القبض على الممثلة سيفيل أكداغ بتهمة قتل صديقتها طعنًا في إسطنبول وصول أول باخرة قمح إلى سوريا بعد سقوط النظام اعتراض مقاتلات بريطانية لطائرتين روسيتين فوق بحر البلطيق رفض في الأوساط العراقية الموالية لإيران لاحتمال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع لبغداد محكمة "التمييز" الكويتية تؤيد حبس محام 4 سنوات بتهمة التحريض والطعن في الذات الاميرية تعزيزات عسكرية ولوجستية أمريكية تصل قاعدة خراب الجير في الحسكة السورية مصر تمدد حظر تصدير السكر 6 أشهر لتأمين السوق المحلي الدوحة تعلن عن بحث ملف العقوبات وتمويل الغاز لسوريا مع واشنطن اعتقال 7 أشخاص في الهند بسبب ملصقات "حرروا غزة وفلسطين" مصر تصدر قرارات بشأن رد وسحب وتجنيس جنسية مصريين مقيمين بالخارج السوداني يوجه بمراجعة تراخيص الشركات الأجنبية في قطاع النفط والغاز العراقي دراسة تحذر من "العشق الاصطناعي": تطبيقات الذكاء الاصطناعي تهدد العلاقات الإنسانية ناصر الشريدة سفيراً للمملكة لدى اليابان دراسة تربط حمض اللينوليك في زيوت الطهي بتطور سرطان الثدي الثلاثي السلبية "مالية النواب" تناقش ملاحظات ديوان المحاسبة حول "بترا" و "الإذاعة والتلفزيون"

القسم : بوابة الحقيقة
اغتيال الصحفية "شيرين أبو عاقلة".. نظرة نفسية مختصرة
نشر بتاريخ : 5/15/2022 1:35:01 PM
: د. سامر عطية

بوابة

 

 

 

د. سامر عطية

 

اغتيلت الصحفية البطلة (شيرين أبو عاقلة) برصاصة الغدر والعدوان الصهيوني،  تهمتها وذنبها عند العدو الغاشم هو نشرها للحقيقة وفضحها للجرائم الصهيونية،  فهي قد حاربت وناضلت بصوتها و قلمها لأكثر من عقدين من الزمان محاولين ، بقتلها إسكات الحقيقة و لكن هيهات لهم ، فقد أظهرت شيرين بموتها همجية العدو الصهيوني أكثر و أكثر.

 

هذه مقدمة بسيطة أقل بكثير وكثير مما تستحق هذه البطلة التي ضحت بنفسها من أجل مبادئها ومن أجل حبها لفلسطين و للقدس و للحق. و لكن بمقالي هذا أحاول إظهار بعض الجوانب النفسية لمثل هذه الحالات والتي أختزلها بمحاور ثلاثة:

 

*المحور الأول: لماذا أحب الناس البطلة شيرين أبو عاقلة ؟وكيف دخلت شيرين قلوب الناس في العالم أجمع؟ فمن نظر إلى خروج المعزين في العالم أجمع سيعلم أن الناس أحبتها وكم أن صوتها كان يعكس الصورة الحقيقية للمشهد ، فأريد التركيز هنا على دور الإعلام وكم أنه يلعب دورا مهما جدا في زرع أفكار في ذهن المشاهد والمستمع وكم أن هذا الإعلام قد يُستغل للخير و للشر ، وطبعا إن ربطنا ذلك بالبطلة شيرين فهذا يُظهر كم أنها دخلت قلوب الملايين من متابعيها دون استئذان لما نقلته شيرين من واقع عملها الذي نقلته بإخلاص وصدق وإيمان بقضيتها وبدورها الإعلامي وبمهنيتها المميزة . وهذا يوضح أهمية الإعلام وتأثيره على الشعوب.

 

*المحور الثاني: والذي أرغب في توضيحه في هذا المحور هو ما نسميه نفسيا فقدان عزيز أو حبيب و الحِداد والفجيعة والأسى والحسرة ، ولتوضيح ذلك نفسيا يجب أن أٌعَرج على بعض المصطلحات الإيضاحية.

 

-الحسرة أو الحرمان ( Grief or Bereavement): وهي المشاعر الذاتية الشخصية التي تنجم عن فقدان عزيز.

-الحِداد (Mourning): وهو الطقوس أو المراسم المتبعة للتعبير عن فقدان عزيز.

فيمر الإنسان وبشكل طبيعي في مراحل عدة عند فقدان عزيز:

= مرحلة الصدمة وعدم تصديق الخبر، وهذه المرحلة قد تستمر من دقائق إلى ساعات أو أيام ، وربما أكثر.

=مرحلة الحزن والحسرة والشعور بالوحدة: ومظاهرها البكاء وقلة النوم وقلة تقبل الأكل وضعف التركيز وتكرار واجترار الشعور بالحزن ، وأحيانا قد تصل إلى الهلاوس غير المَرَضية (الطبيعية ) كأن يرى الشخصَ المفقود أو يسمع صوتَه مع إدراك الشخص أن تلك الصورة أو الصوت غير حقيقية ولا تنفي إدراكه للموت. وقد تستمر هذه المرحلة لعدة أسابيع ثم تتحسن تدريجيا.

= مرحلة التأقلم والتلاؤم والعودة للنشاطات الحياتية المعتادة.

 

*أما المحور الثالث: فهو اضطراب ما بعد الصدمة

(Post traumatic stress disorder)

أو اضطراب الصدمة الحاد ( Acute stress disorder ):

ويختلف الاضطرابان ببداية ظهور الأعراض.

ولتوضيح هذا الاضطراب ، فإن الارتكاس يظهر كاستجابة للحوادث الصادمة الشديدة والكارثية ، وهذا قد يصيب من شاهد الحدث المؤلم وحضره، وهذا يتسم بعدة أعراض مثل اجترار والتكرار ذهنيا لمنظر الحدث الكارثي ( Flashbacks )، مع أحلام مزعجة وكوابيس مرعبة جدا  تتعلق بالحدث نفسه أو  بمواضيع أخرى،ومشاعر من القلق والخوف الشديد ، وسرعة الاستثارة و سلوك التجنب والابتعاد عن الأماكن أو الرموز المتعلقة بالحادث و سلوك الانسحاب والعزلة الاجتماعية و أعراض جسدية كالصداع والدوخة والخفقان والتعرق والتنميل والخدار وأحيانا نوبات انفجارية شديدة من القلق والهياج عند تذكر الحدث الصادم الكارثي.

 

وهذا المحور قد يكون  له بُعد قانوني لاحقا لصالح المُصاب.

 

هذا باختصار  شديد تعريف نفسي لما يحدث في حالات فقدان عزيز عادي أو نتيجة حدث مؤلم مؤسف صادم كحالة بطلتنا شيرين ، وتأثير هذا الحدث من الناحية النفسية.

 

      وأخيرا أعزي نفسي وأعزي أهلك وكل فلسطين وكل الأحرار في العالم يا شيرين أبو عاقلة  و أقول لك : إن قضيتك التي جاهدتِ لأجلها يا شيرين هي قضية عادلة يُؤمن بها كل شريف ، و إن غدرك أحزننا جميعا  وإن اسمك سيبقى خالدا في ذاكرة الأيام بإذن الله تعالى.

 

* اختصاصي الطب النفسي

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023