لا يمكن أن تكون قوة الدولة بجيش عرمرم
وأسلحة متطورة وأمن محترف فحسب بل أيضا" بشعب تحترمه دولته وتستند إليه
وتعتبره مصدر سلطتها لانه ينتخبها ويؤيدها ويراقبها كي لا تنحرف ، شعب يعتز
بكرامته وهامته مرفوعة حقيقة لا غناءً ، شعب يدفع ضريبة المال لانه على ثقة انها
ستعود إليه خدمات مرئية في الشوارع والحدائق والمدارس والصحة ، شعب يفخر بدولته
التي تنظر إليه على أنه حصانها الأصيل لا بقرتها الحلوب ، شعب لا يقبل التلاعب
بإرادته عبر صناديق الخزي والعار تحت اسم انتخابات بينما هي مسرحيات تتمسح
بالديمقراطية . شعب لا يمكن أن يتولاه إلا أصحاب السجل النظيف وليس من ينتمي
للمنظمات المشبوهة ولا المتلقين للأوامر من الخارج .
شعب لا يقبل إعلام التطبيل والتزمير بل
إعلامه إعلام الوعي والعقل والمبادئ والحرية والآراء المتعددة . شعب لا يقبل أن
يتم التلاعب به بشراء رؤوس رضيت لنفسها الذل مقابل حفنة من الدولارات . شعب عيونه
واسعة على كل فاسد ويعاقب كل من يتستر على فاسد . شعب لا يقبل أن توزع موازنة
دولته عطايا برواتب فلكية تخرس أشباه الرجال ويقطع ألسنتهم علف الدواب .
الدولة قوية بجيش وطني وأمن واع يتربص
بالمتربصين من العملاء والمدسوسين والمجندين للسفارات المعادية للأمة وحضارتها.
قوية بشعب مرفوع الرأس ينتمي لوطن ودولة وليس لحكومة عابرة . الدولة قوية بحكومة
يرفع لها الناس القبعة قناعةً لا نفاقا" ولا خوفا" . حكومة خادمة للشعب
والوطن لا حكومة شلة ولا حكومة قبيلة ولا حكومة صحبة ولا حكومة مهزوزة توزع
مقاعدها الوزارية بمحاصصة وصداقة وشلل وتنفيع .
حكومة لا تعبث بالدين ولا تسمح بالعبث
به ولا تؤمم المنابر و لا تصدّر الخطب المعلبة لانها تريد المساجد مراكز تنوير
وتعليم وتوعية تساعدها للقضاء على الآفات الأول ذلك الثقة بالخطيب المدرب المنتمي
الواعي .
قال أحدهم لرجل عظيم :
لي عندك حويجة !! فقال له :
ابحث عن رويجل .