حين يمضي مع البشر ربيع أو ربيعان من الخير، يقولون مضى
ربيعان خيران، وأنا أقول اليوم؛ مضى خمسة عشر ربيع خير على عمر أرقى وأجمل وأهيب
وأقوى، جامعات بلادي؛ لا بل جامعات أمتي كلها .
فالذكرى الطيبة يتبعها حوار طيب بين
ثنايات دفاتر الذكريات، لكل من عشق داره الثانية، مكان عمله أو مؤسسته، فكيف لو
كانت هذا المؤسسة جامعة علمية اجتماعية اكاديمية.. احترمت الإنسان فاحترمها
الإنسان، تخرج العلم والعلماء، تعد القادة من أينما حلوا، وتزرع ثمار المستقبل
الواعد بوجدان طلبتها، في أجواء أمن وسلام واحترام المختلف والرأي الآخر، وجوهرة
في التميز والإبداع بأوراق أساتذتها، والخبرة والحكمة والحوكمة في نهج قيادتها.
نعم، إنها جامعة الشرق الأوسط،
الأردنية العربية الوطنية العالمية الجميلة بكل المعاني، التي تحتفل بمرور خمسة
عشر ربيع خير عليها، وعلى خيرات غرساتها من أناس صدقو ما عاهدوا الله عليه.
فحتى هواها له رونق آخر، وظلال نخلها
ودفء مقاعدها وأقلام أسطر كتبها، وطيف العقول بين جدرانها ونوافذها، له معنى ورونق
آخر، لا تمتلك إلا عشقها لا محبتها.
بكل الإصرار المترجم، وبكل الجهد
المبذول، ومع كل التحديات، وبزمن قياسي، دفعت جامعتي نفسها رغما عن كل الغبار
والعواصف، كسكة قطار مستقيمة لأهدافها السامية، إلى الصفوف الأولى من الشامخات
المبجلات من الجامعات العربية العريقة والعالمية، فسيرتها بمقياس العمر القصير، لو
ترجمته لسنوات غير مكتوبة أو ملموسة، لضربت الرقم بعشرات السنين، في معنى فن
القيادة والنتاج والريادة.
فسباق الزمن من أجل التميز، أتى بكد
المخلصين العاملين والمنتسبين كافة لها، وربطهم الليل بالنهار ساعين لتكون الجامعة
الأولى في الأردن، بل في المنطقة، تنافس العتيقات من قريناتها بالعمل والتخصص
وجغرافية البرامج، ورقي ذهبية الجودة لها والاعتمادات المقدرة.
نسال الله أن يحتفل الأحفاد بمئويتها،
ويذكرون المؤسسين الأجداد والمجتهدين بعرقهم وكدهم من فرسانها، ممن خلقوا من الحلم
بكدهم وعرقهم حقيقة، حلم لرجل عربي عصامي كريم، أفنى زهرة شبابه من أجل رسالتها،
وما زال يعطي فما شاء الله كان، وصلى الله على النبي العربي الهاشمي الأمين، وعلى
آله وصحبه أجمعين.
كل عام وأنت بخير جامعتي ... كل عام
وفارس مسيرتك ومؤسسها الدكتور يعقوب ناصر الدين بخير....تحت ظل راعي مسيرة مملكتنا
الحبيبة، جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، أعز الله ملكه.. كل عام وكل من
حمل شعارك MEU بألف خير.
مجبتي لك جامعتي
* مساعد رئيس جامعة الشرق الأوسط