قرأت بتمعن مقالة الاستاذ مروان العمد
(كلام في المحظور ِ. حديث عن الحكومة ) ، واعترف
انه كاتب رصين يزن الفكرة ويقدمها مستوفية لما يفكر فيه ويعبر عنه وبلا شك
فإننا افتقدنا قلمه الذي جاء متأخرا كثيرا على شارع الصحافة، بحكم وظيفته السابقة
التي كانت تحول بينه وبين الكتابة الصحفية.
ولا اخفي أنني عندما قرأت عنوان مقاله
توقعت أنه سيدافع عن الحكومة بحكم خلفيته العسكرية وقلت في نفسي ان الباشا كسر
قلمه وفقد قراءه، غير أن المقال جاء قصفا مركزا لحكومة لم يجد لها الكاتب عملا
إيجابيا وتتنقل من فشل إلى فشل إلى أن قال
(... أنني لم اعد اشعر بوجود حكومة لدينا حتى اتحدث عنها سلباً او ايجاباً. بل انني
لم اعد اشعر انه يوجد لدينا رئيس حكومة او وزراء حكومة يتصدون للقيام بمهامهم التي
اناطها بهم جلالة الملك المعظم، الا من رحم ربي.).
بداية فإنني أرى أن الحديث عن فشل الحكومة ليس ( كلاما في المحظور) لذا فقد اخطأ
الباشا في اختيار العنوان الا اذا كان ذلك
محظورا له أو عليه واختلف الأمر الان ورفع الحظر، ومع ذلك فإن هذا لا ينتقص
من أهمية المقال.
لم يجد مروان باشا ايجابيات لهذه
الحكومة وانا اتفق معه تماما فيما كتب _وإن كان متأخرا _ فكلنا نعرف ذلك مبكرا ونعرف ان لكل حكومة
(مطبلين ومزمرين) يدافعون عن مكتسبات او طموحات شخصية، ولكننا اتحنا لهم الفرصة
لتزوير الحقائق وسكتنا عن نفاقهم الذي الحق ضررا كبير بالمصلحة الوطنية، اقله ان
كل يوم يمر وهذه الحكومة في الدوار الرابع فهو من اعمارنا هباء.
وأن حكومة تحظى بكل تلك التعديلات
الوزارية ولكنها تتنقل من فشل إلى فشل حتى أصبحت مصلحة الوطن وأمر الشعب مجرد
عينات في مختبر حكومي متهالك، وتصبح
قضيتها الوطنية الأولى مرة الخلاف على مقعد الرئيس في مجلس النواب ، والأن جرجرة
بائع قهوة إلى المحاكم، تستوجب ما هو أكثر من كتابة مقال ناقد.
المحظور يا باشا ليس الكتابة عن فشل
حكومي وإنما المحظور ان يشرب مجلس النواب (حليب السباع) فيكون على قدر المسؤولية
ليسجل في تاريخ الديمقراطية انه حجب الثقة عن حكومة، الدستور هو الحكم وليس صحيحا
_من الناحية الدستورية _ اننا نخجل ان نطالب برحيل الحكومة او ان يحجب النواب عنها
الثقة لأنها تسمى حكومة جلالة الملك، فالتسمية جاءت لان الحكومات تتشكل بإرادة
ملكية وتقسم اليمين الدستورية فتصبح بعد القسم حكومة المملكة الاردنية الهاشمية،
وليس في ذلك كله من حصانة ضد النقد والمعارضة.
شكرا مروان باشا على مقالك القيم
ويجتاحني فضول النظر الى قسمات دولة
الرئيس وهو يقرأ ما كتبت.