بقلم: ربحي شعث
لقد اشتدت في الاَونه الأخيره تحركات بعض
التيارات و المنظمات المشبوهه بدس السم في أفكار مجتمعنا و تساهم في تحريف الفطره
الربانيه التي تجمع العلاقه بين الرجل و المرأه, و ما انبرت تلك الأصوات حتى أطلقت
العنان للأكاذيب و الإفتراءات التي طالت الدين و المجتمع و الحضاره بحجة ما أسموه
" المجتمع الذكوري” حتى بدأت حربهم الشيطانيه
بالتصدي لطبيعة العلاقه بين الرجل و الأنثى.
لقد أصبح من واجبنا و واجب كل عاقل أن يرد
بنفس الشراسه على تلك الأبواق التي تسعى للنيل من الإستقرار الإجتماعي للأمه , كما
علينا دحض تلك الإدعاءات و الإفتراءات بالعقل و الدليل. و من هنا علينا أن نوضح أن
تلك الحجج هي حق يُراد بها باطل و أن المعايير و القياسات التي يتحجج بها هؤلاء هي
نفسها التي يمكن أن نستند عليها لإثبات أن المجتمع هو أكثر أنثويا منه للذكوري. و
لكني هنا لست لأثبت أنثوية المجتمع أم ذكوريته بقدر ما أثبت أن المجتمع قائم على
التقاسم و التفاهم و احترام القدرات و التواصل بالمعروف.
إن أصحاب تلك النظريات أسميهم أصحاب
"نظرية القرود" و هم في هذا الصدد يحاولون النيل من المنظومة العلاقاتيه
الطبيعية و تلك الأصوات لا غربية المنشأ و لا شرقيه بل هي غريبه على الفطره و لا
يستند حاملينها على أي أدلة علميه , منطقيه, فكريه أو دينيه بل يراهنون على سهولة
إختراق عقول الجنس الناعم و تحريضهم بغسل أدمغتهم ببناء الحُجج على قصص و أحداث
فرديه لا يمكن التعميم عليها.
إن من يحاول زعزعة المؤسسة العلاقاتيه
التناغميه بين الجنسين إنما يحاول إحداث فوضى و فساد في الأرض, و للأسف بدأت تظهر
جلياً في نسب الدعاوى و نسب الطلاق و نسب العنوسه و نسب الشذوذ الجنسي وازدياد
المثليه المقيته و نسب الجرائم و نسب الإجهاض و نسب الأمراض النفسيه و العائليه و
غيرها.. نعم هذا هدفهم الذي للأسف يحاولون التمكن منه.
إن من يحمل هذه التًّرهات و يروج لها تحت
مسمى التصدي للمجتمع الذكوري هو في الأصل يريد أن يمارس الذكوريه مع الذكور و خلق
عداوه و تنافسيه لا منطقيه , و للأسف فإن بعض أخواتنا أكلن الطُعُم المسموم و ظلت
تناكف ضد العيش بالرائعة الخَلقيه الربانيه التي خلقهم الله عليه و رفعهم في
المكانه و الفضل و جمّلهم برقتهم و تنافسن على المشقه و المناكفه و تحمل مالا
يطاق.
إن الله سبحانه و تعالى خلق الذكر و الأنثى
و رتّب العلاقه بينهم مراعيا قدرة و تحمل كل منهم ,إلاّ أنه فضّل الإناث على
الذكور في المسؤوليات و الحقوق و الواجبات و أكرمهم و قدّرهم, فما كان من هؤلاء
الحاقدين على الفطره الربانيه إلا وإعتبار ذلك تنقيصا لهم و مذله و إخضاع.
إن مصطلح " المجتمع الذكوري" ما
هو إلا خدعه و أيها خدعه وإفتراء يروج لها تيار " نظرية القرود" كيف ذا
و المجتمع العربي كان و مايزال يعتبر التعدي على ظفر المرأة هو بمثابه التعدي على
القبيله أو العائله , كيف ذا و قد علمونا أن المرأة وطن قبل ظهور هؤلاء الحاقدين.
إن مجتمعنا صان المرأه و عززها و كرمها و
دللها في الوقت الذي كانت فيه الدول ترسل النساء للجنود للبغاء أثناء الحروب و
إستعبادهم في زمن النهضه الصناعيه و إعتبارها مخلوق حقير. لقد كانت مكانة المرأه و
ما زالت في دول الغرب أرخص و أسهل سلعه لتحقيق غايات تجارية و تسويقيه و ترفيهيه
فلا يغرنكم تشدقهم بشعارات الحرية و المساواه.
نحن لا ننكر بوجود حالات بل و عادات منبوذه
في بعض المجتمعات العربيه المتخلفه التي لا تحترم و لا تقدر فيه المرأه و
تكوينها وأنها أساس نهضة الأمم و الحضارات و لطالما الدين
الوسطي و القوانين حاربت هذه الافات و نجحت في كثير من تلك المواطن.
إن تيار "نظرية القرود" السطحيين
يحاولون إثبات أن المجتمع و الدين متخلف و أنهم هم أهل راية الحضاره و التنوير و
ما هم إلّا يكرسون إثبات جهلهم و قلة معرفتهم و وعيهم , فهم لا يتمتعون بالبحث و
التفسير و الإدراك و كل ما يتقنونه ما هو إلا محاولة التنصل من المسؤوليات و
العواقب و إذكاء الفتنه بطريقة شيطانيه تطالبها بالإنسلاخ عن الدين و القيم و
الأخلاق تحت مبررات الحرية و التحضر و الإستقلاليه. فتارة يثيرونها بعلاقتها مع
الزوج و تاره في شهادة المرأه و تارة المساواة و تارة أخرى بقضية الإعوجاج في
الخلق و لكل من تلك الإفتراءات الردود المناسبه التي تَبطل خرافاتهم و تثبت مدى
علو و سمو المرأه في المجتمع الذي نحتاج فيه فقط إلى توعية مستمره و تطبيق حقيقي
على الواقع.