مؤتمر التعدين الاردني الدولي العاشر ينطلق السبت المقبل الوحدات يفرط بصدارته الآسيوية توقيف موظف سابق في أمانة عمان احتال على مواطن مستثمرًا وظيفته الملك يلتقي في بروكسل أمين عام الناتو ووزراء خارجية الدول الأعضاء فيه نصراوين تعليقا على فصل الجراح : يجب تأييد قرار الفصل بقرار قضائي قطعي من المحكمة الإدارية مصدر رسمي : (حمزة الطوباسي) مرشح الشباب هو من يخلف الجراح إذا قرار الفصل اصبح قطعيا رئيس كوريا الجنوبية يعلن الأحكام العرفية.. والجيش يرفع حالة التأهب أسرة جامعة جرش تنعى عميد كلية تكنولوجيا المعلومات النائب الجراح: قرار فصلي من الحزب مفاجئ وسأطعن به أمام المحكمة الحزبية.. فيديو الصفدي يبحث مع وزير الخارجية التركي والمبعوث الأممي تطورات الأوضاع في سوريا والعدوان على غزة رئيس هيئة الأركان المشتركة يزور واجهتي المنطقتين العسكريتين الشمالية والشرقية وزيرة التنمية ترعى افتتاح أعمال الندوة الإقليمية حول حماية المرأة من العنف الإقتصادي نائب امين عام حزب العمال لـ"الحقيقة الدولية": "الاحتيال" احد أسباب فصل النائب الجراح مدير عام الغذاء والدواء يطلع خلال جولة ميدانية على مشروع بيض المائدة الذكي "خارجية الأعيان" تناقش تطورات الأوضاع في المنطقة

القسم : بوابة الحقيقة
«الحركة الأسيرة»: ضمير المجتمع الفلسطيني
نشر بتاريخ : 8/7/2022 6:04:28 PM
د. اسعد عبد الرحمن

عند الحديث عن تجارب حركات التحرر ونجاحاتها، يستحضر الجميع إيرلندا ونضالها العريق وحزبها «شين فين»، والقائد السياسي لذلك النضال (بوبي ساندز) وغيره من رفاقه الشباب الذين ماتوا نتيجة إضرابهم عن الطعام في 1981 ضمن حملتهم للحصول على حقهم في المعاملة بصفتهم «مسجونين سياسيين»، حيث توفي (ساندز) بعد 66 يوما قضاها ممتنعا عن الطعام، وتبعه على درب الموت تسعة من رفاقه على مدى الأشهر الثلاثة التالية. وفي نهاية المطاف، استسلمت الحكومة البريطانية للأمر الواقع واعترفت بكون أسرى الجيش الإيرلندي «أسرى سياسيين».

 

أصبحت هذه التجربة درسا يقتدي بها كل من يكافح لتحقيق التحرر وتقرير المصير. فقد مثلت تجربة (ساندز) ورفاقه المصداقية الكفاحية والثقة بالقدرة على النصر، وعززت الايمان لدى المقاتلين بحتمية النجاح. وتتضح قيم (ساندز) الفكرية والفلسفية في حق الإنسان بالمقاومة حين تتعرض بلادهم الى الإحتلال. وبذلك أضحى الإضراب عن الطعام تعبيرا عن الاحتجاج السياسي، وكشف عن تحول كبير في ثقافة المقاومة السلمية.

 

تجربة (ساندز) ورفاقه، بالذات، تضيف إلى التجارب العالمية رمزا إضافيا عظيما بين رموز الاستقلال والتحرر والعدالة والمساواة في العالم ومنهم: «روح مقاومة الهند» المهاتما غاندي، والقائد الإسطوري نيلسون مانديلا، ومناضلا حركة الحقوق المدنية للسود في أمريكا مارتن لوثر كنغ ومالكولم اكس. كما أن الأساليب النضالية هذه تلهم الأسرى الفلسطينيين الذين يخوضون غمار إضرابات مفتوحة عن الطعام حيث يواصل المعتقل رائد ريان (27 عاما) إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ 96 على التوالي رفضا لاعتقاله الإداري، فيما استأنف الأسير خليل عو?ودة (40 عاما) إضرابه المفتوح عن الطعام منذ 10 أيام، احتجاجا على تراجع سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الإفراج عنه بعد أن كان قد علّق إضرابه عن الطعام والذي استمر لمدة 111 يوما.

 

اليوم، تمر الحركة الأسيرة في فلسطين بمرحلة خطيرة، في ظل حكومات إسرائيلية متطرفة، حيث أضحت «الحركة» في مرحلة استفراد صهيوني، فيما يصر الأسرى الفلسطينيون على تحقيق مطالبهم المشروعة، وعلى رأسها وقف مقارفات «الاعتقال الإداري»، وسياسة العزل الإنفرادي، وممارسة العقوبات الجماعية بمنع زيارات الأسرى وفرض الغرامات عليهم، ورفض تحسين الوضع الصحي للمئات من المرضى والمصابين، فيما هم يواجهون إنتهاكا فاضحا لأبسط حقوقهم الإنسانية، كما يواجهون إرهابا منظما. وهؤلاء الأسرى لا يقتصرون على شريحة معينة من الشعب الفلسطيني، فالكل ?ستهدف، والأحكام والذرائع جاهزة وبغض النظر عن الجنس (أنثى أم ذكرا) وعن السن (أطفال أم كهول، صبايا أم شباب، أمهات أم آباء..الخ).

 

الأسرى هم من أصدق من يعبر عن جراحات الوطن وهموم الشعب (وثيقة الأسرى للوحدة الوطنية مثالا) وهم بالتالي ينتجون دوما مواقف وطنية تقدم مصلحة الوطن على أي شيء، ففيهم النخب السياسية والاجتماعية كرجال السياسة والناشطين السياسيين، المثقفين والأكاديميين، رؤساء وأعضاء في المجلس التشريعي والمجالس البلدية. وبحديث الأرقام وليس العواطف، ما من عائلة فلسطينية لم يخض أفراد منها تجربة الاعتقال على مدى السنين. وحقا، شكل الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال ظاهرة استثنائية، تشكل «حزب الضمير» الوطني في المجتمع الفلسطيني، رغم ال?الة المزرية للقضية الفلسطينية اليوم. حزب يقدم له الشعب الفلسطيني أقصى ما يستطيع من دعم، وهو دعم يتصاعد ارتباطاً بتحرك الأسرى النضالي داخل السجون والمعتقلات.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023