القسم : مقالات مختاره
من أين تأتي قوة الدولة؟
نشر بتاريخ : 3/3/2021 2:56:21 PM
د. بسام العموش

لا يمكن أن تكون قوة الدولة بجيش عرمرم وأسلحة متطورة وأمن محترف فحسب بل أيضا" بشعب تحترمه دولته وتستند إليه وتعتبره مصدر سلطتها لانه ينتخبها ويؤيدها ويراقبها كي لا تنحرف ، شعب يعتز بكرامته وهامته مرفوعة حقيقة لا غناءً ، شعب يدفع ضريبة المال لانه على ثقة انها ستعود إليه خدمات مرئية في الشوارع والحدائق والمدارس والصحة ، شعب يفخر بدولته التي تنظر إليه على أنه حصانها الأصيل لا بقرتها الحلوب ، شعب لا يقبل التلاعب بإرادته عبر صناديق الخزي والعار تحت اسم انتخابات بينما هي مسرحيات تتمسح بالديمقراطية . شعب لا يمكن أن يتولاه إلا أصحاب السجل النظيف وليس من ينتمي للمنظمات المشبوهة ولا المتلقين للأوامر من الخارج .

 

شعب لا يقبل إعلام التطبيل والتزمير بل إعلامه إعلام الوعي والعقل والمبادئ والحرية والآراء المتعددة . شعب لا يقبل أن يتم التلاعب به بشراء رؤوس رضيت لنفسها الذل مقابل حفنة من الدولارات . شعب عيونه واسعة على كل فاسد ويعاقب كل من يتستر على فاسد . شعب لا يقبل أن توزع موازنة دولته عطايا برواتب فلكية تخرس أشباه الرجال ويقطع ألسنتهم علف الدواب .

 

الدولة قوية بجيش وطني وأمن واع يتربص بالمتربصين من العملاء والمدسوسين والمجندين للسفارات المعادية للأمة وحضارتها. قوية بشعب مرفوع الرأس ينتمي لوطن ودولة وليس لحكومة عابرة . الدولة قوية بحكومة يرفع لها الناس القبعة قناعةً لا نفاقا" ولا خوفا" . حكومة خادمة للشعب والوطن لا حكومة شلة ولا حكومة قبيلة ولا حكومة صحبة ولا حكومة مهزوزة توزع مقاعدها الوزارية بمحاصصة وصداقة وشلل وتنفيع .

 

حكومة لا تعبث بالدين ولا تسمح بالعبث به ولا تؤمم المنابر و لا تصدّر الخطب المعلبة لانها تريد المساجد مراكز تنوير وتعليم وتوعية تساعدها للقضاء على الآفات الأول ذلك الثقة بالخطيب المدرب المنتمي الواعي .

 

قال أحدهم لرجل عظيم :

لي عندك حويجة !! فقال له :

ابحث عن رويجل .

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023