القبض خلال ساعات على وافد ارتكب جريمة قتل طعنًا في الزرقاء الصفدي يزور الرياض لبحث تعزيز التعاون الأردني السعودي الأردن يترافع أمام محكمة العدل الدولية بشأن التزامات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية ارتفاع الدين العام الأردني إلى 44.8 مليار دينار مع نهاية فبراير عاصفة ترابية تضرب مصر وشلل في الدراسة وتحذيرات من طقس قاسٍ إيران تعلن إعدام "جاسوس كبير" للموساد بتهمة اغتيال ضابط في الحرس الثوري بريطانيا تنضم للعدوان الأمريكي على اليمن وتقصف مصنعًا للطائرات المسيرة جيش الاحتلال يقصف ريف دمشق بزعم حماية الدروز قوات الاحتلال تقتحم مناطق شرق نابلس وتحتجز 4 فلسطينيين مؤقتًا قوات الاحتلال توقف العمل في حديقة قيد الإنشاء شمال نابلس تقارير: نغانو يتسبب بوفاة شابة في حادث دراجة نارية بالكاميرون تقارير: اتفاق بين رونالدو والنصر على تجديد عقده لموسم إضافي ناسا تكشف حقيقة "الجسم الغامض" الذي عبر أمام الشمس مدعٍ فدرالي أمريكي يتهم "ويكيبيديا" بنشر الدعاية والتلاعب بالتاريخ قوات الاحتلال تعتقل 5 فلسطينيين من طولكرم

القسم : مقالات مختاره
وصّى عليك!
نشر بتاريخ : 2/20/2017 12:12:35 PM
احمد حسن الزعبي

احمد حسن الزعبي

صارت واحدة من أمنياتي الملحّة ..أن ادخل أي محلّ أو مطعم أو «نوفيتيه» ولا يعرفني صاحب المحل ، لأن ما بعد المعرفة و»التبويس» والمجاملة والكلام المدهّن مثل: حصتي، عظام الرقبة،أنت صوتنا، ضميرنا الحي، لا بدّ من خازوق ما يخرج من شبك رأسك دون أن يكون في حسابك معرفة توقيته أو حجمه عدم المؤاخذة..

تدخل إلى مطعم كنت تعتاد الدخول إليه دائماً، حيث الخدمة الرائعة والمعاملة الممتازة والكميات المقبولة و الأسعار المعقولة كل هذا كان يقوم به عمّال وموظفو المطعم كجزء من عملهم اليومي معك ومع باقي الزبائن، لكن إذا عرفك «المعلّم» وأصر أن يوصّى عليك مدير الصالة اعتبر نفسك قد أكلت روح الخل..

العبارة التي تكهربني كلما سمعت «المعلّم» ينادي بها للعمال ( توصوا بالأستاذ يا شباب )...يقشعر بدني ، وترتفع حرارتي ، وتتسارع دقات قلبي (لني عارف تاليها).. تجلس ساعة على الطاولة بانتظار أي تسليكة تسدّ بها جوعك ،فيمرّ من أمامك القرصون ويقول : (معلّش تأخرت الطلبية شوي بس لأنه المعلّم وصّى عليك)..تبتسم وتمصمص باكيتات المايونيز الملقاة على الطاولة من الجوع ، كل الزبائن الذين وصلوا بعدك بدؤوا بتناول وجباتهم وأنت ما زلت على قائمة الانتظار تلعب بــ»المملحة» بلا قافية ..يأتي موظف آخر يفتح عبوة ماء حجم عائلي مع انك تجلس وحيداً على الطاولة تحتج على فتح عبوة كبيرة وأنت تجلس بمفردك فيبتسم الموظف ويقول : ( المعلّم وصى عليك)..يتبعها بدقائق نزول صحن مخلل (مقشعر) ، وصحن حمص (ملحوس نصّه) تنبّهه انك لم تطلب الحمص ولا المخلل فيأتيك الجواب (أهلا وسهلا.. المعلّم وصّى عليك) ، في آخر المطاف يأتي كابتن الصالة ومعه (الأوردر) مثلثات من الخبز المقصوص في سلة الخبز ، 8 حبات أصابع بطاطا مقلية (رفيعة مثل شوارب القط) الطبق الرئيس فيه سدر دجاج منكمش بحجم الكبريتة بعد أن كان يملأ نصف الصحن تقريباً – قبل توصاية المعلّم - على طرف الصحن بقعة من الكاتشاب بحجم زر الجاكيت وفرمة بروكلي بالكاد ترى بالعين المجرّدة ...طبعاً «قبل التوصاية» كان طبق الخضار يأتي مجّانياً مع الطلب بالإضافة الى الكبة المقلية وصحن الفتوش المجاني والتبولة.. تطلب «سفن أب» فيفتح لك الموظف» فانتا» ويضع بها المصاصة عنوة دون أن يستشيرك أن كنت تحب أم لا كل هذا «التقشّف» و»الجوع» والإجبار على خيارات لم تطلبها لأن المعلّم وصّى عليك...عندما تأتي لتحاسب ،يتمنّع المحاسب قليلاً بحجّة : « أن المعلّم وصّى عليك قبل ما يطلع وقال لا تاخذوا منه»..فترفض ،ويتمنع المحاسب أكثر، وتبدأ تتطاير الأيمان الغليظة فوق جهاز الكاش..وعندما تصمد على موقفك ،وتأبى الا أن تدفع تجد ان فاتورتك - المكتوبة بيد المعلم - جاهزة منذ جلوسك على الطاولة و قد زادت مرّة ونصف عن كل مرة بسبب كرم المعلّم على ظهرك..تدفع وتغادر ولسان حالك يقول: تكون أسعد سعيد في هذه الدنيا لما ما يوصّى عليك!.


جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023