بقلم: الدكتور عواد النواصرة
يدور الحديث في الشارع والصحافة والمواقع الالكترونية بان هنالك نية لدي الدولة في تغيير بعض المواقع القيادية اما ارضاء للمطالب الشعبية او لضعف اداء بعض القيادات. التغيير سنة حميدة ومطلوبة لا اعتراض عليها. لكن الاهم هو تغيير الاداء وتغيير السياسات وليس تغيير الوجوه، فحياة المواطن الاردني ومعيشته وظروفه التي باتت لا تخفى على احد اهم من سياسة تغيير الوجوه اهم من سياسة الإرضاء والمحسوبية اهم من سياسة اعطاء فرصة اخرى للنجاح اهم من وضع شخص لأنه يمتلك رصيد وتاريخ عائلي في المناصب فقط.
هل سيبقى الحال كما هو؟ تغيير وجوه بأخرى. ام اننا سنشهد تغيير سياسات الاداء لبعض المناصب القيادية؟ ام ستتدخل المحسوبية مرة أخرى ؟ اسئلة بحاجة الى اجابات معمقة حتى نخرج من عنق الزجاجة ونرتقى بالأردن الى حيث العلم يرتقي.
نريد وزيرا مثقفا وقارئا ومطلعا لا نريده وزيرا لأنه ابن فلان. نريد وزيرا له اطلاع بجغرافية الاردن لا نريد وزيرا يعرف عمان فقط ويسمع بباقي المحافظات الاردنية من وسائل الاعلام.
نريد وزيرا خرج من رحم المعاناة ولم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب. وزيرا محسوب على الاردن وليس محسوب على فلان.
لقد وصلنا الى ما نحن فيه بسبب سياسة الارضاء وتغييب الكفاءات، سياسة توارث المناصب وغياب الإنجاز سياسة الافلاس في الولاء والانتماء للوطن، والمواطن هو الضحية وعليه ان يتحمل الاخطاء ويدفع ثمنها.
وما ان نسمع بقرب التعديل الوزاري او بعض القيادات يستطيع أي صحفي او كاتب وحتى المواطن العادي ضمن بورصة اسماء معينة يتوقع من المسؤول القادم وغالبا ما تكون التوقعات في مكانها.
الجامعات الاردنية والنقابات والأحزاب وغيرها من المواقع تحتوي بين جنباتها قيادات مشهود لهم دوليا بالكفاءة والتميز مع الاسف يهملون ولا ينظر اليهم عند المناصب القيادية ليقفز شخص بقدرة قادر الى منصب عام لأنه صاحب تاريخ عائلي في المناصب.
الى متى سنبقى نغيير الوجوه ولا نغيير السياسات والأداء ؟ حمى الله الأردن وأبقاه عزيزا كما كان وحفظ الله الملك.