القسم : بوابة الحقيقة
أزمة كورونا، الآثار الإيجابية
نشر بتاريخ : 6/2/2021 12:45:16 PM
خالد طوالبة


هل التأرجح الاقتصادي في العالم بعد أزمة كورونا له تأثير في اتخاذ القرار؟ هل سننطوي على أنفسنا ونكون مرضى اكتئاب؟ هل يمكن أن نحول المحنة إلى منحة، والبلايا إلى هدايا! هل ستندثر الطبقة الوسطى وتسود المجتمعات ذات الطبقتين؟

 

هل سيعود العالم كما كان قبل الجائحة؟

 

لنتخيل أن أزمة كورونا قد انتهت تماما من العالم، وأصبح في مقدور الناس الخروج والالتقاء مرة أخرى دون قيود. هل سنصافح أو نعانق بعضنا البعض؟ هل سنتخلى عن العمل من المنزل؟ وهل سيكون لا يزال لدينا أي عمل؟ دعونا نفكر في التوجهات بالفعل في العالم بعد فيروس كورونا. برأيي الشخصي فإني أرى حدوث تحول عميق جراء الجائحة،

 تحول مشجع للمستقبل.

 

يتعجب أحد باحثي التوجهات الحديثة قائلا:"سوف نندهش بأن التضحيات الاجتماعية التي كان علينا تقديمها نادراً ما كانت لتؤدي إلى العزلة".

 

ومن جل المفارقات التي واجهناها أن التباعد الجسدي الذي فرضه الفيروس أدى في الوقت نفسه إلى قرب من نوع جديد"، بحسب ما كتبه أحد أهم المغردين؟ «التقينا أشخاصاُ لم نكن لنلتقي بهم أبداً. اتصلنا بالأصدقاء القدامى في كثير من الأحيان، وتعززت صلات كانت قد أصبحت ضعيفة وهشة. اقتربت العائلات والجيران والأصدقاء من بعضهم البعض، بل وتخطوا أيضاً في بعض الأحيان الخلافات غير المعلنة.

 

 يواصل قائلاً: "نحن مندهشون من مقدار الفكاهة والإنسانية اللتين ظهرتا بالفعل في أيام الفيروس".

 

تواجه الأفكار حالياً صدى عميق في الشبكات الاجتماعية، ولكن هناك أيضاً صدى مشترك حول القيمة الإعلامية. وهي بالنسبة للبعض أفكار مثيرة، ويشير البعض الآخر إلى عامل عدم اليقين الناتج عن التوقعات.

 

يفترض أحد علماء النفس الاجتماعي أننا سنحافظ على الأرجح على تغيرات سلوكية لبعض الوقت، سنغير على سبيل المثال طريقتنا في تحية بعضنا البعض. ويقول: لا أحد يعرف إلى أي مدى سيستمر ذلك.

 

 حتى الآن لم يكن يوجد سوى اعتبارات أولية حول هذا الموضوع. سواء كانت هناك تغييرات أساسية في السلوك - مثل العمل المتزايد من المنزل، أو التباطؤ أو التأمل الأكبر بدلاً من التقدم المتسارع المستمر - سيعتمد ذلك بشكل كبير على كيفية تغيير استهلاكنا وتوقعاتنا الاستهلاكية أو إذا ما قمنا بذلك بالفعل - وما إذا كانت ستتغير إعادة بناء الاقتصاد بعد الأزمة.

 

ووفقا لما يحدث في العالم، يمكن تصور عدة سيناريوهات، مثل الرؤية المتشائمة بعد أزمة كورونا، إذ نجد أنفسنا في "عزلة تامة" ، ويصبح الناس متشككين، وتقل ثقتهم في الآخرين، وتعزل الدول والمجتمعات نفسها.

 

أما الفرضية الأكثر إيجابية برأيي هو أن يصبح العالم أكثر قوة بعد الأزمة، حيث ينجح الناس في التكيف مع المستجدات، أي أنهم يتكيفون ويتعلمون التعامل بشكل أفضل مع المتغيرات وأن يكونوا أكثر انتباهاً مع بعضهم البعض.

 

 يشرح باحث في شئون التوجهات الحديثة أنه خلال فترة العزل بسبب الكورونا يجب على الناس التدبر في أنفسهم. هذا يمكن أن يؤدي إلى أن يتعلموا شيئاً. وهذا يعني أننا نعيد ترتيب ما هو مهم وغير مهم بالكامل، وأن نستوعب أن العلاقات والروابط الاجتماعية مع الآخرين هي الأساس الذي يصيغ مجتمعنا.

 

ما هو السيناريو الذي سيتحقق؟ مبدئياً ننطلق اليوم من أن التكيف سينجح، ولكن ليس دون قيود. ووفقا للتأثيرات يمكن أن يحدث شيء يشبه انهيار النظام في بعض المجالات الاقتصادية. وربما تنسحب أيضاً بعض القطاعات من المجتمع "لتفادي المخاطر العالمية تدريجيًا"، مما قد يؤدي إلى إعطاء دفعة للتوجهات القومية على سبيل المثال.  من المؤكد أيضًا أنه يمكن للجميع المساهمة في تخطي الأزمة إذا ما استغلوا فرص التعلم من الأزمة.

 

ونخلص في كلماتنا هذه أن هذه الأزمة سيكون لها التأثير الإيجابي (إن أردنا) وسيكون لها التأثير السلبي (إن أردنا) وحسب اختيارك لجنس الإجراء الذي ستستخدم خاصة في ظل التأرجح الاقتصادي العالمي بعد ضمور اسواق ونمو اسواق جديدة.

 

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023