مؤخرًا،
انتشرت العديد من الشائعات التي أُطلقت بواسطة شخص من هولندا يُدعى فرانك، والتي
تُدّعي وجود ارتباط بين مواقع كواكب المجموعة الشمسية وحدوث الزلازل على سطح
الأرض. يُزعم أن آخر الزلازل التي وقعت في المغرب نجمت عن حدوث اقترانين كوكبيين
بين عطارد والزهراء، بالإضافة إلى اقترانين قمريين بين المشتري وأورانوس. ومع ذلك،
تشير الحقائق العلمية إلى عدم صحة هذه الشائعات، وأنه ليس هناك أي دليل علمي يُؤكد
ذلك، وهذا وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) والمعهد الوطني لبحوث علوم الأرض ومواجهة الكوارث في اليابان.
فالزلازل
هي ظاهرة طبيعية مذهلة ومخيفة في الوقت ذاته، تأتي بلا إنذار مسبق ولا يمكن التنبؤ
بها وتتسبب في تدمير كبير. وعلى مر العصور، ارتبطت بالعديد من الأساطير والخرافات،
ووُجد الكثيرون يبحثون عن تفسيرات غير علمية لهذه الظواهر المدمرة. واحدة من تلك
الخرافات هي الاعتقاد في أن تواجد الكواكب وتوزيعها في السماء يمكن أن يؤثر على
حدوث الزلازل على سطح الأرض. في هذا المقال، سنقوم بفحص هذه الخرافة ونبرز الحقائق
العلمية التي تفني هذا الاعتقاد.
الزلازل
وأسبابها العلمية:
لفهم
سبب حدوث الزلازل على سطح الأرض، يجب أن نعلم أن قشرة الأرض تتألف من صفائح كبيرة.
هذه الصفائح ليست ثابتة بل تتحرك ببطء على سطح الأرض. عندما تتداخل هذه الصفائح أو
تتحرك بعيدًا عن بعضها البعض، يمكن أن تحدث زلازل. فلولا هذه الظاهره لانفجرت
الارض، بل وتعتبر متنفس للطاقة الكبيره المختزنه في الارض.
يحاول
العلماء الاجابة عن 3 اسئلة تطرح بهذا الموضوع وهم: كيف يمكن التنبؤ بمكان و وقت
وقوه الزلال؟ ولا يوجد اجابة حتى الان.
الكواكب
والجاذبية:
لنلقي
نظرة على الكواكب في مجموعتنا الشمسية وكيف تتأثر بالجاذبية. فالشمس هي كتلة ضخمة
جدا تقدر ب% 99.99 من كتله كل كواكب
المجموعة الشمسية، لذا فهي تمتلك جاذبية هائلة بسبب كتلتها الكبيرة والتي تقدر ب
333 ألف مره من كتلة الارض، ولكن تبعد عن الأرض بمسافة 150 مليون كيلومتر.
بالمقارنة، القمر يبعد عن الأرض (380 ألف كم تقريبا) ولكنه يمارس تأثيرًا أكبر
بكثير على المد والجزر. فان قوه توليد المد من الشمس تعادل نصف قوه توليد المد من
القمر. بينما كوكب الزهرة، الذي يُعتبر الكوكب الأقرب للأرض في المجموعة الشمسية،
له تأثير على الجاذبية الأرضية أقل بأربع مرات من تأثير الشمس والقمر. أما تأثير
كوكب المشتري، الكوكب الأكبر حجمًا في المجموعة الشمسية، فإنه يكون أقل بخمس مرات
من تأثير الشمس والقمر.
تأثير
الكواكب:
الآن
نتساءل: هل الكواكب الأخرى في المجموعة الشمسية تمتلك تأثيرًا ملحوظًا على الأرض؟
الإجابة هي لا. على الرغم من وجود العديد من الكواكب في مجموعتنا الشمسية، فإن
تأثيرات الجاذبية الناتجة عنها تكون ضئيلة جدًا بالمقارنة مع الشمس والقمر. وإن
تكرر حدوثها وقت اصطفاف الكواكب لا يعني أنها السبب في حدوث الزلازل. على سبيل
المثال، في شهر تموز الماضي من هذا العام، شهدنا ظهور 4 كواكب في السماء (عطارد،
الزهراء، المريخ، المشتري بالاضافة للقمر) ولم يحدث أي نشاط زلزالي يُذكر بناءً
على تلك الفرضية. هذا الظهور هو نتيجة طبيعية لحركة الكواكب حول الشمس و وقت
ظهورها من السنه وليس له أي تأثير على الزلازل.
الاستنتاج:
بناءً
على المعرفة العلمية والأدلة الحالية، يمكننا أن نؤكد أنه ليس هناك أي علاقة بين
تواجد الكواكب وحدوث الزلازل على الأرض. فالزلازل هي ظاهرة جيولوجية ناتجة عن
عوامل جيولوجية داخلية في الأرض، ولا تتأثر بمواقع الكواكب في السماء.
* استاذ
مشارك فيزياء الفلك وعلوم الفضاء-جامعة البلقاء التطبيقية