الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية بين ميسي ورونالدو.. رودري يختار الأفضل في التاريخ الأمن العام ينفذ تمريناً تعبوياً شاملاً لتعزيز الجاهزية والتنسيق في مواجهة الطوارئ على خطى بيكهام.. أول لاعب كرة لا يزال في الملعب يقتحم عالم الاستثمار في الدوري الأمريكي "غولاني".. أشرس ألوية الاحتلال تسقط في "كماشة" مقاومي غزة ولبنان كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين

القسم : مقالات مختاره
مولد النبي وتجديد الفهــم وتـصحيـحــه
نشر بتاريخ : 12/11/2016 1:13:57 PM
د.رحيل محمد غرايبة

بقلم: د. رحيل محمد غرايبة

بمناسبة ذكرى مولد نبي الهدى والنور محمد صلى عليه وسلم  يجدر الاحتفاء بهذه المناسبة واستثمارها من أجل إعادة تسليط الضوء على جوهر الإسلام ومبادئه، وتوضيح قواعده ومرتكزاته بطريقة سهله وميسرة تجمع ولا تفرق وتبشر ولا تنفر وتيسر ولا تعسر، وتجعل الإسلام عاملاً من عوامل القوة والفاعلية في الحياة والواقعية نحو التقدم والتحضر والنهوض ، بدلاً من إثارة الاختلاف حول مشروعية الاحتفال بهذه المناسبة أو عدم المشروعية.

الإسلام له معنى كبير وواسع شديد الاتساع  وأوسع مما يتخيل الكثيرون، بحيث أنه مصطلح يطلق على كل ما أنزله الله على جميع الأنبياء والرسل، ولا يقتصر على ما أنزل الله على سيدنا محمد على وجه التحديد والتخصيص، ولذلك يقول الله تعالى في هذا الشأن : « قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ»، وجاء على لسان ابراهيم واسماعيل : «رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ» ، «وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ».

هذا المعنى الكبير الواسع يحتم على المسلمين أن يتصرفوا وفقاً لهذا المفهوم الكبير بعيداً عن التعصب من جهة، وبعيداً عن ضيق العقول والصدور تجاه امتلاك القدرة على الاستيعاب وحب الناس ومحاورتهم ومجادلتهم بالتي هي أحسن، ومعاشرتهم بالمعروف والدليل والبرهان واللين والسهولة واليسر، بلا فظاظة ولا غلظة، وفي كيفية التعامل مع أصحاب الديانات السابقة.

في مولد النبي يجدر بنا أن نتذكر أن الله خلق الإنسان حرا مكرماً، ووهبه العقل والإرادة، وأعطاه مكنه التفكير والإبداع والابتكار والتطوير، ولذلك قد اختاره ليكون خليفة عن الله في الأرض، قال تعالى : «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً»، وقال في موضع آخر: «إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا».

مفهوم الخلافة في الأرض وحمل الأمانة يحتم على من يحمل الإسلام أن يعلم يقيناً أنه مكلف بوظيفة كبيرة ومهمة عظيمة وأمانة ثقيلة تتمثل بإعمار الكون وإصلاح الأرض ومحاربة الفساد ومواجهة العبث والتخريب والقتل وسفك الدماء، ورفع شأن الإنسان واحترام كرامته وصيانة حريته وقدسية روحه، فكل من يمارس قتل البشر وهدر كرامة الآدميين، والاعتداء على أرزاقهم وأعراضهم وأرضهم، فقد غرق بالكفر والضلال مهما كان اسمه وشعاره.

وفي مناسبة مولد نبي العقل والحرية والكرامة، نستحضر قول جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه للنجاشي «أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وأباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم، وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنات، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام..»

إن قول جعفر رضي الله عنه، ينبغي استحضاره في هذا الوقت الذي تمتلىء أرض المسلمين بالدماء والفساد والقتل وانتهاك الأرض والعرض وتخريب كل ما هو عامر وتدمير كل ما بناه الآباء والأجداد، كل ذلك يتم باسم من يدعي الإسلام، وأنه من أجل الإسلام، مع أن الإسلام يأمر بنقيض ذلك وعكسه تماما.

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023