بقلم: الدكتور
فارس فلاح العطين
ايام وسيدخل
الاسبوع الرابع على القصف الوحشي
والمتواصل لقطاع غزة حيث وصل عدد الشهداء الى ستة الاف وخمسمائه شهيد نصفهم من
الاطفال والنساء ناهيك عن ستة عشر الف مصاب ثلثينهم من الاطفال والنساء ايضاً.
ولا يزال رئيس
حكومة الكيان الصهيوني يهدد باجتياح القطاع براً
تارةً وتارةً اخرى يعلن بان هناك تكتيكات خاصة بالعملية البرية والتي
ستستغرق اياماً او اسابيع وقد تصل الى ثلاثة اشهر واكثر معللاً ذلك في محاولة للتناغم مابين القرار السياسي
والقرار الصادر من القيادة العسكرية اضافة
الى مصير الاسرى ومحاولة تحريرهم ناهيك عن ما صدر عن ألرئيس الامريكي جون بايدن
عندما قال بان الجيش الاسرائيلي غير مستعد
الان للاجتياح والدخول براً قطاع غزة ويخشى من الفشل الذريع للعملية العسكرية
كونها غير واضحة الاهداف وان القضاء على حركة حماس ليس بالسهل بمكان لانها فكر
وايديولوجية منتشرة ومتواجدة في النسيج الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها وفي كل دول
العالم تقريباً وكذلك اعلن رئيس اركان الجيش الاسرائيلي بان الحرب
ستكون صعبة وفيها خسائر واحياناً يعود
ويؤكد جاهزيته للتعامل مع كل السيناريوهات قريبة او بعيدة كما وانه جاهز
للتعامل مع كافة الجبهات .
العديد من
الجنرالات والقادة الاسرائيليين والسياسيين يقولوا بانه لم يسبق لهم خوض مثل هذه
الحرب منذ انشاء الكيان الصهيوني وما يُقلق الادارة الامريكية بانه لاتوجد خطط
واضحة للدخول البري باهض الثمن بشرياً بين الجنود الامر الذي دفع بالادارة
الامريكية الى ارسال عدد كبير من المستشارين
ولا نستبعد
بان هناك تدخل مباشر من الامريكان على الارض
، الداخل الاسرائيلي منقسم على نفسه ويحمّل نتنياهو مسؤولية الفشل الذي
عاشته اسرائيل يوم 7 اكتوبر والحاله
النفسية التي يعاني منها الجنود قبل
المدنيين حيث ان هناك تدني كبير في معنويات الجند وصلت الى حالات ايذاء النفس
المتعمد والفرار المتكرر من موقع حشد القوات على تخوم قطاع غزة وما جولات وزير الدفاع ورئيس اركان الجيش
الاسرائيلي ورئيس الحكومة الى مواقع الجنود في الجنوب وكذلك في شمال اسرائيل مع
الحدود اللبنانية الا من اجل رفع المعنويات لديهم وقد قوبل البعض منهم اثناء
الجولات بالشتائم وانهم ذاهبون للموت او الاسر
ومن المعروف
عسكرياً بانه وعند تجميع القوات المقاتلة بمنطقة الحشد بكافة وحدات الجيش واصنافه
وارتداء لباس المعركة للضباط والجنود ويُتركوا اسابيع في الانتظار فان ذلك يؤدي
الى تحطيم نفسياتهم والتشكيك بقدرة القادة على التخطيط وادارة الحرب والتردد
والارتباك والغاء وتعديل العديد من الاوامر بعد توزيعها على جميع الوحدات وحتى
مستوى الجماعه والفرد والتغييرات المتكررة في الاهداف وامكانية تحقيقها
كل ذلك ينعكس
على اداء الجنود في ساحة القتال وقال بعضهم بان الزحف البري هو ( فخ موت ) للجيش
الاسرائيلي وهذا هو الرعب الاكبر لهم
والكل مقتنع
بان هناك غزة اسفل غزة اشارة الى الانفاق المنتشرة في جغرافية غزة والتي يصل طولها الى 500كم وهي ليست انفاق ترابية ولكنها محصنة بالاسمنت
المسلح
اضافة الى
الصعوبة في تحديدها بشكل دقيق علما بان
امريكا قامت بتزويد اسرائيل مؤخراً بثلاثة انواع من القنابل الاهتزازية
وبكميات كبيرة والهدف منها عمل ارتجاج في اسطح واعماق الارض للتعامل مع الانفاق
وما يربك القيادة السياسية والعسكرية في تل ابيب بان حماس لغاية الان هي التي تدير
الامور وما تم من طلعات جوية والقاءاكثر
من 16 الف طن من المتفجرات الشديدة الانفجار
لم يؤثرعلى قدرات حماس العسكرية
وبسبب الخوف
والجبن لدى الجندي الاسرائيلي فان جيشها يعتمد على سلاح الجو وسلاح المدفعية
للتعامل مع قطاع غزة عن بُعد ويتحاشى
القتال من مسافة الصفر .
دخول جيش الدفاع الاسرائيلي للقطاع سيكون
بمثابة مستنقع ومنطقة تقتيل لقواته وفشل في محاولته لتحقيق اهداف الهجوم البري وسيستمر في القصف الجوي
وسياسة دمار شمال نصف غزة لتهجير سكانها مستغلاً الدعم الامريكي والسبات العالمي لما يجري.