احمد حسن الزعبي
المنى عندنا ثوبها أخضر
باسم أردننا اسمها يكبر
فهي رايته و عباءته
وهي شمس غد و بشارته..
بهذه الكلمات يبدأ نشيد الجامعة الأردنية ، وعلى هذه الكلمات الملّحنة يمشي الطلاّب على سجادة حمراء في ساحة التخريج..هكذا أريد أن أرى الجامعة الأردنية ، وهكذا أريد أن أغمض عيني عليها ،على أناقة طلابها وهم يحملون شهادات تخرجهم، على عباءات الفرح المطرّزة، على بهجة الآباء وهم يلوّحون لأولادهم من المدرجات، على دموع وزغاريد الأمهات ، عل المحتفلين وهم ينثرون الثلج الصناعي والورق الملوّن...لا أريد ان أرى الجامعة الأردنية وهي ساحة وغى ،وأقنعة وشماغات تغطي الوجوه ، ، لا أريد أن أرى الآباء في لحظة ضعفهم وتذللهم في مراكز الشرطة أو في قمة قلقهم في أقسام الطوارئ ، أريد أن أرى أم الجامعات..أمّاً للعلم ،للتحضّر، للوعي ، للتنوّع، للسياسة ،للوطنية..
عمدت الا أشاهد ما جرى ، عمدت الا أفتح أي فيديو يصلني لما حدث يوم الخميس الماضي ، لأنني أريد أن احتفظ بصورة الجامعة كما أحب..أريد أن أتذكّر أنّ هؤلاء الطلاب هم نفسهم من وقفوا قبل شهور بكل حضارية يطالبون بتخفيض الرسوم، وقفوا بكل رقيّ ووعي وانسجام وتمازج صفاً واحداً حتى حصلوا على مطالبهم ،كانوا من شتّى المشارب والتوجهات يجلسون باب الرئاسة ،لم يكسروا زجاجاً ولم يتلفوا وردة ، ولم يتركوا ورقة خلفهم...هؤلاء هم أبناء الأردنية، وهؤلاء هم أبناء الأردنيين..
قرأت كثيراً عن الشغب الذي حدث ،وسمعت أصنافاً من اللوم واتهامات بكل الاتجاهات، لكن لم أقرأ عن رأي صريح يقول أن هؤلاء هم: مرآتنا...لماذا نريدهم أن يكونوا ملائكة ، ونحن قبل شهرين ،وفي الانتخابات تحديداً كنا نمارس ذات الأسلوب في التنافس؟؟؟...أنا لا أبرر تصرّفهم، أنا أدين تصرّفنا جميعاً كمجتمع..السنا نحن من كنّا نغذّي العشائرية فينا كالطريق الأسهل للوصول إلى قبة البرلمان، الم نستخدم لغة كسر العظم باستعراض عضلات المناطق والعشائر ورأسمال وشراء الأصوات..ألم نغني عند فوزنا (...) الا نستخدم نفس الأسلوب عند رفع اسم العشيرة او اكتساح الصناديق او الوجاهة؟؟...هؤلاء هم مرايانا...هؤلاء هم وكلاء خطابنا الجهوي التفاخري المتكبّر..قبل أن نلومهم، دعونا نلوم أنفسنا...وقبل أن نفتح الندوات واللقاءات باحثين عن أسباب العنف الجامعي..دعونا نغلق باب التدخل والتوسط لكل الخارجين عن القانون ومهما كان رأس المتدخّل كبيراً...هذا الطالب، لو أنه لم ير نائباً يضع السلاح على كرسي سيارته ، لما تجرأ وحمله في ممرات الجامعة ...لو أنّه لم ير الفاسد يحتل منصباً ، لما تجرأ على جامعته، لو أن القانون سائد ومطبّق لما تجرأ الطالب على حمل «ساطور» بين الكليات الطبّية... ولو أن القانون سائد في الأساس لما تجرا الفاسد في فرض الخاوات السياسية ليغتني ولا البلطجي في فرض الخاوات اليومية ليعيش... مفتاح حلنا ،ومربط فرسنا : القانون..لو نترك القانون يسود علينا...لما تجرأ شقيّ علينا...
راجعوا أنفسكم قبل أن تلوموا أولادكم، راجعوا خطابكم قبل أن تتهموا غيركم بالجهل والتخلّف..كلنا شركاء بما يجري..أما من رأيناهم في «المشاجرة» ما هم الا الحلقة الأضعف من شغبنا الواسع..عالجوا أخطاءكم..يعتدل أبناؤكم..واتركوا الأردنية تتعامل مع أولادها كما شاءت وأنّى شاءت ولا تتدخلوا...
فالمنى عندنا ثوبها اخضر
وباسم اردننا اسمها يكبر..
عن الرأي