بقلم: د. عدنان الصمادي
ايها العقلاء المخلصون في هذا البلد
الطيب المترنح ان كنتم اصحاب القرار تعالوا بنا نفكر بصوت منخفض لا يسمعه مقص
العميد.
تعالوا بنا نقارن على خجل بين ضجة
اليوم بسبب المتحور الجنوب افريقي الجديد (فرخ كورونا) ونفس الأب الذي اقام الدنيا
وطرحها عرضا في كل الدول وعمقا في غرف النوم ان عادت بنا الذاكرة المتعبة الى
الرعب والفزع الكوروني الطارئ سنة ٢٠١٩م. حتى كنا لا نجرؤ على فتح النافذة ونعقم
الفواكه والخضروات بالحبة، فكان عندها الاغلاق لكل الاسواق وتضييق الخناق على نفَس
الاعناق.
واليوم وقد مزقنا كل ارشيف وسجلات الاوراق
بعد حرب ضروس تبلدت بعدها جيوب الانوف امام رذاذ العاطسين فهي لا تقوى امام جيوب
سراويلنا....
فكيف ندير اليوم ازمة الدوار الرابع
وفرخ كورونا (اوميكرون) يحاول أن يعيدنا الى المربع الاول فمن يجيد اللعب الدوار
الرابع ام المربع الاول. والحال ان كثيرا
من الدول بدأت بالتحرز بمنع السفر والدخول
ثم ماذا، فإياكم والتقليد لغيركم من الدول فنحن من يمنع المعونة الوطنية السخيفة عن مُقعد لا يجد من
يعيله لان له امتار في قوشان ارض مشاع وقد
جاع ليأكل تراب امتاره.
حكومتنا الموقرة: لقمة العيش خط اغبر والاردنيون
متميزون في حسن التقدير ولو صمتوا فصراخهم في صدورهم اصمّ آذانكم، ارحمونا وافتحوا
ولا تغلقوا، والميت من كورونا شهيد وفداء للجياع ليجدوا ما يسد جوعهم، افتحوا
المزيد من الأسواق َوفرص العمل رشّدوا في الإنفاق والبذخ وردوا الاموال من كل
(الحرامية) مهما كان حجم جماجمهم، افتحوا كل الأبواب امام لقمة العيش (ما عادت
تفرق) ودعوا موجة الدلتا تاخذ حقها ولا تراهنوا على وعي المواطن فالغبن اقوى من
الوعي بين مسرح يعج بالطربانين المتلاصقين ومسجد يلتزم بالمتباعدين المكممين، والناجي هو الذي أخذ بالأسباب والحكومة الى الهباب.