وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاحد 22- 12- 2024 بعيدا عن الخصومة.. باريس سان جيرمان يوجه رسالة خاصة لكيليان مبابي غارات جوية على العاصمة اليمنية صنعاء تحذير لمرتدي العدسات اللاصقة أثناء النوم! علامات رئيسية تكشف الكذب في ثوان مصر.. البرادعي يعلق على زيارة الوفد الأمريكي لسوريا ولي العهد للاعبة التايكواندو الصادق: كل التوفيق في مشوارك الجديد أبو زيد: الاحتلال بالسيطرة على جزء من سد الوحدة يريد خنق الأردن مائياً - فيديو قاد عملية الإطاحة بالأسد .. أبو قصرة وزيراً للدفاع السوري أستون فيلا يهزم مانشستر سيتي ويعمق جراح غوارديولا "اشتكي لوالدك جو".. مستخدمو منصة "إكس" يهاجمون زيلينسكي بعد قصف قازان الحكومة تتوقع إقرار تعديلات الإجازة بدون راتب خلال اسبوعين حكومة حسان بعد 100 يوم: 41 قرارا اقتصاديا للاستثمار دودون: السلطات المولدوفية دمرت اقتصاد البلاد بذريعة مكافحة الفساد فصائل فلسطينية منها حماس: وقف إطلاق النار بغزة بات "أقرب من أي وقت مضى"

القسم : بوابة الحقيقة
جيران القمر
نشر بتاريخ : 10/5/2022 4:50:03 PM
أ.د. ابراهيم صبيح

يذوب قلبك حباً في انتظار محبوبتك وانت تروح وتجيء في تلك الغابة التي اتخذتها منزلاً لك. لقد تأخرت الحبيبة عن موعدها فبدأت بالحديث مع الطيور لتحكي لها عن لون الشجر، عن زهر الياسمين والمنتور والفل، عن شجر الجوز وعناقيد العنب، عن ورق اللوز وزهر البيلسان، عن النرجس والعنبر، وعن كروم التين والحصادين وقمح البيادر. يأتيك العندليب والبلابل فتغني لك أعذب الالحان، وكخيال بعيد تظهر محبوبتك عند الافق، غير خاشية من الحراس على الطرق، تمشي حافية على العشب الاخضر الندي وهي تلبس فستانها الجديد وفي يدها اسوارة من الياسمين وفي عنقها عقد من الورد البنفسجي. تمسك يدها وتمشي معها على ضفة الجدول ثم تجلسان على الجسر العتيق لتحكيا قصة حبكما لماء النبع، فترفرف امامكما فراشة لعوب وتضحك السواقي وترجع اليمامة ويزهر التفاح. تأخذك عيون حبيبتك الخضر والسود واللوزية، فتجلسان تحت شجرة الرمان وتكتبان اسميكما على رمال الطريق وترسمان قصة حبكما على جدران المشاوير. تمد ساعدك لتلفها حول خصر محبوبتك فتعرف كم طيب العناق على الهوى، ويرقص الطير ويفترش الياسمين الارض ويغمر ورق الورد عتبات الدار.

 

تدخلان كوكبكما المسحور، تحاولان الاختباء من درب العمر وتضرعان الى الله العلي القدير ان تبقيا صغيرين تلعبان على الارجوحة فوق سطح الجيران. رويداً رويداً تلملم الشمس اعطافها ويأتي ضباب الليل ليحجب الاسرار فتنظران الى قناديل السماء حيث كل نجمة تبوح بأسرارها ثم يطل القمر وهو الذي يعرف مواعيد حبيبتك، يطل من خلف التلال القابعة امام بيتك، ليرقص ويلعب على الاشجار فيترك على القرميد أحلى الالوان، وخلف المنزل يذهب لينام. يغترب الليل ويعم السكون حيث تختبىء الاحلام ويغلق الليل ابوابه حولكم فتسهرون مع القصص المنسية والقصائد القديمة، مع الورد والحب والاشعار، ثم تبحران في الليل وبحر الليل. ينتظر الصبح طويلاً في قناطر بيتك، فيرسل لك العصافير لتدق على شبابيكك التي بللتها قطرات الندى فتمد اصبعك وتكتب اسم حبيبتك على الزجاج. عندها تفتح ابوابك وتنادي على اصحابك وتخبرهم بأن قمرك قد زار ثم تبحر مع حبيبتك في زورق بلا شراع.

 

نعم انها فيروز التي اخذتنا مع احمد شوقي والاخطل الصغير وجبران خليل جبران وسعيد عقل والرحباني اخذتنا الى لبنان وشجرة الارز، الى جبل "صنين" وجبل الشيخ، الى دبكة لبنان والسيوف تلمع في ايدي الفرسان وهم يرقصون مع الصبايا في ضيعة "تنورين" وضيعة "حملايا". اخذتنا فيروز الى دق المهابيج عندما ترحل الخيام في الصحارى البعيدة، الى البحارة العائدين الى بيوتهم، الى زمان الوصل في الاندلس، الى القدس، مدينة الصلاة، درب من مروا الى السماء، حيث مشينا في شوارعها العتيقة لنمسح الحزن عن المساجد والكنائس: آه ياقلب كم شردتنا رياح...تعال سنرجع... هيا بنا.

 

Email:  [email protected]

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023