قصّة الموبايل التي سأرويها لكم؛ أنا
شاهد عليها حتى يوم أمس الأول ولا أدري هل سيكون لها توابع فيما بعد أم انتهت عند
الحدّ الذي سأنقله لكم.
فجأة ودون سابق إنذار تفقدت «أُم طارق»
موبايلها.. والذي يعرف أم طارق يعرف أنها لا يمكن أن تفقد شيئًا؛ فهي تعرف أين تضع
أشياءها وتعرف كيف تحافظ عليها وتعطي في ذلك دروساً لمن حولها..! لكنّ الغفلة حدثت
لأول مرّة؛ وجرّاءها اختفى الموبايل (الهواوي)..لم يبقَ أحد ممن حولها وأنا منهم
إلّا واتصل على الموبايل فكان يأتي الخبر من الصبيّة التي تردّ على الجميع: إنّ
الرقم المطلوب لا يمكن الاتصال به حاليا.. ولم يبقَ مكان في البيت وفي الحوش إلاّ
تمّ التنقيب فيه كالتنقيب على إبرة على إبرة في أكوام قشّ.. ولم تعد القصّة قصّة ظهور
الموبايل بقدر ما صارت: أين ذهب الموبايل؟ حتى أنّ «طارق» رصد مكافأة مغرية (50
ديناراً) لمن يعثر على الموبايل حيّاً أو ميّتاً و للحق فتّشتُ بعيوني مليون مرّة
في أرجاء المكان..!
تمّ وضع عشرات التحليلات والاحتمالات؛
وصار الموبايل القضيّة المركزية لأم طارق ومن حولها؛ تم استعراض أسماء محتملة لمن
يكونوا قد فكّروا مجرد تفكير بالاعتداء على قضيتنا المركزية وخصوصاً أن الصبية
التي تردّ على الجميع في الموبايل قالت لنا ثاني يوم: إن الرقم المطلوب مغلق.. مما
يعني أن الذي استولى على الموبايل قام وأطفأ الجهاز وأخرج الشريحة.
ورغم أن أم طارق اشترت موبايلاً جديداً
بعد أن استسلمت لفكرة ذهاب الموبايل بلا عودة إلاّ أن حكايته ظلّت طوال أسبوعين هي
الأكثر تناولاً وتداولاً والغُصّة ترافق السؤال: أين ذهب الموبايل؟
قبل يومين.. و»عبير» بنت أم طارق تنظّف
في الحوش الموازي للشارع وعند الكنبايات الخارجية وفي المكان الذي انفقد فيه
الموبايل؛ وجدت عبير كيساً وبداخل الكيس علبة بها موبايل (هواوي) جديد لانج بنفس
مواصفات ولون الموبايل السابق ..!
وتبقى الأسئلة للآن: أين ذهب موبايل أم
طارق؟ ومن الذي أخذه؟ ومن الذي لم ينم ضميره حتى جاء بالبديل؟ وهل يتوجّب على طارق
دفع الخمسين ديناراً لعبير أم الشروط لا تنطبق؟ وهل يتكّرم عليّ من فعلها ويخفي
موبايلي و يعيد إليّ كيساً به أيفون 14؟.
عن الدستور