رغم تعرض (حركة مقاطعة إسرائيل وسحب
الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS لهجمات سياسية وإعلامية مكثفة في الدولة
الصهيونية والغرب، بحجة معاداة السامية، إلا أن هناك جمهوراً واسعاً في العالم بات
يؤمن أن نزع الشرعية عن الدولة الصهيونية بصفتها دولة تميز بين مواطنيها على أساس
عرقي أو ديني، هو هدف لا غبار عليه أخلاقياً.
رغم كل المقارفات، المخفية والواضحة،
تواصل معظم الحكومات الغربية وضع “إسرائيل” فوق القانون الدولي، وبحصانة كاملة من
المحاسبة والمساءلة، بل وفرض العقوبات ضد “حركة” أولئك الذين يدعون إلى مقاطعة
نظام الاحتلال، وكذلك فرض تصنيفات “الإرهاب” على من يناضلون ضد الاضطهاد العنصري
الإسرائيلي. ورغم ذلك، تتواصل إنجازات (الحركة). فمؤخرا، اتهم أكثر من 170 فنانا
وشخصية بارزة في السينما والمسرح البريطاني لجنة تحكيم “جائزة الدراما الأوروبية
لعام 2022” في ألمانيا بممارسة “مكارثية العصر الحديث”، بعد سحب “لجنة التحكيم”
جائزة الإنجاز مدى الحياة من الكاتبة المسرحية الشهيرة البريطانية (كاريل تشرشل)
بسبب دعمها لحقوق الفلسطينيين. وكانت الكاتبة حصلت على جائزة الدراما الأوروبية في
نيسان/ إبريل المنصرم، وهي الأكبر قيمة في أوروبا (75 ألف يورو) مقدمة من مؤسسة
“ساوتشبيل شتوتجارت” برعاية وزارة العلوم والبحوث والفنون في بادن فورتمبيرج
الألمانية. لكن سرعان ما تم سحب القرار في تشرين الأول/ “أكتوبر”، لأن السيدة
(تشرشل) تدعم “حركة المقاطعة (BDS)”.
وقال المتضامنون معها، في خطاب مفتوح: إن ما حدث “يعني إفراغ الفن والثقافة من
المعنى والقيمة”. بل إن المخرج والممثل والكاتب المسرحي الإنجليزي (مايك لي) أضاف
قائلا: “الإلغاء أمر غير مسؤول وتفوح منه رائحة الفاشية”.
على صعيد متمم أكثر أهمية، أظهر
استطلاع نظمته وزارة الخارجية الإسرائيلية في أوساط طلاب الجامعات الأمريكية، أن
“56% من الذين اطلعوا على دعوات (حركة المقاطعة) يقتنعون بها”. ونشر موقع صحيفة
“يديعوت أحرنوت”، نتائج الاستطلاع الذي أجرته الخارجية الإسرائيلية لأول مرة،
والتي أظهرت أن “49% من طلاب الجامعات الأمريكية يتعرضون للمواد الدعائية والرسائل
التي تصدرها (BDS)،
وأن الطلاب المؤيدين لفرض المقاطعة على إسرائيل يشكلون 28% من إجمالي طلاب
الجامعات في الولايات المتحدة، وأن 36% من إجمالي الطلاب لا يشعرون بتعاطف إزاء
إسرائيل”. وأشار الاستطلاع إلى أن “تأييد فرض المقاطعة على إسرائيل يتزايد في
أوساط الطلاب الذين يبدون اهتماماً بالشأن السياسي، والطلاب في الجامعات الخاصة،
ومن تزيد أعمارهم عن 30 عاماً”. وبحسب نائب وزير الخارجية الإسرائيلي (عيدان رول)
الذي بادر إلى تنظيم الاستطلاع: “الوضع خطير”.
اليوم، تتزايد موجات التأييد لجهود
حركة (BDS)
في ظل نمو الجماعات المؤمنة بأن الدولة الصهيونية، في تعاملها مع الفلسطينيين، هي
في الأساس دولة تخالف القانون الدولي وتنتهك حقوق الإنسان بشكل منهجي، وأن موقف
الدول الغربية المتساهل والداعم للدولة الصهيونية له انعكاساته السلبية على
مصداقية الدبلوماسية الغربية في دعم دولة تفرقة عنصرية/دولة “أبارتايد” وجب
محاسبتها وفق القانون الدولي. وهذا جزء مهم من جوهر نضالات وإنجازات “حركة
المقاطعة”