وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الخميس 3- 7 – 2025 النفط يقفز 3% مع وقف إيران التعاون مع وكالة الطاقة الذرية نادي الحسين إربد يجدد عقد اللاعب رجائي عايد منتخب الشباب لكرة السلة يخسر أمام أميركا ويتجه لمباريات الترتيب ولي العهد عن مشروع أول قمر صناعي أردني: إنجاز بأيدي شبابنا 3500 طالب وطالبة التحقوا بمراكز تحفيظ القرآن الكريم في الكورة محافظ دمشق من عمّان: السوريون في الأردن بين أهلهم أميركا: قرار إيران تعليق تعاونها مع وكالة الطاقة الذرية غير مقبول وزير الخارجية ونظيره الفلسطيني يؤكدان ضرورة وقف العدوان على غزة بشكل فوري العيسوي ينقل اعتزاز الملك وولي العهد بتقدم الجامعة الأردنية في تصنيف كيو إس أكثر من 80 شهيدا في غارات "إسرائيلية" على غزة منذ فجر الأربعاء مدير عام الجمارك يوجه بتسهيل الإجراءات في مركز حدود جابر على خطى أشرف حكيمي.. لاعب مغربي جديد يتعاقد مع باريس سان جيرمان استشهاد مدير المستشفى الإندونيسي في غزة وأسرته جراء غارة "إسرائيلية" ترامب يعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 20% على فيتنام

القسم : مقالات مختاره
وصّى عليك!
نشر بتاريخ : 2/20/2017 12:12:35 PM
احمد حسن الزعبي

احمد حسن الزعبي

صارت واحدة من أمنياتي الملحّة ..أن ادخل أي محلّ أو مطعم أو «نوفيتيه» ولا يعرفني صاحب المحل ، لأن ما بعد المعرفة و»التبويس» والمجاملة والكلام المدهّن مثل: حصتي، عظام الرقبة،أنت صوتنا، ضميرنا الحي، لا بدّ من خازوق ما يخرج من شبك رأسك دون أن يكون في حسابك معرفة توقيته أو حجمه عدم المؤاخذة..

تدخل إلى مطعم كنت تعتاد الدخول إليه دائماً، حيث الخدمة الرائعة والمعاملة الممتازة والكميات المقبولة و الأسعار المعقولة كل هذا كان يقوم به عمّال وموظفو المطعم كجزء من عملهم اليومي معك ومع باقي الزبائن، لكن إذا عرفك «المعلّم» وأصر أن يوصّى عليك مدير الصالة اعتبر نفسك قد أكلت روح الخل..

العبارة التي تكهربني كلما سمعت «المعلّم» ينادي بها للعمال ( توصوا بالأستاذ يا شباب )...يقشعر بدني ، وترتفع حرارتي ، وتتسارع دقات قلبي (لني عارف تاليها).. تجلس ساعة على الطاولة بانتظار أي تسليكة تسدّ بها جوعك ،فيمرّ من أمامك القرصون ويقول : (معلّش تأخرت الطلبية شوي بس لأنه المعلّم وصّى عليك)..تبتسم وتمصمص باكيتات المايونيز الملقاة على الطاولة من الجوع ، كل الزبائن الذين وصلوا بعدك بدؤوا بتناول وجباتهم وأنت ما زلت على قائمة الانتظار تلعب بــ»المملحة» بلا قافية ..يأتي موظف آخر يفتح عبوة ماء حجم عائلي مع انك تجلس وحيداً على الطاولة تحتج على فتح عبوة كبيرة وأنت تجلس بمفردك فيبتسم الموظف ويقول : ( المعلّم وصى عليك)..يتبعها بدقائق نزول صحن مخلل (مقشعر) ، وصحن حمص (ملحوس نصّه) تنبّهه انك لم تطلب الحمص ولا المخلل فيأتيك الجواب (أهلا وسهلا.. المعلّم وصّى عليك) ، في آخر المطاف يأتي كابتن الصالة ومعه (الأوردر) مثلثات من الخبز المقصوص في سلة الخبز ، 8 حبات أصابع بطاطا مقلية (رفيعة مثل شوارب القط) الطبق الرئيس فيه سدر دجاج منكمش بحجم الكبريتة بعد أن كان يملأ نصف الصحن تقريباً – قبل توصاية المعلّم - على طرف الصحن بقعة من الكاتشاب بحجم زر الجاكيت وفرمة بروكلي بالكاد ترى بالعين المجرّدة ...طبعاً «قبل التوصاية» كان طبق الخضار يأتي مجّانياً مع الطلب بالإضافة الى الكبة المقلية وصحن الفتوش المجاني والتبولة.. تطلب «سفن أب» فيفتح لك الموظف» فانتا» ويضع بها المصاصة عنوة دون أن يستشيرك أن كنت تحب أم لا كل هذا «التقشّف» و»الجوع» والإجبار على خيارات لم تطلبها لأن المعلّم وصّى عليك...عندما تأتي لتحاسب ،يتمنّع المحاسب قليلاً بحجّة : « أن المعلّم وصّى عليك قبل ما يطلع وقال لا تاخذوا منه»..فترفض ،ويتمنع المحاسب أكثر، وتبدأ تتطاير الأيمان الغليظة فوق جهاز الكاش..وعندما تصمد على موقفك ،وتأبى الا أن تدفع تجد ان فاتورتك - المكتوبة بيد المعلم - جاهزة منذ جلوسك على الطاولة و قد زادت مرّة ونصف عن كل مرة بسبب كرم المعلّم على ظهرك..تدفع وتغادر ولسان حالك يقول: تكون أسعد سعيد في هذه الدنيا لما ما يوصّى عليك!.


جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023