نتفهم أن الصفر المستحيل هو صفر
الحوادث، وقد تتنوع بأماكنها وشدتها وبالتالي مُسمياتها، وبالطبع ما يثير غضب
الرأي العام دائما الحوادث التي ينجم عنها وفيات او اصابات خطيرة، الملفت للنظر
انه مهما اختلفت المُسميات لها يبقى العامل الانساني هو الدور الفاعل لحدوثها،
فضعف الخبرات والقدرات الادارية وعدم اتخاذ القرارات المناسبة لتوفير الكفاءات من
الموارد البشرية والامكانات المادية لتحسين وتطوير الاداء هو للأسف العامل المشترك
لأغلب أسبابها.
للحد من هذه الحوادث وعدم تكرارها لا
بد من استحداث لجان تقصي من الخبراء ولا بد أن تضم بين أعضائها خبراء من تخصص
(العلوم الاكتوارية) وحتى لو اقتضى الأمر لتحقيق ذلك الاستعانة بالخبرات العلمية
لهذا التخصص من الخارج، لتكون مهمتها التقصي بشكل دوري لمعرفة جوانب الضعف إن وجدت
بأي مؤسسة عامة كانت ام خاصة، وبالتالي تقدير المخاطر وتحديد نواحي القصور وبالطبع
كل ذلك لمعالجته لتجنب وقوع هذه الحوادث (مسبقا).
ولا بد ايضا من الارتقاء بالمستوى
العام لمعايير الجودة والأمان وتحديثهما باستمرار، فهذه
المعايير أصبح لها مؤسسات دولية متخصصة بالعديد
من القطاعات المختلفة ويقوم العديد من القطاعات الأجنبية بالخارج بالتعاون معها
ووضع علاماتها على اغلب المنشآت، مما يضفي نوعا من الاطمئنان والتشجيع للعامل
والمستثمر في تلك المنشآت وبالطبع للمواطن بشكل عام.
ان ما سبق وقدم من اقتراحات لكسر هذا التتابع
بالحوادث سيكون له كلفة مادية ولكن مهما بلغت لم ولن تعادل خسارتنا لأي مواطن،
بالإضافة لذلك سيكون لها الأثر المجدي لتشجيع الاستثمار والذي حتما سيعوض كل
تكاليف هذه الاقتراحات وعلى مدى ليس ببعيد، آن الأوان للتحرك تجاه ذلك فربما يوما
ما سنكتب اننا حققنا الصفر المستحيل او حتى اقتربنا منه كثيرا.