على الرغم من مسؤولياته الكبار، لكن
دأب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني
أن يكون قلبه مشرعاً للناس ومع نبضهم.
وحين ألمت بنا حادثة الزرقاء المروعة، التي
تستصرخ الضمائر، سارع " أبو
حسين" إلى متابعة عملية إلقاء القبض الدقيقة على مرتكبيها التي نفذتها مديرية
الأمن العام، بشكل مباشر، وفي وقت قياسي، فكيف لا؟ وسيد البلاد لا يهنأ ولا يقر له
جفن، إذا وقع ظلم على مواطن، فماذا لو كان ما وقع جريمة تقشعر لها الأبدان وتستفز
إنسانية الإنسان وتنكرها الأخلاق والشرائع.
وأكد الملك "ضرورة اتخاذ أشد الإجراءات
القانونية بحق المجرمين الذين يرتكبون جرائم تروع المجتمع، لافتا إلى أهمية أن
ينعم المواطنون بالأمن والاستقرار"، اللذان هما هم جلالته الدائم.
ويستذكر الأردنيون يوم قاد الملك، حين كان أميراً، وقائداً للعمليات
الخاصة، الهجوم على وكر لمجرمين في سحاب عام 1998، رافضاً أن يتقدمه أحد من الضباط
، بل أصر على أن يكون أول من يدخل الى المنزل الذي يتحصن فيه المجرمون، واعتقل
المجرم الذي بقي على قيد الحياة، حيا، إذ أطلق النار على يده التي تحمل المسدس،
وأصابه، وحمله إلى خارج المنزل.
بنفس الروحية والعنفوان، كان جلالته
هذه المرة أيضاً سباقاً إلى الإيعاز ومتابعة القبض على المجرمين الذين خطفوا
واعتدوا بالأدوات الحادة على فتى حديث
السن في الزرقاء، وقاموا بضربه وبتر ساعدي
يديه وفقأوا عينيه.
كما وجه ملك الإنسانية المعنيين لتوفير العلاج اللازم
للفتى البالغ من العمر 16 سنة.
جلالته الحاضر الدائم في حياة
الأردنيين، متابعة وتأثراً، وتأثيراً وتوجيهاً ،
ككل مرة يكون السابق والمسارع إلى إحقاق الحق لتكريس دولة العدالة والأمن والمواطنة .