مؤتمر التعدين الاردني الدولي العاشر ينطلق السبت المقبل الوحدات يفرط بصدارته الآسيوية توقيف موظف سابق في أمانة عمان احتال على مواطن مستثمرًا وظيفته الملك يلتقي في بروكسل أمين عام الناتو ووزراء خارجية الدول الأعضاء فيه نصراوين تعليقا على فصل الجراح : يجب تأييد قرار الفصل بقرار قضائي قطعي من المحكمة الإدارية مصدر رسمي : (حمزة الطوباسي) مرشح الشباب هو من يخلف الجراح إذا قرار الفصل اصبح قطعيا رئيس كوريا الجنوبية يعلن الأحكام العرفية.. والجيش يرفع حالة التأهب أسرة جامعة جرش تنعى عميد كلية تكنولوجيا المعلومات النائب الجراح: قرار فصلي من الحزب مفاجئ وسأطعن به أمام المحكمة الحزبية.. فيديو الصفدي يبحث مع وزير الخارجية التركي والمبعوث الأممي تطورات الأوضاع في سوريا والعدوان على غزة رئيس هيئة الأركان المشتركة يزور واجهتي المنطقتين العسكريتين الشمالية والشرقية وزيرة التنمية ترعى افتتاح أعمال الندوة الإقليمية حول حماية المرأة من العنف الإقتصادي نائب امين عام حزب العمال لـ"الحقيقة الدولية": "الاحتيال" احد أسباب فصل النائب الجراح مدير عام الغذاء والدواء يطلع خلال جولة ميدانية على مشروع بيض المائدة الذكي "خارجية الأعيان" تناقش تطورات الأوضاع في المنطقة

القسم : مقالات مختاره
ماذا بقي من أميركا في منطقتنا؟
نشر بتاريخ : 12/4/2021 9:07:28 AM
د. منذر الحوارات


بقلم: د. منذر الحوارات

قلما مرّ أسبوع أو شهر خلال العقد الاول من القرن الواحد والعشرين دون زيارة لمسؤول أميركي كبير للمنطقة العربية، ابتداء من الرئيس الى ما دون ذلك من سلم القيادة، لكننا نشهد في العقد الثاني تراجعاً واضحاً في عدد الزيارات والاهتمام الأميركي بالمنطقة، فقلما نشاهد مسؤولاً رفيعاً يقوم بزيارات مكوكية بين الدول لحل او تعقيد قضايا المنطقة..

في الماضي كان لكل قضية مبعوثها الخاص اما الآن فلا نشهد سوى مبعوث لقطاع جغرافي كامل موكول إليه أغلب القضايا، ليس هذا فحسب، ففي الماضي كان حجم التبادل التجاري مع الولايات المتحدة في اعلى مستوياته ويتربع على المركز الأول أما الآن فقد تراجع حجم ذلك التبادل كثيراً، فمثلاً دول الخليج العربي كانت علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة تحتل المرتبة الاولى أما الآن فقد تراجعت إلى مستويات ادنى بكثير عما كانت بينما قفزت الصين الى المرتبة الأولى وازداد حجم تبادلها التجاري بعشرات الاضعاف مع دول الخليج العربي، وقس على ذل? بقية الدول العربية.

أما الثقافة الاميركية والتي هيمنت على العقليات خلال عقود طويلة فقد بدأ منافسون جدد يزاحمونها المكان، صحيح انها ما زالت تقف في صدارة صناعة الذهنيات والقناعات لكن تلك المكانة مرشحة للتراجع بسبب تغيّر صورة الولايات المتحدة بالذات بعد معاركها الدينكوشوتية في المنطقة منذ غزو العراق.

أليس مستغرباً أن تغادر الولايات المتحدة بهذه السهولة بعد كل تلك الحروب؟ ومنافسوها على المنطقة كُثر والصين أولهم وأقواهم، هل تراهن على إسرائيل؟ الدلائل تشير الى ذلك، إذ نلحظ منذ حكم ترامب تركيزاً كبيراً على حسم ملف الصراع العربي الإسرائيلي لصالح الاخيرة، مع دفع اميركي للدول العربية للتطبيع معها، اما في حكم بايدن فبدا واضحاً ان النية تتجه لإيجاد شراكات أمنية واقتصادية مع دولة الاحتلال تحاول إيجاد تشابك اقتصادي أمني يكون نواة تحالف مستقبلي يحل محل الولايات المتحدة مع وجود إسناد خلفي من قبلها، وقد وصل الامر أن?أصبحت إسرائيل هي المنفذ الوحيد لتلك الدول الى قلب الولايات المتحدة والتي بدأت تمارس عجرفتها وفوقيتها بالذات فيما يتعلق بحقوق الإنسان، إذ بعد عقود طويلة من العلاقات والشراكات الاستراتيجية، يبدو ان هذا الامر بات يُتخذ حجة لجعل اسرائيل تبدو كمنقذ لتلك الدول من لوبيات السياسة الاميركية، ويبدو انها نجحت في ذلك فأصبحت أفئدة الدول تهوي إليها في محاولة للخلاص من مأزق حقوق الإنسان.

لكن هل ينجح كل ذلك في جعل الولايات المتحدة حاضرة ومؤثرة في مشهد الإقليم، الدلائل تشير إلى عكس ذلك، فموجة العلاقات مع إسرائيل وجعلها قاعدة الارتكاز لتحالف امني اقتصادي يكون لها فيه اليد الطولى، سترفضه شعوب المنطقة والقوى الإقليمية والدولية الطامحة لملء الفراغ الاميركي.

والواضح ان الشركات الاقتصادية ستحدد مستقبل التحالفات الاستراتيجية المقبلة للمنطقة، وبالتالي فإن أهم منافس للولايات المتحدة سيكون الحاضر الأكبر في مستقبل الإقليم (أعني الصين)، فهل هذا يتطلب عودة عسكرية أميركية، حتى لو حصل هل تستطيع إعادة عقارب الساعة الى الوراء وقطع يد الصين الاقتصادية عن المنطقة، اعتقد انه فات قطار هذه اللحظة، وعلى ذلك فإن إعادة إحياء الدور الأميركي من خلال إسرائيل هي مراهنة فاشلة ولن تصمد طويلاً وما على الولايات المتحدة سوى الذهاب إلى الصين نفسها في محاولة يائسة للدفاع عن إمبراطوريتها.

عن الرأي

 

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023