القسم : بوابة الحقيقة
محاضرة بحجم الإدانة في الفحيص
نشر بتاريخ : 10/11/2022 2:05:06 PM
د. طلال طلب الشرفات

لا يحق لبعض المتطاولين على الوطن وقيادته ومؤسساته ابتداءً من الحديث عن فكرة الإصلاح الوطني لسبب بسيط؛ أنهم لا يؤمنون بفكرة الدولة، ولم يعملوا من أجل صونها، بل أكثر من ذلك فقد تخلى بعضهم عن مبدأ المشاركة في لجنة الحوار الوطني إبان الربيع العربي؛ لاعتقادهم -وقتذاك- أن الدولة برمتها ستكون ضحية الفوضى التي شهدها الإقليم، واليوم يعود بعضهم إلينا محاضراً شاكياً، باكياً، مبتهلاً بأن يحفظ الأردن والأردنيين من كل سوء، والأدهى والأمر من ذلك تباكيه على الدستور الأردني الذي كان آخر من آمن به، وأول من خالف أحكامه ومضامينه وأساء إليه.

 

عتب بحجم الأمل على من رضي من أهل الفحيص بسماعها أو قبولها وهي إحدى أهم قلاع الوطنية الصادقة، وأهلها كانوا على الدوام حراساً للهوية الوطنية الأردنية، ومن بناة الوطن الأوائل؛ عتب بأن يقبل أهلها وروادها بين ظهرانيهم هذا العبث والاستعراض المقيت، والافتئات على الوطن وأهله ومؤسساته. حديث ممنهج غائر في الاستهداف لا يقبله وطني غيور، ولا يأنس به إلا مدان؛ فالفحيص التي اتسعت عباءتها الوطنية لكل المضامين الشريفة الصادقة لا يليق بتاريخها الوطني المشرق أن تفتح أبوابها لصوت نشاز يرى في منابر الفكر مطيّة للإساءة لمؤسسات الدولة وفي مقدمتها مؤسسة العرش التي حفظت له ولأمثاله مساحات بوح استغلت على غير وجه حق.

 

"النظام الأردني" عبارة متخمة بالحقد، ومثقلة بالوقيعة، ومحفوفة بمشاعر آسنة تعيد النظر بكل مساحات الاحترام لقبول آراء بهذا المستوى من الدّعة، عبارة تُنفث منها سموم الكراهية والشقاق، وتوغل صدور الشرفاء الأقحاح الذين لا يقبلون إساءة للوطن والقيادة، ولا يرضون أن يُبصق في صحن الوطن غيلة أو جحوداً، أو يُرمى في بئر الشهداء حجراً إضراراً أو غدراً مشيناً. عبارة تستدعي إحالته إلى القضاء العادل النزيه المستقل الذي يقطع دابر الناعقين في خرائب التيه والضلال، والمستشيطين غضباً كلما بزغ فجر أردني مشرق أصيل تتجسّد فيه التوأمة الخالدة بين الأردنيين والهاشميين.

 

" النظام الأردني" الذي يحاول أن ينأى بنفسه عنه؛ نحن قبلناه بشرف، وهو لا رأي له فيه ولن يكون، والمؤسسة الأمنية التي لا تعجبه هي التي بحمايتها وسهرها تنام عيونه ملء الليل عن شواردها ومخاطرها، وترى فيه صباحاً أردنياً يخلو من الدم الذي امتلأت به طرقات أحبابه وولاة أمره وأوصياء فكره الناقم في الجوار وخارج حدود الوطن. والصبر الأردني حياله، ومن دار في فلكه هو عفة وتعففاً وسمواً وإلا لوجد نفسه ماثلاً أمام عدالة القضاء دون إبطاء، فليرخي لجامه ويعقل وكفى.

 

"النظام الاردني" الذي لا يعجبه فتح ذراعيه لكل أبناء العروبة وهو منهم منذ تأسيس الدولة الأردنية وحتى يومنا هذا، لم يقتل معارضاً كما فعل أصدقاؤه في الأمس القريب، ولم يصادر مالاً أو يؤمم شركة، بل كان حليماً حكيماً رؤوفاً بكل الذين قالوا ما قالوا ؛منهم من راجع وتراجع، ومنهم من أفضى إلى ما قدم أمام رب قدير، ومنهم ما نسأل لهم الهداية، وأن يتقوا الله في وطن هو بين الرمش منا والعين.

 

نصبر على ظلم أخوتنا الخارجين على ثوابت الوطن، وركائز العيش المشترك فيه حتى لا نصنع رحى للريح تتحدث عنها الركبان.

 

وحفظ الله وطننا الحبيب وشعبنا الأصيل وقيادتنا الحكيمة من كل سوء.

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023