وزير الصحة: خطة لتحويل المراكز الصحية الفرعية إلى أولية "مجلسنا " للتنمية المجتمعية تطلق مشروع المدرسة الحزبية الوطنية 11 إصابة بحادث تصادم بين حافلة و3 مركبات في نفق الجمرك سترا للمتوفى.. فتوى تمنع أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه وزير الصحة: خطة لتحويل المراكز الصحية الفرعية إلى أولية منتدى للأعمال يوصي بتوسيع المبادلات التجارية بين الأردن والعراق وزير الزراعة: تسهيلات للاستثمار في المدينة الزراعية السياحية التراثية في جرش الصحة بغزة: 52 شهيدا خلال 24 ساعة وارتفاع حصيلة العدوان إلى 34٫745 شهيدا وزير الخارجية: عار على النظام الدولي أن ترتكب الحكومة (الإسرائيلية) المجازر دون رادع الأوقاف تكرم 150 حافظا وحافظة للقرآن رئيس الوزراء يرعى افتتاح أعمال مؤتمر الحوار الشبابي الثاني مدير شرطة مادبا: 279 حادث في مادبا العام الماضي نتج عنه 7 وفيات و15 إصابة بليغة "فايننشال تايمز": دول عربية تؤيد قوة حفظ سلام دولية بغزة والضفة المرصد العمالي: الأردن ضمن قائمة البلدان غير الملتزمة باتفاقيات منظمة العمل الدولية زين تُطلق خدمة الترجمة الفورية بلغة الإشارة في معارضها

القسم : بوابة الحقيقة
الزمن الجميل
نشر بتاريخ : 6/19/2021 3:39:19 PM
د. إبراهيم صبيح

حدثني قبل سنوات عديدة  وهو الرجلُ المشهودُ له بالعلمِ وسعةِ الثقافةِ والمعرفةِ فقد قامَ بالتدريس في مدارس محافظة المفرق في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين وتخرج على يديه الآلاف من الطلبة الذين تبوأوا مراكز قيادية في الدولة.

 

قال: "الشعراءُ في الزمان أربعة: شاعرٌ يَجري ولا يُجرى معه وشاعر َينْشد وسط المعمعة وثالثٌ من حقهِ أن تسمعه ورابع من حقهِ أن تصفعه". قلت له : زدني أكثر. فقال: "سأحدثك عن شعر قيس بن الملوح". قلت: ذلك الذي ُسمي بمجنون ليلى؟. قال: قيس لم يكُ مجنوناً بل كان شاعراً من شعراء العصر الأموي عاش في نجد بالحجاز حيث تربى مع ابنة عمه ليلى فأحبها وعشقها وهو صغير فقيل أنه مجنون والحقيقة أنه كان مفتونا.

(عشقتك يا ليلى وأنت صغيرة... وأنا ابن سبع ما بلغت الثمانيا)

كان قيس يكبر ليلى بأربعة أعوام وكان طويل القامة أبيض اللون أما هي فكانت جميلة جذابة ذات عيون ساحرة (سحرتني ليلى بسواد عينها ... إنما السحر في سواد العيون ... أحبك حبا لو تحبين مثله ... أصابك من وجدي عليّ جنون).

 

رفضَ أهل ليلى أن يزوجوها من قيس فقد كان من عادة العرب أن يبتعدوا عمن يتشبب ببناتهم. تمكن الحب من قلب قيس وليلى (أم مالك) فبادلته حباً بحب. قال عنها (تكادُ بلادُ الله يا أم مالك ... بما رحبت يوماً علي تضيق) وقالت هي (كلانا مُظهر للناس بُغضاَ ... وكلٌ عند صاحبه مكينُ ... تبلغنا العيون بما أردنا ... وفي القلبين َثمَ هوىً دفينُ ... فَطِبْ نفساً وقِر عيناً ... فإن هواك في قلبي معينُ).

 

يجبرها والدها على الزواج من رجل يدعى "ورد" فتتزوجه على كرهٍ منها وليس بيدها حيلة. حُرم قيس من رؤية ليلى أو الاقترابِ منها فعاش وحيداً في الصحراء هائماً على وجهه فيقول: (تمر الليالي والشهور ولا أرى ... غرامي لها يزداد إلا تماديا ... أعد الليالي ليلة بعد ليلة ... وقد عشت دهراً لا أعد اللياليا)

 

أشفق والده عليه فأخذه معه لزيارة الكعبة لعل الله يشفيه من حب ليلى فأمسك بستار الكعبة وقال: "اللهم زدني بها حباً ولا ُتنسني ذكرها أبداً". يأخذ ورد زوجته ليلى ويرحل بها إلى العراق بعيداً عن حبيبها فيزور قيس آثار ديارها ويقول: (أمرُ على الديارِ ديارِ ليلى ... أقبل ذا الجدار وذا الجدار ... وما حُبُ الديار َشغفنَ قلبي ... ولكن حبَ من سكن الديار). رأى قيس يوماً أحد الصيادين يمسك بغزال من غزلان الصحراء فخاطب الغزال قائلاً (أيا شبه ليلى لا تراعي فإني لك اليوم من دون الوحوش صديقُ ... فعيناك عيناها وجيدك جيدها سوى أن عظم الساق منك رقيق). في العراق تمرض ليلى مرضاً شديداً بعيداً عن أهلها وحبيب قلبها قيس فيقول: (يقولون ليلى بالعراق مريضة ... فيا ليتني كنت الطبيب المداويا ... وددت على طيب الحياة لو أنه ... ُيزاد لليلى ُعمرها من حياتيا).

 

تموت ليلى فيجلس في الصحراء يبكي فتبلل دموعه التراب الذي بين يديه ويزور قبرها ويبكيها حتى يموت فيدفن بجوارها ليجمع الموت ما فرقته الحياة.

 

 َنظرتُ إلى محدثي وهو والد زوجتي الأستاذ عبدالسلام حراحشة ثم نظرت إلى ساعتي فقد بدأت جلسة السمر والفكر هذه مع بداية المساء وها هو منتصف الليل قد حل. دققت في ملامح وجهه البدوية القاسية فلم أرَ سوى رجلاً يحمل بين جنبات ضلوعه  حباً كبيراً لوطنه وعائلته وعشيرته وأصدقائه وجيرانه ويحمل في ذاكرته مخزوناً هائلاً من الشعر القديم والحديث فازداد هو في قلبي حباً وتقديراً. رحمك الله ايها العم الحبيب

 

ibrahimsbeihaz@gmail.com

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023