منذ
فترة ليست بالقصيرة، أضحى عنف المستعمرين/ "المستوطنين" ضد الفلسطينيين،
جزءا لا يتجزأ من روتين الاحتلال في الضفة الغربية. ويشتمل هذا العنف على مجموعة
واسعة من المقارفات: إغلاق الطرقات، مداهمة القرى والأراضي وإحراق حقول الزيتون
والمحاصيل واقتلاع الأشجار وسرقة ثمارها، وتدمير وإتلاف الممتلكات، ومهاجمة أماكن
العبادة الإسلامية والمسيحية، واقتحام معالم تاريخية بحجة قدسيتها توراتيًا، وصولاً
للاعتداءات الجسدية، وأحياناً إلقاء الزجاجات الحارقة (المولوتوف) وإطلاق النار. وتأتي
اعتداءات المستعمرين ضمن عملية متواصلة ممنهجة ومخططة للاستيلاء على الأراضي،
وإقامة بؤر "استيطانية" جديدة، أو معسكرات لقوات الاحتلال بذريعة حماية "المستوطنين".
جل
هذه الاعتداءات تحصل بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي! وبحسب "هيئة مقاومة الجدار
والاستيطان الفلسطينية"، شهد العام 2020 "ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرة
اعتداءات المستوطنين بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم، مقارنة بالعام الذي سبقه".
وقد رصدت "الهيئة" خلال 2020 ما يزيد عن 932 اعتداء "أضحت أكثر
عنفاً وتطرفاً من أي وقت مضى، في ظل رعاية كاملة لهذه الاعتداءات من قبل الاحتلال،
في تبادل واضح للأدوار بين عصابات المستوطنين وقوات الاحتلال". وفي تقريرها
السنوي، فصلت "الهيئة": "932 اعتداءا من بينها 19 حادثة دهس، 85
اعتداء بالضرب، 19 إطلاق النار، و6 تهديدات بالقتل، 42 إضرام نار، 97 اعتداء على
مركبات، 55 اعتداء على المنازل، 75 اقتلاعا وتجريفا للأشجار والمزروعات، 154
اعتداء على الأراضي، 21 تقييدا للحركة ومنع الوصول، 127 اقتحاما للقرى والمواقع
الأثرية، 12 حادثة إغلاق طرق، و6 حالات خطف ومحاولات خطف، وعملية طعن واحدة، و3
حالات نهش وخدش من كلاب حراسة المستعمرين، و210 اعتداءات على الأماكن المقدسة".
وخوفا
من ردود الفعل الشعبية الفلسطينية ردا على إرهاب "المستوطنين"، حذرت مصادر
أمنية إسرائيلية من اشتعال الضفة الغربية المحتلة. ووفقاً لشهادة منظمة
"بتسيلم" الإسرائيلية: "يراقب جنود الجيش وأفراد الشرطة الذين
يُفترض بهم أن يحافظوا على القانون والنظام، وأن يدافعوا عن سكانها وأملاكهم، كل
هذه الحوادث من دون أن يحركوا ساكناً ضد مرتكبيها. وبدلاً من اعتقال المهاجمين تقوم
قوات الأمن بمهاجمة الضحايا، وبإطلاق النار في اتجاههم والتسبب بإصابة عدد منهم".
ومن جانبها، شهدت صحيفة "هآرتس" بأنه: "بعيداً عن الاهتمام العام،
تجري حملة انتقام عنيفة يقوم بها المستوطنون في المناطق المحتلة في إثر موت زميلهم
أهوفيا سنداك في أثناء عملية مطاردة بوليسية (إسرائيلية) له. وضحايا حملة الانتقام
هذه هم كما جرت العادة الفلسطينيون الذين ليس لهم أي علاقة بمقتل المستوطن". وفي
شهادة لافتة، كتب الحقوقي الإسرائيلي (ميخائيل سفارد) يقول: "المليشيات اليهودية
تهاجم بالأساس في الليل، وتمارس أعمال الشغب العنصرية. عصابات، مستوطنون يقتحمون
مفترقات الطرق والقرى بحثا عن بنات وأبناء الجنس (الفسطيني) المكروه". وبشأن مسألة
دعم الجيش الإسرائيلي للمستوطنين، يتساءل (سفارد): "هل الجيش الأقوى في الشرق
الأوسط لا ينجح أو لا يحاول حقا أن يوقف الـ "كو كلوكس كلان" العبرية؟..
لا تتجرأوا على القول بعد ذلك بأن أيدينا غير ملطخة بالدم الفلسطيني"!!!