الخرابشة يتابع عمليات الحفر في حمزة ويزور المنطقة الحرة الخاصة بدء تنفيذ سحب مياه سد كفرنجة وتحليتها بـ 14 مليون دينار 100 شاحنة جديدة تعبر من الأردن لغزة صدور مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية بين ميسي ورونالدو.. رودري يختار الأفضل في التاريخ الأمن العام ينفذ تمريناً تعبوياً شاملاً لتعزيز الجاهزية والتنسيق في مواجهة الطوارئ على خطى بيكهام.. أول لاعب كرة لا يزال في الملعب يقتحم عالم الاستثمار في الدوري الأمريكي "غولاني".. أشرس ألوية الاحتلال تسقط في "كماشة" مقاومي غزة ولبنان كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار

القسم : مقالات مختاره
لا تدفعوهم الى الشارع..!
نشر بتاريخ : 2/20/2017 12:11:21 PM
حسين الرواشدة

حسين الرواشدة

حين طالبت في هذه الزاوية ( الخميس الماضي) مجلس النواب لكي يأخذ دوره ويمسك بزمام المبادرة لمناقشة الحكومة – محاسبتها ان شئت – حول مقرراتها الاقتصادية , كنت اخشى ان يرتد ابطاء النواب او عجزهم عن ذلك على الشارع , فيأخذ الدور ويملأ الفراغ , ويتحرك بالنيابة عن ممثيله , وقد حصل ذلك بعد اقل من ثلاثة ايام , كما تابعناه في مدينة الكرك .

اخطأنا – هنا – ثلاث مرات : مرة حين فاجأنا الناس بقرارات اقتصادية صعبة لا قدرة لهم على تحملها , دون ان نتوقع ردود افعالهم ونتحوط لها, او حتى ان نشاركهم  او نشاورهم فيما اتخذناه،  ثم نطمئنهم على ان المسطرة ستشمل الجميع , ومرة ثانية حين تعمدنا “ اغلاق “ قنوات التعبير والتنفيس امامهم , وحتى ان مجلس النواب الذي يفترض ان ينهض بهذه المهمات لم يقم بواجبه مع ان المفترض ان تكون “ القبة “ هي المجال المتاح لمثل هذه النقاشات والمحاسبات , ثم اخطأنا مرة ثالثة حين تعاملنا مع الموضوع كله بمنطق الاستهانة واحيانا بمنطق الاستفزاز , فلم نكتف بفرض الضرائب وانما الحقناها بقرارات اثارت غضب الشارع سواء اكانت في مجال الترفيه , او التعيينات غير المدروسة او المصروفات التي لا مبرر لها ، فيما لا نزال نطالب بمزيد من التقشف وشد الاحزمة , والناس ينتظرون المزيد من الشفافية والعدالة .

منذ بداية هذا العام تغير المزاج العام واصبح مضطربا وقلقا بما يكفي لاستدراك الحالة وقراءتها بشكل جدي وعميق , كانت الرسائل التي تنطلق من ابسط مواطن  وتفيض بها وسائل التواصل الاجتماعي تكفي ايضا لمعرفة الاتجاه الذي نسير فيه , ثم جاءت استطلاعات الرأي لتكشف لنا ما تغافلنا عنه , وبعدها حدثت المقاطعة لبعض السلع ، المؤسف ان لواقطنا السياسية كانت مغلقة عن استقبال اي حديث حول انين  “ اوجاع “ الناس واوضاعهم الاقتصادية الصعبة , والمؤسف ايضا هو ان بعض المسؤولين لم يتعلموا الدرس , لا الذي حصل معنا حين داهمنا الربيع العربي فتجاوزناه بفضل “ الحكمة “ التي وحدت مكونات الدولة كلها في صف واحد , ولا الذي حصل لغيرنا حين وقعوا في فخ المكابرة وها هم يدفعون ثمنها .

لم نتجاهل – فقط – مثل هذه الرسائل المزحمة بصورالاحباط والشكوى والتحذير , وانما تعاملنا معها باستخفاف وكأنها لا  تعنينا , او كأننا لا نعرف طبيعة الاردنيين التي تشكلت من طينة الصبر والتحمل خوفا على البلد وانتظارا للفرج لكنها طينة ترفض ان يستخف بها احد , او ان يستفزها عابر طريق , ثم اننا سمحنا للبعض ان يعبث بنواميسها الوطنية , فيجاهر بفساده ويستقوي على البلد دون ان يتحرك احد لمحاسبته , ثم اننا اجهزنا على “ وسائطنا “ الاجتماعية التي كانت تمارس دور “ الاطفائيات “ حين تداهمنا الازمات , فلم نجد امامنا سوى “ شواخص “ جرى تنصيبها لا حول لها ولا قوة , وبالتالي عدمنا الظهير الاجتماعي كما اننا افتقدنا الظهير السياسي  في الداخل وربما في المحيط ايضا , كل ذلك فعلناه بأنفسنا دون ان ننتبه الى التحولات التي جرت داخل مجتمعنا ومن حولنا وفي العالم ايضا , وهي تحولات اخطر مما نتصور , وربما اسوأ مما نتوقع .

الان , جاءت رسالة الكرك لتدق امامنا الجرس من جديد , ليس فقط لكي يصحوا اخواننا النواب من “ بياتهم “ الشتوي الطويل , ولا الحكومة من الاستمرار في مقررات فرض الضرائب وزيادة الاسعار , وانما ليستيقظ المجتمع وتنهض الدولة لمواجهة المرحلة الصعبة , والامساك بزمام المبادرة , وتعديل المزاج العام للناس , وتطمينهم على معيشتهم ومستقبلهم.
قبل ان تتدحرج كرة “ الاحتجاجات “ في الشارع , لابد ان تتحرك عجلة السياسة التي توقفت منذ سنوات , ولابد ان يغادر المسؤولون مقاعد الفرجة والرهان على صبر الناس وتحملهم , ولابد ان نستدرك غضب الناس وعتبهم بقرارات تعيد اليهم الثقة بدولتهم ومؤسساتهم , وتطمئنهم على كرامتهم وسلامة بلادهم , وتبعث فيهم الامل بسيادة القانون والعدالة , ونهاية عصر “ التغطية “ على الفساد , واستسهال تعويض الخزينة من جيوب المواطنين .

كما اننا لا نريد ان يخرج الناس الى الشارع , فقد جربنا ذلك كما جربه غيره , وكانت النتيجة بائسة , فاننا نطالب المسؤولين ايضا ان لا يدفعوا الناس الى الشارع , سواء بالمقررات التي تسلق على عجل , او باغلاق القنوات التي تمثلهم وترفع مطالبهم وتدافع عن حقوقهم بالنيابة عنهم ،واقصد – تحديدا – مجلس النواب الذي يفترض ان ينهض بدوره , والاعلام الذي يجب ان يعبر عن الضمير العام , والاحزاب التي لم نسمع صوتها حتى الان .

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023