الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية بين ميسي ورونالدو.. رودري يختار الأفضل في التاريخ الأمن العام ينفذ تمريناً تعبوياً شاملاً لتعزيز الجاهزية والتنسيق في مواجهة الطوارئ على خطى بيكهام.. أول لاعب كرة لا يزال في الملعب يقتحم عالم الاستثمار في الدوري الأمريكي "غولاني".. أشرس ألوية الاحتلال تسقط في "كماشة" مقاومي غزة ولبنان كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين

القسم : بوابة الحقيقة
هل بدأ (بومبيو) حملته الانتخابية 2024؟!!
نشر بتاريخ : 12/3/2020 8:53:11 PM
د. اسعد عبد الرحمن

بقلم: د. اسعد عبد الرحمن

 

سفر وزراء الخارجية الأمريكية بشكل روتيني في نهاية عملهم في الفترة الفاصلة بين الانتخابات والتنصيب هي عادة أمريكية. ومع هذا، أثيرت عدة تأويلات لجولة وزير الخارجية (مايك بومبيو) المكوكية والتي زار فيها سبع دول عبر أوروبا والشرق الأوسط، كانت الدبلوماسية فيها هي الغائب الأول، وأكدت أن إدارة الرئيس (دونالد ترامب) ستبقى حتى اليوم الأخير تصدر قرارات تخدم وجود إسرائيل وتقدم لها "الهدايا" المتنوعة!

 

الزيارة الأكثر إثارة كانت زيارته لفلسطين وهضبة الجولان المحتلين، حيث خالف كل التقاليد الدبلوماسية الأمريكية والإجماع الدولي وأصبح أول وزير خارجية أمريكي يزور مستعمرة/ "مستوطنة" في الضفة الغربية وبالتحديد مستعمرة "بساغوت" التي تنتج "نبيذ بومبيو"، والتي جاء فيها أهم إعلان خلال رحلة (بومبيو): "الولايات المتحدة ستسمح للبضائع المنتجة في المستوطنات بوضع ملصق "صنع في إسرائيل". وفي زيارته لهضبة الجولان السورية المحتلة، والتي اعترفت إدارة (ترامب) بالسيادة الإسرائيلية عليها، قال: "تخيل، تخيل مع سيطرة دمشق على هذا المكان، حجم المخاطر والضرر الذي يمكن أن يلحق بالغرب وإسرائيل و(شعب) إسرائيل". وأضاف: "الجولان جزء من إسرائيل"!!

 

من الواضح أن الجولة المكوكية هدفت بالأساس تعزيز طموحات (بومبيو) الغارق في الأصولية التوراتية والإنجيلية والمؤمن بأن "الغرب المسيحي في حالة حرب مع الشرق الإسلامي". كما أنها جاءت لكسب ود اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة. فنقطة الجذب الحقيقية تكمن في حقيقة مبادئ (بومبيو) الأفنجيكالية (المتهودة والمتمسيحة) والمتغولة في دعم "إسرائيل"، التي يؤمن، كما "الأفنجيكاليون" جميعا، بأحقية كل المطالبات اليهودية بسيطرة "إسرائيل" على القدس وكل "أرض الميعاد"، مما سيُعجل في حرب "هرمجدون" (المعركة المنتظرة من قبل كثيرين والتي تسرع في ظهور المسيح المنتظر). ومن هنا، تأتي أهمية الزيارة لوزير الخارجية الأمريكي نفسه. فأولا، هو يريد (عبر مضاعفة المبادرات الأحادية المؤيدة لإسرائيل خدمة لمصالحها أساسا وبخاصة في الموضوع الإيراني) التودد للمسيحيين الإنجيليين الأمريكيين وهم جمهور كبير من الناخبين. وثانيا، توثيق علاقاته مع "إسرائيل" فلربما هو يستعد لمحاولة تحقيق طموحات رئاسية في العام 2024، أو أقلها نائبا للرئيس في حال كان (ترامب) هو المرشح، وبالذات بعد أن توطدت العلاقات بينهما في العامين الماضيين وتعززت "الكيمياء" الشخصية والسياسية بينهما. وفي هذا السياق، يفهم تصريح (بن رودس) مستشار الرئيس السابق (باراك أوباما): "بومبيو يخدم مصالحه الخاصة". وعن هذا أيضا، قالت وكالة "بلومبرغ" للأنباء: "الجولة بدت وكأنها تهدف إلى تلميع صورة الوزير المحافظ وتحسينها استعدادا لحملة رئاسية محتملة في 2024. ونظرا لأنه شخص غير مهتم بآداب الإتيكيت أو البروتوكول، فقد تسببت هذه الجولة الكبيرة في استفزازات كثيرة".

 

(بومبيو) الذي يعد من أهم وأبرز الشخصيات الجمهورية، وفي ظل الوقت الحرج الذي يعيشه رئيسه (ترامب) مع الهزيمة في الانتخابات الرئاسية من الواضح أن أهداف جولته تحديدا في الشرق الأوسط ليس لها علاقة وثيقة بالمصالح الأمريكية بل بأهداف إدارة (ترامب) ومصالح (بومبيو) الشخصية بالترويج لنفسه في الأوساط الأفلنجيكية واليهودية الأمريكية والإسرائيلية اليمينية تهيئة لجولة 2024 الانتخابية.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023