لماذا الجيش؛ لأنَّهُ يسكن أرواحنا
المؤمنة بقدسية التراب وطهر الأرض، ويستعيد ذواتنا المتعبة من صلفِ السِّياسة
وحنقِ السَّاسة، الجيش يُحاكي رجولتنا كلما استبد بنا حيف أو حاول الغادرون أن
يُلحِقوا بالوطن ضيم؛ وهم الرايات العالية التي لا يعبث بها شظف العيش أو خطابات
التحريض، ومصالح النُّخب؛ لأنَّهُ الكرامة التي تحاكي فوهة البندقية كُلَّما غمز
من قناة الأردن الحبيب حاقد أو متآمر أو جبان، والجيشُ قرَّة عين القائد، وملاذ
الكبرياء الوطني الخالد الذي لم تلوثه آلاعيب السياسة وطموحات القوى، ولم يعتد
ريادة التَّردد، والجيشُ والتَّاجُ والقائد والبندقية هم حُماةُ الشَّرف، ومعين
الخلود الأردني الثَّابت الذي لا يلين.
هم الأصدق قولاً، والأخلص عملاً،
وحرّاس الهوية الوطنية الأردنية من عبث المترفين وتجار القضية. هم عين القائد في
مواقف الشَّرف الهاشمي الكبير في كلِّ بلاد العروبة، ولهم في كل شبر من فلسطين
خضاب دم، ومع كل ذرَّة من تراب الوطن حكاية عشق لا ينتهي، ورواية تضحية صادقة لا
تنقضي. وبين كل هذا وذاك هم رجال صدقوا ما عاهدوا الوطن عليه فمنهم من قضى نحبه
ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً.
الجيش العربي البطل، وأجهزتنا الأمنية
الواعية لضوابط مصالح الدولة العليا، والعرش الذي نفتديه بالارواح، ويبادلنا بالحب
ولجم المتسلطين على أقدارنا وإخلاصنا. والصادقين من أبناء الوطن هم ثوابت الدولة
وأركانها الكبار، ميزتهم الكبيرة جميعهم؛ أنَّهم لم يغادروا للحظة مساحات الإخلاص،
وقلاع الوفاء والانتماء للدولة، والقائد، وقدسية الرِّسالة.
الجيش حكايا الأمهات، وزغاريد الحرائر،
والقصائد التي تحاكي كلّ أردني حرّ شريف يعي معاني الكرامة الوطنية، وشرف الجندية
" أمير الجيش لبسني شعار الجيش بس مرة وخذ عمري".
الجيش والأجهزة الأمنية شمُّ الأنوف،
وأصحاب الرايات العالية، والجباه المرفوعة الذين لا يعرفون المداهنة والمراوغة،
ولم يألفوا المداهنة والنفاق، وما اعتادوا ضبابية الموقف، والهروب من المسؤولية
ولنا في "جائحة كورونا" المثل الكبير كيف سار تطبيق قانون الدفاع بحرص
ومسؤولية من اللحظة الأولى التي وطأت أقدام نشامى الجيش الشوارع، ونقاط الغلق.
والسبب بسيط؛ لأن الجيش يشبهنا ولا يخدعنا، ويطبق توجيهات قائدنا الأعلى بمسؤولية
ووطنية وإخلاص وعزم لا يلين.
السَّاسةُ ينحازون لمصالحهم وحلفائهم،
ورغباتهم الشخصية -إلَّا مَنْ رَحِمَ ربي- والجيش والأجهزة الأمنية ينحازون للوطن،
والقيادة، وخبز الناس، وتطلعاتهم الشريفة. السَّاسةُ قد يخدعون، يغدرون، ويشوهون
الأشخاص والمواقف ويقولون غالباً خلاف الحقيقة، والجيش المجبول بأخلاق الهاشميين
يُعانق الصدق، ويتمثل بكل معاني الوفاء، وأخلاق الجندية التي لا تحيد عن قيم
الشجاعة والإقدام والانضباط والسمع والطاعة.
عندما تكون مع العسكر وقادتهم لا تحتاج
إلى انتقاء الألفاظ ودقة العبارات، تكون كما أنت حديث القلب للقلب، والوجدان لطهر
الأرض ونبل المُحيَّا، لا تحتاج إلى تفسير أو تأويل؛ بل تحتاج فقط إلى طهر
النَّوايا والإخلاص والولاء للأردن وقيادته، وعندما تكون مع الجيش تكون مع مشاريع
شهادة الدَّم في حماية الأرض والعرض، وأي تحية أكبر من تلك التي خرجت مجلجلة من
اعماق قلب القائد " النشامى، أخاطبهم اليوم باسم الأردنيين جميعاً وأقول لهم،
هذا عهدنا بكم، أنتم الأصدق قولاً والأخلص عملاً، نحييكم ضباطاً وضباط صف وجنوداً،
فنحن معكم وأنتم معنا صفَّاً واحداً وقلباً واحداً من أجل الأردن الأعزّ والأقوى.
"
تحية للجيش العربي وقائدنا الأعلى عميد
آل البيت الأطهار، وللأجهزة الأمنية فرسان الحق، وسدنة الحقيقة، وعلى هذه الأرض
الشريفة دائماً ما يستحق الحياة.
وحمى الله وطننا الحبيب، وشعبنا
المنتمي الأصيل، وقيادتنا المظفّرة من كل سوء.