عندما يكون الوهم هو المتلازمة الأولى
للبعض منا أولا وللكثير من الجيل الناشئ من أبنائنا ثانيا، فلا تتوقع ان كل من كان
على شاكلة ذلك سيحظى بأي نوع من التفاعل او التواصل الانساني الحقيقي سواء على
المستوى العائلي بشكل خاص او على المستوى الاجتماعي بشكل عام.
فهذا الوهم الذي يبدأ باقناع حديثي السن بأن
قضاء بضع ساعات بالايقاع على لوحة مفاتيح الحاسوب لمحاكاة احد الالعاب الإلكترونية
انه نوع من انواع الرياضة للحفاظ على الجسم السليم هو نفسه الوهم الذي ينمو مع
البعض منهم ليقنعهم ان رسائل الصباح ذات القوالب المعدة مسبقا المرسلة بوسائل
التواصل الاجتماعي من خلال هذه الأدوات الملتصقة بكف ايديهم هي الوسيلة المثلى
لقضاء اي واجب كعيادة اخ مريض او مباركة لابنة اخت بقدوم مولود جديد.
اجسام رغم تقاربها فعقول ذويها
متباعدة، يحيط بكل منها هالة من الخصوصية المبالغ بسريتها على المستوى القريب،
المكشوفة لكل بعيد يقدم لك برنامجه المجاني للتواصل فيطلع على كل احوالك أينما كنت
وبكل اوقاتك، أفراد من أب وأم يقطنون بمسكن واحد قد تحسبهم جزر بأرخبيل في مكان
ناءٍ.
فأهلا بك يا بني كرقم جديد في هذا
العالم الافتراضي الحديث، عالم الوهم التي تديره الآلة لتدير حياتك الخاصة والعامة
وبأدق التفاصيل.