الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية بين ميسي ورونالدو.. رودري يختار الأفضل في التاريخ الأمن العام ينفذ تمريناً تعبوياً شاملاً لتعزيز الجاهزية والتنسيق في مواجهة الطوارئ على خطى بيكهام.. أول لاعب كرة لا يزال في الملعب يقتحم عالم الاستثمار في الدوري الأمريكي "غولاني".. أشرس ألوية الاحتلال تسقط في "كماشة" مقاومي غزة ولبنان كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين

القسم : بوابة الحقيقة
ريما خلف .. "الابرة التي ناطحت مخرز"
نشر بتاريخ : 3/20/2017 4:25:57 PM
الدكتورة تغريد أبو سرحان



بقلم: الدكتورة تغريد أبو سرحان*

حتى و المرأة تحقق أنبل و أشرف معاركها، هناك من يتربص ليرصد أي حرف بين السطور ليستعمله في وأد انتصارها، أكتب اليوم عن موقف ريما خلف بعيدا عن البعد السياسي للموضوع، اكتب عن المرأة عن "الابرة التي ناطجت مخرزا" فاذا بمخارز و ابر كثيرة تناكف فعلها و تحاول تهميشه او التقليل من عظمته، أكتب عن المرأة في معركتها عندما تقف ضد تيار الظلم و الخوف و السطوة و اللغة الوحيدة للتفاهم و تقزيم كل الاصوات الحرة، اكتب عن ريما خلف المرأة التي لا أعرفها عن قرب و لم يسبق لي ان التقيتها و لا لي ناقة و لا جمل اذ اكتب مفتخرة بقامتها الحرة في زمن الخنوع الارادي و اللاارادي.

 ما كشفه البعض حول تقديمها استقالتها قبل قرب انتهاء خدمتها بشهر ليس بسر أخفته  الدكتورة خلف و كشفوه بعد رحلة تقص و بحث مخلص عن الحقائق بل موضوع ذكرته هي طوعا و علنا ضمن أسطر كتاب استقالتها المقدمة لسعادة الامين العام للامم المتحدة و لم تتوارى خلف الحقيقة، و لكن ما خفي على هؤلاء انها باستقالتها هذه ستخسر الكثير من امتيازاتها و خاصة المالية حسب انظمة الامم المتحدة و ذلك كونها تقدمت هي بالاستقالة و قبل المدة المقررة لانهاء خدمتها و لا تهم الفترة الزمنية التي سبقت هذه المدة.  ولكن ليعلم هؤلاء ان هناك فرق بين ان تتقدم باستقالتها لرفضها سحب تقريرا يدين عدو أمة وبين أفعال اخرى كثيرة يقوم بها الكثيرون في الوقت الضائع و قبيل انتهاء خدماتهم بقليل كنهب ما استطاعوا له سبيلا من مقدرات مؤسساتهم او تعيين من لا يتمتعون بالمؤهلات و الكفاءة لوظائف معينة او مسابقة الزمن لعقد صفقات مشبوهة و توقيعها قبل اقتراب نهاية  الخدمة.  تقدمت ريما خلف باستقالتها و لو انهم لم يطلبوا منها سحب تقريرها لما فعلت و لاكملت المدة اللازمة لانتهاء خدمتها.  

ما فعلته الدكتورة ريما خلف مشرف و عظيم و بالتأكيد احتاج لارادة من روح الثورة و شجاعة من رحم الغيرة على احقاق الحق و موقف من قلب العدل، فعلت ريما خلف ما فعلته و هي تعلم جيدا عاقبته و لا يوجد اي مبرر لتتصنع شخصية بقامة خلف المواقف فهي سيدة ، و بتمحيص بسيط لاسمها عبر محرك البحث جوجل، لا ينقصها جاه و لا مال و لا زهوة مناصب و لا نشوة مواقف، فتاريخ المرأة حافل بالانجازات و البطولات و على رأسها ثقة الدولة الاردنية بتنصيبها في مواقع تتطلب ذكاء و نبوغا و حنكة، و لكن هناك من هي غريبة عليهم المواقف الحقيقية و هناك من لا يحتمل عقله و لاحتى خياله مجرد فكرة صنائع البطولة و تقدير الموقف و تحكيم الضمير فكيف و البطلة هنا امرأة بقامة ريما خلف.

كان الاجدى لبعض الاقلام التي تناولت موقف ريما خلفا سلبا ان تتناول سؤالا بحجم الحقيقة و العدل و هو"لماذا و كيف يطلب الامني العام للامم المتحدة سحب تقريرا يدين الكيان الصهيوني بجرائمه التي تشكل فصلا عنصريا و لمصلحة من؟ و هل الامم المتحدة بعد موقف امينها باتت او اصلا كانت يوما ما امينة على حقوقنا العادلة؟ بعض من هاجم الدكتورة قد لا يكون كلف نفسه عناء قراءة التقرير الواقع في 74 صفحة و الذي لا تنقصه الدقة و لا المنهجية العلمية في البحث و استقراء المعلومة. 

نعم ريما خلف امرأة انطبق عليها مثلنا الشعبي "إبرة ناطحت مخرز" و كسبت الجولة اخلاقيا و انسانيا و سيسجل التاريخ انها رفضت سحب تقريرا لا يشوبه الا انه يدين جهة ذات سلطة ما و سيأتي بعد ريما اخر سيحذف التقرير من جذوره و لا كانه كان و لن يذكره التاريخ لا سلبا و لا ايجابا وقد لا ينال الا مزيدا من المناصب و الثروة و بعضا من ثناء المسؤولين. 

كامرأة أغبط ريما خلف على موقفها و لا أدعي شجاعتها، بل اعترف ، و ككثيرين مثلي، لو كنت مكانها قد أتعامل مع الموقف بدملوماسية الامم المتحدة لا بل قد لا اورط نفسي بانشاء التقرير من أساسه لتاريخ معرفتي بأن هكذا مخارز لا تناطحها الابر، ريما خلف اليوم أصابتني بالدهشة ولها اليوم ان تزدان فخرا فموقفها اليوم حديث المجالس و موضوع محاضرات حقوق الانسان في صفوفنا الجامعية.

و الله من وراء القصد 
*جامعة الامارات العربية المتحدة – العين

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023