وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاحد 22- 12- 2024 بعيدا عن الخصومة.. باريس سان جيرمان يوجه رسالة خاصة لكيليان مبابي غارات جوية على العاصمة اليمنية صنعاء تحذير لمرتدي العدسات اللاصقة أثناء النوم! علامات رئيسية تكشف الكذب في ثوان مصر.. البرادعي يعلق على زيارة الوفد الأمريكي لسوريا ولي العهد للاعبة التايكواندو الصادق: كل التوفيق في مشوارك الجديد أبو زيد: الاحتلال بالسيطرة على جزء من سد الوحدة يريد خنق الأردن مائياً - فيديو قاد عملية الإطاحة بالأسد .. أبو قصرة وزيراً للدفاع السوري أستون فيلا يهزم مانشستر سيتي ويعمق جراح غوارديولا "اشتكي لوالدك جو".. مستخدمو منصة "إكس" يهاجمون زيلينسكي بعد قصف قازان الحكومة تتوقع إقرار تعديلات الإجازة بدون راتب خلال اسبوعين حكومة حسان بعد 100 يوم: 41 قرارا اقتصاديا للاستثمار دودون: السلطات المولدوفية دمرت اقتصاد البلاد بذريعة مكافحة الفساد فصائل فلسطينية منها حماس: وقف إطلاق النار بغزة بات "أقرب من أي وقت مضى"

القسم : بوابة الحقيقة
الكيس الكلبي
نشر بتاريخ : 7/16/2020 9:03:02 PM
أ.د. ابراهيم صبيح


يصرخ محمد البالغ من العمر  7 سنوات من ألم في رأسه مصحوب بالتقيؤ. والده الذي أحضره للعيادة يقول: "القصة بدأت منذ سنة عندما بدأ محمد يشكو من آلام المغص والضعف العام. اشتكى أساتذته في المدرسة من بطء التفكير والاستجابة لديه بالإضافة الى تلعثمه في الكلام وهو المعروف بالذكاء والنشاط. أصبح محمد يقترب من التلفاز ويحدق فيه وشكى لنا انه لا يستطيع أن يرى الكلمات على صفحات كتب المدرسة وتدريجيآ لاحظنا حولآ في عينيه. ظننا نحن أنه قد تعرض لضغوطات في المدرسة فأخذناه الى طبيبة نفسية أكدت عدم صحة ظننا".

بدأت صحة محمد بالتدهور تدريجيآ وفقد شهيته للأكل والشرب وبدأنا نلاحظ إن لديه ضعفاً في الناحية اليمنى من جسده حيث كان يجر ساقه جرآ أثناء المشي وبدأ يتعثر ويسقط. قبل بضع ليالٍ وأثناء نومه صرخ صرخة هائلة وبدأ جسده بالتشنج والارتعاش وعض على لسانه وخرج الزبد من فمه وتبول لاإراديآ. أخبرونا في المستشفى انه يعاني من حالة صرع فقاموا بتصوير دماغه بالرنين المغناطيسي حيث تبين أنه يعاني من كيس كلبي".

أظهرت الصور وجود كيس مثل دائرة سوداء بقطر 9 سم في داخل الدماغ على الناحية اليسرى يضغط على المناطق الحيوية في الدماغ مما يهدد حياة محمد. يحتوي الكيس على حوالي 150 سم3 من السائل الشفاف الذي يحتوي كل سم مكعب منه على مليون دودة تسمى الايكاينوكوكس. هذا الكيس محاط بغشاء رقيق جداً، أرق من ورقة السيجارة بعشر مرات،تستطيع إن ترى مكونات الكيس من خلاله بوضوح تام مما يجعل هذا الكيس قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة نتيجة الارتطام أو الوقوع اوحتى أثناء الجراحة ممايؤدي إلى وفاة المريض أو تلف دماغه.

من المعروف أن مرض الكيس الكلبي مرض شائع في المناطق التي تربى فيها الأغنام حيث يوجد في العالم مليون شخص مصابون بالمرض خاصة في الشرق الأوسط وبدرجة قليلة جدآ في استراليا ونيوزيلندا (نظرآ للوقاية الصحية الشديدة هناك).نسبة الوفاة في مثل هذه الإصابات هي 60% أي أن ستين مريض من كل مائة مريض مصاب بهذا المرض يموت فجأة نتيجة انفجار الكيس في الدماغ والكبد والرئة والقلب.


الدودة تصيب الماشية مثل الخراف والأبقار والخنازير فتأتي الكلاب والذئاب لتأكل بقاياها أو تتلامس معها ومع برازها. يصاب الإنسان عندما يتلامس مع الماشية والحيوانات أو من خلال التلامس مع الأرض التي تقف عليها الماشية أو التلامس مع فروها أو تناول أي طعام أو شراب مثل الخضار والفواكه وغيرها والتي تكون هذه الحيوانات قد تبرزت عليها. تحدث العدوى كذلك إذا تلامست مع أشخاص تلامسوا مع مثل هذه الحيوانات أو تلامسوا مع الماء الذي تشرب منه هذه الحيوانات.
نحن على أبواب عيد الأضحى الذي هو عيد تأدية مناسك الحج وهو أيضاً ذكرى لقصة إبراهيم عليه السلام عندما أراد التضحية بابنه إسماعيل تلبية لأمر الله عز وجل. يقول الله تعالى في سورة الصافات: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ  إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ  وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)
وفي سورة الكوثر: بسم الله الرحمن الرحيم   إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ  فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ  إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ 
  
في الأيام العادية يقوم موظفو الأمانة والبلدية والصحة بالكشف على المتاجر التي تبيع اللحوم للتأكد أن الذبيحة قد تم ذبحها في المسلخ أما في فترة عيد الأضحى وما قبله فيختفي هؤلاء بل الأعجب من ذلك أن الحكومة تسمح بالذبح في ما يسمى الأماكن المخصصة لذلك وليس في المسلخ كما يصرون في الأيام العادية. يكفي لك أن تعمل سياجآ من الأسلاك الشائكة حول أي قطعة أرض مطلة على الشارع العام،أي شارع عام في بلدنا، وتبدأ بذبح الخراف و أؤكد لك أنه لن يمنعك أحد ولن يسألك أحد. تقف أمام حظيرة من هذه الحظائر فترى اللحام يمسك بسكين لا يلمع نصلها، يقف شامخآ وهو يلبس الجزمة الجلدية الطويلة وينظر إليك وكأنه الذكر الوحيد الذي يستحق لقب رجل في ذلك الشارع. يختار أحد المشتريين الأضحية ويلمسها ويطلب من ابنه أن يلمسها ويمرر أصابعه فوق فروها فهو حسب ظنه يعلم ابنه بعضاً من رجولة بائسة. يذبح اللحام الخروف تلو الخروف أمام الخراف جميعاً وأمام النساء والأطفال ثم يقوم بتعليقها وسلخها هكذا في وسط الشارع ووسط السوق حيث يخوض في بركة من الدماء والقذارة والأوساخ وبقايا الخراف تأكلها الكلاب ويتلوث بها الأطفال والمارة بينما تتدافع الناس، تنظر ثم تمشي، فالدنيا عيد. تقف وتتساءل: هل تم الكشف عن هذه المواشي المعروضة في الشارع العام من قبل أي طبيب بيطري للتأكد من أنها غير مصابة بمرض الكيس الكلبي أو أي أمراض أخرى؟ هل حصلت هذه المواشي مسبقاً على التطعيم المقرر للمواشي؟ هل تم الكشف على الأشخاص الذين يقومون بعملية الذبح وهل نعرف أنهم لائقون صحياً وهل يلبسون الملابس المخصصة لذلك؟ هل الحظيرة في الشارع العام مجهزة مثل المسلخ بالبلاط النظيف فوق أرضها وجدرانها وهل بها مياه جارية  ومصارف لغسل اللحوم والاحتفاظ ببقايا الخراف في مكان آمن؟

أتساءل: إذا كانت الحظيرة مقبولة من قبل الحكومة أيام عيد الأضحى فلماذا الإصرار على الذبح في المسلخ في الأيام العادية؟ 


الأضحية في الإسلام، يا سادة، شيء عظيم وهو شعيرة من شعائر هذا الدين السمح ولكن ما يجري في بلادنا في عيد الأضحى مقزز وبشع ومقرف ومتخلف إلى أقصى درجات التخلف. الأهم من كل هذا هو لماذا  نخاف من انتقاد هذه الممارسات القذرة التي يمارسها الجهلة وأصحاب العقول المتحجرة. الإسلام، يا سادة، دين "النظافة من الإيمان" وهو دين العلم والعلماء فتوقفوا عن جعل شوارعنا مكرهة صحية، توقفوا عن اصابتنا بالأمراض والأوبئة ومارسوا شعائر الإسلام الكريم بالطريقة الصحيحة.
نسيت أن أقول لكم أننا قمنا بإجراء العملية اللازمة للطفل محمد واستأصلنا الكيس بدون أن ينفجر وأن محمد والحمد لله بخير وعافية. إلى متى نبقى متخلفين؟

E – mail: [email protected]

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023