بقلم: الدكتور طلال طلب الشرفات
اللقاء العابق بالحب والوفاء بين
القائد وشعبه تجلّى بأبهى صوره بالأمس وجسّد معاني مفهوم الأسرة الكبيرة الواحدة،
وأبناء البادية الذين ألفوا الطهر الهاشمي والنبل الملكي المجرد من البروتوكولات
المعتادة في لقاء القادة بشعوبهم؛ اقول أبناء البادية نسوا همومهم وتصاريف شؤونهم
وعانقوا جلال اللقاء بحب وعفوية عزّ نظيرها، ومهابة وتقدير للمقام السامي تجسد حب
الأردنيين لقائدهم وابناء البادية لمليكهم الذي يرون فيه البلسم الشافي لجروحهم
والملاذ الأوحد لآمالهم.
من لا يعرف طباع أبناء البادية عليه أن
يدرك حقيقة راسخة مفادها أن محبة الهاشميين وعميدهم آل البيت الأخيار تتجاوز
القناعات إلى مساحات الإيمان بطهر السجايا التي لا تتغير بالظروف ولا تتبدل بتقلب
الأحوال؛ ذلك أن الأخلاق الهاشمية تأسر أبناء البادية وتلائم طباعهم وتجعلهم
يغادرون فوراً مساحات الإحباط إلى فضاءات النبل الهاشمي الكبير الذي يلهم الروح
بكل موجبات الأمل والعنفوان، وتلك سمة ربما يشترك فيها معظم الأردنيين في هكذا
مقام.
جلالة الملك حدد ملامح المرحلة القادمة
في تكامل الإصلاح السياسي والاقتصادي والاداري وضرورة أن تأخذ الأحزاب دورها
الوطني الحقيقي دون تردد أو خوف لتعزيز مفهوم العمل البرامجي الحقيقي الذي يتجاوز
الأشخاص إلى البرامج الواعية التي تنقل الوطن إلى مرحلة يصبح معها العمل الوطني
واضحاً ويحقق النتائج المأمولة من عملية الإصلاح وترسيخ مفاهيم العدالة والشفافية
والحوكمة وسيادة القانون.
الوعي الملكي حدد هوية اقتصاد البادية
الشمالية في الأمل بأن تكون محافظة المفرق منطلقاً لتزويد الدول المجاورة بمتطلبات
الأمن الغذائي والإعمار للشقيقتين سوريا والعراق والسلطة الفلسطينية لما لمساحتها
الشاسعة وموقعها الاستراتيجي المهم من دور كبير يجب استثماره لتعزيز وتطوير اقتصاد
البادية والمحافظة والوطن ككل، دون إغفال تعزيز وتوسيع الاستثمار في المجال
الزراعي والسياحي والصناعات الغذائية وضرورة التركيز على المشاريع التي توفر فرص
العمل وتضّيق فجوة الفقر التي أثقلت كاهل المواطنين.
الحكومة وبقدرة رئيسها الكبيرة على
استشعار دقة الظرف وخطورته، فإنهم يعملون
معاً ليل نهار الرئيس مع فريقه الوزاري
لوضع قواعد الإصلاح الإداري موضوع التنفيذ وفق قواعد الحوكمة والشفافية والعدالة
وسيادة القانون، ومن خلال إجراءات وسياسات وقرارات قد تكون قاسية على الإدارة
العامة ولكنها ضرورية لتجسيد حالة الانتقال الإيجابي وبشكل يرافق الاصلاحات
الاقتصادية وتحفيز الاستثمار وإقرار قانون البيئة الاستثمارية دون إبطاء.
المبادرات الملكية التي يقودها معالي
رئيس الديوان الملكي بفعالية ونجاح وحرص وتنفيذ دقيق وأمين لتوجيهات جلالة الملك
تستحق الاشادة والثناء، وتستدعي كل المؤسسات الوطنية وشركات القطاع الخاص لدعم تلك
المبادرات المخلصة والناجحة والحقيقية التي تعكس الإنجاز الفعلي بعيداً عن الوعود
التي لا طائل منها، وتأكيد رئيس الديوان الملكي بالتركيز على المشاريع الإنتاجية
التي تخلق فرص العمل؛ تلك المبادرات من الواجب أن
تكون أساساً وقدوة للقطاعين العام والخاص على حدٍ سواء.
المحيا الهاشمي النبيل في البادية عكس
الصورة الأردنية الأصيلة الماثلة في أذهان الدنيا بأسرها بأن الأردن واحة أمن
واستقرار ودولة رسالة في التسامح والاعتدال ونصرة الحق. وحفظ الله مليكنا المفدى
وولي عهده الأمين ووطننا الحبيب وشعبنا الأصيل من كل سوء.