يفقدك أسنانك واشنطن: 5 وحدات عسكرية "إسرائيلية" ارتكبت "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان" توقيف موظف في "التنمية الاجتماعية" استولى على اموال احدى الجمعيات شركة صينية تبني 18 ناقلة غاز طبيعي مسال لصالح "قطر للطاقة" وزير الزراعة يعلن البيان الختامي للمؤتمر الوزاري التعاوني الحادي عشر تونس تقترض 1.2 مليار دولار من "المؤسسة الدولية الإسلامية" توقعات بارتفاع التضخم في تركيا فوق 70% خلال أبريل "ذبحتونا": قرار تخفيض مقاعد الطب في ظاهرة إيجابي وفي باطنه "عليه بعض الملاحظات".. فيديو الشلبي: هناك تحولات حقيقية داخل المجتمعات الغربية حول القضية الفلسطينية بورصة الهند تبيع وحدتها للتكنولوجيا الرقمية لإنفستكورب الصفدي يشارك بالاجتماع الوزاري التشاوري السداسي مع الولايات المتحدة الأمريكية الاتحاد الأوروبي: اعترافات أوروبية بالدولة الفلسطينية نهاية مايو

القسم : بوابة الحقيقة
المحتفلون والمتفرّجون
نشر بتاريخ : 4/9/2017 5:47:00 PM
د. عودة أبو درويش
 

بقلم: د. عودة أبو درويش

ستّ سنوات من حرب مدّمرة أكلت الأخضر واليابس في كلّ مدن وقرى سوريّا . حرب لم يربحها أو يخسرها أحد من اللاعبين الرئيسيين أو من الذين يدعمون هؤلاء اللاعبين . حرب شرّدت الملايين في داخل سوريّا والى خارجها . كلّما قويت شوكة النظام واستعاد السيطرة على بعض المدن أو القرى ، بدأت أمريكا والغرب بالبحث عن مبررات وافتعال سيناريوهات من أجل تقويض تلك الانتصارات واطالة أمد الحرب . واذا تعاظمت قوّة المعارضة المسلّحة تبدأ روسيا بضربها من اجل اضعافها . والخاسر الأوّل والأخير هو الشعب السوري والبنية التحتيّة للمدن والقرى ، ولكلّ ما بناه السوريين من أجل أن يعيشوا حياة لا يعتمدوا فيها على المساعدات الغربيّة والتي لا تعطي باليد اليمنى الّا وتأخذ باليسرى أكثر مما تعطي .

أعرف تماما أنّ هذا قدر سوريا والسوريين ، ولكن ما لا أفهمه هو احتفال باقي العرب ، المؤيّدين منهم للنظام السوري ، والمعارضين له بالضربات الموجعة التي تقوم بها الدول التي لا تريد لهذه الحرب المستعرة أن تنتهي . فاذا قامت امريكا بضرب مطار عسكري أو قاعدة عسكريّة للجيش السوري ، حتّى ولو لم تنتج عن هذه الغارة نتائج عسكريّة مهمّة ، أخذ المؤيّدون للسياسة الأمريكية بامتداح افعالها ، مع أنّها تكون قد قتلت وجرحت وشرّدت الكثير من السوريين . وعندما تراقب ردود أفعالهم تحسب أنّ تاريخ أمريكا أبيض ، وكأنّها لم تدمّر العراق ولا زالت تدمّره ، وكأنّها لا تدعم اسرائيل التي احتّلت الأرض العربيّة ولا زالت تدعمها بالمال والسلاح .

واذا قامت روسيا أو ايران بضرب مواقع الجماعات المعارضة المسلّحة ، وقتلت وشرّدت وجرحت الكثيرين أيضا من أبناء سوريا ، أقام المؤيّدين لها احتفالات نصر و كأنّهم ينسون أنّ الأرض التي وقعت عليها الصواريخ ، هي أرض عربيّة سوريّة ، وأن الذين يموتون أو يشرّدوا هم سوريون عرب ،  والمباني التي تدمّر ، والبنية التحتيّة التي تخّرب ، والمستشفيات والمدارس التي تنهار بفعل القذائف الصاروخية ، هي ملك للسورين وهم من سيخسرها وليس غيرهم . 

المتفّرجون من العرب على ما يجري أسوأ من المحتفلين ، فهم عن وعي أو عن غير وعي ، يعتقدون أنّ ما يجري لا يخّصهم وأنّ الدول الكبرى التي تتصارع على أرض سوريا , لا تستطيع قوّة أن توقف تصارعها . وأنّ الأسلم لهم أن يضعوا رؤوسهم في الرمال خوفا عليها من القصف ، تاركين للآخرين لعب الدور الرئيسي والأساسي في تحديد مستقبل دولة عربيّة ، أرضها وسكانها ، وماضيها ومستقبلها عربي . وعلى العرب المتفّرجين والشامتين والمحتفلين والنائمين أن يفعلوا شيئا باتجاه الحل السياسي في سوريّا ، لعل التاريخ يذكر ذلك لهم .

على المحتفلين والمتفّرجين من العرب ، أن يفهموا اللعبة التي تجري على أرض سوريا . فسيخسر كلّ العرب ، أكثر من خسارتهم الحاليّة ان وقفوا موقف المتفّرج على ما يجري أو دعموا فئة في حربها على فئة ، وعليهم أن يدفعوا باتجاه حلّ سياسي يرضى به جميع الأطراف السوريّة بعد خروج الأغراب منها .  

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023