تضع «هديل» مقصّ الأظافر أمامي دون أن
تتكلم.. أنظر لأظافري؛ آه لقد طالت قليلًا.. أنظر للمقص وأرتبك فأتناسى وجوده..
بعد يومين تخبرني هديل بأن المقصّ يعاني من قلة الاستعمال.. أوافقها الرأي وأنظر
للمقص نظرة ثانية وهو فوق مكتبي فارتعد.. ولا أطيل النظر..! في المرّة الأخيرة
تأتي هديل فارعة دارعة وكل شحنات الغضب تملؤها وتمسك المقص بيدها وتقول برومانسية
عجيبة: هذا المقص اخترعوه لهذه الأظافر؛ وبعدين معك؟ إنت كاتب ويجب أن تحافظ على
هيبتك..!
وهنا مربط الفرس (هيبتي).. نعم هيبتي..
رغم أنني لا أميل للعنف أبدًا إلّا أنني أشعر أن وجود الأظافر ضروري.. كيف لكاتب
غاضب أن يتخلّى عن الخرمشة..؟ لو أن الكاتب قطّة لما طلبوا منه تقليم أظافره؛
فالقطة أليفة لكنها لا تتخلى عن أظافرها فقد (يلزّها) المجهول إلى الحائط فتضطر
لإظهار اظفر أو اثنين على الأقل..!
الفكرة التي أريد أن أوصلها: بعد كل
تقليم لأظافري أشعر أنني لا شيء.. وأن كثيرًا من الأعداء يظهرون فجأة لي.. وأنني
(ملزوز) على الحائط ولكنني أعجز عن أن أفعل شيئًا قِططيًّا..
يا هديل.. ردّي إليّ أظافري.. أو بيعي
مقصّ أظافرنا ولنشترِ بثمنه حكمة تقول: ما حكّ جلدك مثل ظفرك.. كيف سأحكّ جلدي
وأنا مُقلّم الأظافر على مدار الساعة..؟!.
عن الدستور