ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات بالبرازيل إلى 66 قتيلا وأكثر من 100 مفقود روسيا : لن نقطع العلاقات الدبلوماسية مع دول البلطيق الأمانة تعلن طوارئ متوسطة للتعامل مع عدم الاستقرار الجوي رئيس الجامعة الأردنية: لا ينبغي تعليم أطباء المستقبل بمناهج الأمس البلقاء التطبيقية تشارك في أعمال ملتقى وأسبوع التعليم العالي الأردني الكردستاني 2024 في أربيل قطع أراضٍ وملايين الدنانير ومكافآت شهرية لمنتخب العراق المتأهل لباريس 12 مديرية بدلا من 42 و5 امناء عامون.. تفاصيل استحداث وزارة التربية والموارد البشرية الملكة رانيا تحذر: استمرار الحرب على غزة اكبر تهديد للنظام العالمي القائم على القواعد الإفتاء الأردنية تطالب من صام يوم الخميس الماضي إعادته ٢١٥ مستفيدا من الحملة الطبية السنّية المتخصصة للبر والاحسان في قريتي رحمة وقطر مستعمرون يحتجزون مزارعين في الخضر جنوب بيت لحم إصابة 7 جنود صهاينة في قصف كتائب "القسام" موقع كرم أبو سالم بغلاف غزة إصابات بالاختناق خلال مواجهات مع الاحتلال في أوصرين جنوب نابلس الأرصاد: الأداء المطري لنيسان الماضي دون معدلاته الشهرية في أغلب المناطق الإضراب الشامل يعم محافظة طولكرم حدادا على شهداء دير الغصون

القسم : بوابة الحقيقة
ريما خلف .. "الابرة التي ناطحت مخرز"
نشر بتاريخ : 3/20/2017 4:25:57 PM
الدكتورة تغريد أبو سرحان



بقلم: الدكتورة تغريد أبو سرحان*

حتى و المرأة تحقق أنبل و أشرف معاركها، هناك من يتربص ليرصد أي حرف بين السطور ليستعمله في وأد انتصارها، أكتب اليوم عن موقف ريما خلف بعيدا عن البعد السياسي للموضوع، اكتب عن المرأة عن "الابرة التي ناطجت مخرزا" فاذا بمخارز و ابر كثيرة تناكف فعلها و تحاول تهميشه او التقليل من عظمته، أكتب عن المرأة في معركتها عندما تقف ضد تيار الظلم و الخوف و السطوة و اللغة الوحيدة للتفاهم و تقزيم كل الاصوات الحرة، اكتب عن ريما خلف المرأة التي لا أعرفها عن قرب و لم يسبق لي ان التقيتها و لا لي ناقة و لا جمل اذ اكتب مفتخرة بقامتها الحرة في زمن الخنوع الارادي و اللاارادي.

 ما كشفه البعض حول تقديمها استقالتها قبل قرب انتهاء خدمتها بشهر ليس بسر أخفته  الدكتورة خلف و كشفوه بعد رحلة تقص و بحث مخلص عن الحقائق بل موضوع ذكرته هي طوعا و علنا ضمن أسطر كتاب استقالتها المقدمة لسعادة الامين العام للامم المتحدة و لم تتوارى خلف الحقيقة، و لكن ما خفي على هؤلاء انها باستقالتها هذه ستخسر الكثير من امتيازاتها و خاصة المالية حسب انظمة الامم المتحدة و ذلك كونها تقدمت هي بالاستقالة و قبل المدة المقررة لانهاء خدمتها و لا تهم الفترة الزمنية التي سبقت هذه المدة.  ولكن ليعلم هؤلاء ان هناك فرق بين ان تتقدم باستقالتها لرفضها سحب تقريرا يدين عدو أمة وبين أفعال اخرى كثيرة يقوم بها الكثيرون في الوقت الضائع و قبيل انتهاء خدماتهم بقليل كنهب ما استطاعوا له سبيلا من مقدرات مؤسساتهم او تعيين من لا يتمتعون بالمؤهلات و الكفاءة لوظائف معينة او مسابقة الزمن لعقد صفقات مشبوهة و توقيعها قبل اقتراب نهاية  الخدمة.  تقدمت ريما خلف باستقالتها و لو انهم لم يطلبوا منها سحب تقريرها لما فعلت و لاكملت المدة اللازمة لانتهاء خدمتها.  

ما فعلته الدكتورة ريما خلف مشرف و عظيم و بالتأكيد احتاج لارادة من روح الثورة و شجاعة من رحم الغيرة على احقاق الحق و موقف من قلب العدل، فعلت ريما خلف ما فعلته و هي تعلم جيدا عاقبته و لا يوجد اي مبرر لتتصنع شخصية بقامة خلف المواقف فهي سيدة ، و بتمحيص بسيط لاسمها عبر محرك البحث جوجل، لا ينقصها جاه و لا مال و لا زهوة مناصب و لا نشوة مواقف، فتاريخ المرأة حافل بالانجازات و البطولات و على رأسها ثقة الدولة الاردنية بتنصيبها في مواقع تتطلب ذكاء و نبوغا و حنكة، و لكن هناك من هي غريبة عليهم المواقف الحقيقية و هناك من لا يحتمل عقله و لاحتى خياله مجرد فكرة صنائع البطولة و تقدير الموقف و تحكيم الضمير فكيف و البطلة هنا امرأة بقامة ريما خلف.

كان الاجدى لبعض الاقلام التي تناولت موقف ريما خلفا سلبا ان تتناول سؤالا بحجم الحقيقة و العدل و هو"لماذا و كيف يطلب الامني العام للامم المتحدة سحب تقريرا يدين الكيان الصهيوني بجرائمه التي تشكل فصلا عنصريا و لمصلحة من؟ و هل الامم المتحدة بعد موقف امينها باتت او اصلا كانت يوما ما امينة على حقوقنا العادلة؟ بعض من هاجم الدكتورة قد لا يكون كلف نفسه عناء قراءة التقرير الواقع في 74 صفحة و الذي لا تنقصه الدقة و لا المنهجية العلمية في البحث و استقراء المعلومة. 

نعم ريما خلف امرأة انطبق عليها مثلنا الشعبي "إبرة ناطحت مخرز" و كسبت الجولة اخلاقيا و انسانيا و سيسجل التاريخ انها رفضت سحب تقريرا لا يشوبه الا انه يدين جهة ذات سلطة ما و سيأتي بعد ريما اخر سيحذف التقرير من جذوره و لا كانه كان و لن يذكره التاريخ لا سلبا و لا ايجابا وقد لا ينال الا مزيدا من المناصب و الثروة و بعضا من ثناء المسؤولين. 

كامرأة أغبط ريما خلف على موقفها و لا أدعي شجاعتها، بل اعترف ، و ككثيرين مثلي، لو كنت مكانها قد أتعامل مع الموقف بدملوماسية الامم المتحدة لا بل قد لا اورط نفسي بانشاء التقرير من أساسه لتاريخ معرفتي بأن هكذا مخارز لا تناطحها الابر، ريما خلف اليوم أصابتني بالدهشة ولها اليوم ان تزدان فخرا فموقفها اليوم حديث المجالس و موضوع محاضرات حقوق الانسان في صفوفنا الجامعية.

و الله من وراء القصد 
*جامعة الامارات العربية المتحدة – العين

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023