نقيب اصحاب المهن الميكانيكية: المزيد من الانخفاض على اسعار السيارات الكهربائية الصحة بغزة: 34 شهيدا خلال 24 ساعة وارتفاع حصيلة العدوان إلى 34,488 شهيدا زين شريكاً استراتيجياً لمؤتمر مستقبل الرياضات الإلكترونية كتائب القسام: قصفنا مقر قيادة اللواء الشرقي 769 (الإسرائيلي) التعليم العالي: قبول 640 طالبا فقط في تخصص الطب في العام الجامعي 2025-2026 فرنسا: محادثات وقف إطلاق النار بغزة تحرز تقدما الجيش الأميركي: تصدينا لـ5 مسيرات فوق البحر الأحمر مصر: تقدم في بعض البنود في المفاوضات بين حماس و(إسرائيل) وزير الخارجية يؤكد خلال لقاءه نظيره الفرنسي على موقف دولي لمنع أي هجوم على رفح الدفاع المدني يحذر من العواصف الرملية فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق بلواء الوسطية الثلاثاء العسومي رئيسًا للمنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي رئيس الوزراء باجتماع دافوس : الهجوم على رفح سيكون كارثيا بكل المعايير طرح عطاء لإنارة طريق الحسا-الطفيلة بالطاقة الشمسية الضريبة: الثلاثاء اخر موعد لتقديم إقرارات دخل 2023

القسم : بوابة الحقيقة
اغتصاب عقول الناس..
نشر بتاريخ : 11/2/2020 1:16:28 PM
الدكتورة سهام الخفش

سأبدأ مقالي بآيةً قرآنية "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ" 

 

 هذه الآية القرآنية يا دولة بشر الخصاونة  أصبحت تنطبق على الشعب الأردني ، لأنه من أكثر الشعوب صبراً وتحملا .

 

لم يعد المواطن الاردني رهين المجهول ، ولم تعد عقولنا تحتمل التكهنات والتوقعات ..ليطل علينا وزير الصحة بعبارة من العيار الثقيل ويعلن بأننا ذاهبون الى المجهول.. وقبلها صرح بأن الفيروس يمكن أن يتسرب إلى المياه الجوفية من خلال جثث الموتى  ، واعتقد لغتنا العربية وقواعدها ذاخرة بالمصطلحات أقل  حدة من كلمة المجهول التي قد تزيد من منسوب مناعة المواطن والتي هو أحوج اليها في هذه الظروف  الصعبة  ، وليست كلمة مجهول التي أحبطت الجميع وأرعبت مجتمع بأكمله ..

 

غالبا بعد اي تغيير وزراي نتطلع  للافضل ، وخاصة في ظل جائحة كورونا التي شلت البلاد والعباد ، وتوقعنا في جعبة الحكومة الجديدة  جملة من الاجراءات والخطط والبرامج التي تساهم في التخفيف من وطأة الأزمة ، والعمل على  إدارة ملف كورونا بمهنية أعلى والتوصل إلى حل يوازن  بين ملفي الصحة والاقتصاد.

 

نحن نعلم جميعاً  أن فيروس كورونا هو وضع طارىء وجديد وتداعياته فاقت حجم سقف التوقعات ..

 

ونحن في الأردن  نعاني من  ازمات مركبة  ؛ أزمة في إدارة الازمات بحد ذاتها  ،  إضافة الى الوضع الاقتصادي المنهك أصلاً ، والأزمات الاجتماعية والنفسية

 

حيث ألقت الاضطرابات   النفسية بظلالها  على كل بيت وفرد أردني ، وبالرغم  من خطورتها وآثارها،  إلا أنها ليست في حسابات الدولة  أو هماً من همومها , بالرغم   أن نتائجها  قد  أفرزت وبشكل  ملحوظ على مستوى الجرائم والمشاكل اليومية وآلمت الشارع الأردني ، وما زلنا في بداية المشوار .

 

بلا شك أن الخلل بدأ منذ لحظة تشكيل الحكومة ، فالبداية غير موفقة  وتحديداً  بتعيين سبعة وزراء دولة في الوقت الذي تشهد الدولة  انهيارا واضحا في المنظومة الصحية  امام تفشي الفيروس كالنار في الهشيم .

 

وكان من الأجدى التخفيف عن  كاهل الخزينة بما يترتب من رواتب عالية للوزراء  وتكلفة  تقاعدهم،  بتعيين أطباء وممرضين  ورفد الجيش الأبيض بكوادر طبية داعمة ومساندة ، وخاصة بعد أن طالت حياة  عدداً  من  ذوي الأختصاص والخبرة  من الكوادر الطبية بسبب هذا الفيروس اللعين .

 

بالله ألا يعتبر ذلك  اغتصاباً  للعقل الاردني .

 

 أما  عن إدارة ملف جائحة كورونا وما تخلله من عدد من التناقضات بالمعلومات والآراء والتكنهات وتراشق المسؤوليات وتشابك البعض وانسحاب الآخر من اللجان ، هل هذا مفهوم إدارة الازمة ..

 

لقد لعبت وسائل  الاعلام والتواصل الاجتماعي الاعلام بمختلف أشكالها دوراً غير ناضج وغير مسؤول  من خلال تناول الجائحة وتداعياتها ،  فقد قام  البعض بدور الطبيب  أو دور المحلل السياسي أو المفتي الديني  ، وانتشرت الشائعات ،واللعب بمشاعر الناس ولقمة عيشهم وترويعهم وتخويفهم بدون أدنى مسؤولية ..

 

لقد غاب دور الاعلام الرسمي في مفهوم"  حقك أن تعرف " وعشنا في فوضى من الإشاعات والتناقضات وأصبح المواطن في دوامة يدور حول نفسه ولا يعلم ماذا ينتظره .

 

كنا نأمل بخطاب أكثر شفافية  وقرارات اكثر حكمة  ،  ومما زاد الطين بلة ( الانتخابات النيابية ) والإصرار على إجراء الانتخابات في موعدها ثم الاغلاق وتجويع الناس ..

 

اذا كنا ذاهبين الى المجهول فحتماً   مجلس النواب سيذهب إلى المعلوم ويقوم بدوره على أكمل وجه ، كما عهدناه سابقا  وخاصة في ظل جائحة كورونا ..

 

هناك ازمة واضحة في الإدارة والتخطيط، اذا لم يتم تدارك الوضع فالأسوأ قادم لا محالة.. قادم لا محالة فلا تغتصبوا عقول الناس .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023