الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية بين ميسي ورونالدو.. رودري يختار الأفضل في التاريخ الأمن العام ينفذ تمريناً تعبوياً شاملاً لتعزيز الجاهزية والتنسيق في مواجهة الطوارئ على خطى بيكهام.. أول لاعب كرة لا يزال في الملعب يقتحم عالم الاستثمار في الدوري الأمريكي "غولاني".. أشرس ألوية الاحتلال تسقط في "كماشة" مقاومي غزة ولبنان كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين

القسم : بوابة الحقيقة
«فنون» إخفاء المجازر إسرائيلياً
نشر بتاريخ : 8/27/2022 10:15:00 AM
د. اسعد عبد الرحمن

منذ العام 1948، يد إسرائيل موغلة في الدماء، بدءاً من مجزرة دير ياسين مروراً بمجزرة الطنطورة التي يعرفها الفلسطينيون تماما والتي اعترف الإسرائيليون بها مؤخراً، وليس انتهاء بمجزرة كفر قاسم، وغيرها الكثير، وصولاً إلى عمليات القتل شبه اليومية بذرائع وحجج واهية، فضلا عن مخططات التطهير العرقي وإجراء عمليات ترانسفير... وهذه كلها الهدف منها واحد وفق الآلية الإسرائيلية القديمة/ الجديدة: «أرض (يهودية) أكثر» و"عرب أقل!!».

 

فيما يخص مجزرة الطنطورة، نحن أمام واحدة من أخطر المحاولات في تاريخ «إسرائيل» ليس لإخفاء جريمة حرب بل إسكات النقاش، إسرائيليا، حول هكذا جرائم. هنا، تلجأ إسرائيل للعديد من الأكاذيب وإن لم يكن لنفي المجزرة، فالتقليل من عدد الضحايا باعتبار أن القتلى كانوا من المقاتلين في المعركة، مع تجاهل تام لما حدث بالفعل في الطنطورة في 23 أيار/ مايو 1948، وكيف تم حجب الأحداث عن المجتمع الإسرائيلي حتى اليوم. وبذلك، فإن «إسرائيل» لا تسعى فقط للتستر على مجزرة الطنطورة أو غيرها من المجازر الكبرى في التاريخ الفلسطيني الحديث بل هدفها الأساس هو محاولة إخفاء النكبة برمتها.

 

لقد «اعتادت» الدولة الصهيونية، وبشكل منهجي، على إخفاء أدلة طرد العرب عام 1948، ونحن لا نحتاج إلى اعتراف إسرائيلي بما حدث في الطنطورة في عام النكبة، أو حتى في أي مجزرة غيرها. ففلسطين التاريخية، كلها، ومنذ العام 1948 مناطق تواجه واقعا سياسيا واحدا، هو مضمون الصراع على الأرض، الصراع على الوجود في وجه حركة استعمارية/ «استيطانية"/ إحلالية تسعى حثيثا لاقتلاع الفلسطيني من أرضه وإحلال الغريب فيها. لكن اعتراف عدد من المجندين في «لواء ألكسندروني» في العصابات الصهيونية والخاص بتنفيذ عناصر من اللواء مجزرة رهيبة في أهالي القرية الأبرياء، وإجبارهم مجموعة من رجال القرية لاحقا على إعداد حُفر عديدة لدفن جثث القتلى في قبور جماعية، وطمس معالم المنطقة التي تحولت مع مرور الزمن إلى موقف للسيارات قرب شاطئ الطنطورة، يفسد على «إسرائيل» ما تخفيه من جرائم حرب في العام 1948، مع أنه للأسف لم يقم الفلسطينيون بأي خطوة لجعل هذه المجزرة أو غيرها لحقت بالشعب الفلسطيني سلاحا سياسيا.

 

"فنون» إخفاء المجازر إسرائيليا هدفه إلغاء الرواية الفلسطينية منذ العام 1948. لذلك، لا تيأس «إسرائيل» من محاولات نفي أي من البحوث والدراسات التاريخية وحتى الأدبية، التي تتطرق إلى الرواية الفلسطينية لكنها تواجه هجمات الإنكار صهيونيا. وبحسب الإعلام الإسرائيلي، فإن «طواقم سرية تابعة لوزارة الأمن الإسرائيلية، بدأت منذ مطلع 2010 بإجراءات مسح شامل لأرشيفات في أنحاء «إسرائيل» وتقوم بإخفاء وثائق تاريخية، خاصة تلك المتعلقة بأحداث وقعت أثناء النكبة عام 1948، في إطار عملية منهجية لطمس أدلة على النكبة». وبحسب تقرير نشرته «هآرتس": «هذه الطواقم تنقل الوثائق وتحتجزها في خزنات خاصة، وأن المسؤول عن حملة إخفاء هذه الوثائق هو جهاز سري داخل جهاز الأمن الإسرائيلي، الذي تعتبر نشاطاته وميزانيته سرية، وأنها أخفت وثائق تحتوي على شهادات جنرالات في الجيش الإسرائيلي حول قتل فلسطينيين وهدم قرى».

 

اليوم هناك اعترافات إسرائيلية بشأن مجزرة الطنطورة كمثال. فهل الفلسطينيون مستعدون للتحرك من أجل تحويل هذه الاعترافات إلى قوة ضاغطة من أجل إحداث تغيير في التعاطي العالمي، ولم لا الإسرائيلي أيضًا مع الرواية الفلسطينية.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023