كما رفعنا علمنا عاليا.. سنرفع شعار ملتزمون يا وطن...
* لن أتحدث عن ما تم إنجازه وعلى كافة المستويات للتصدي لجائحة كورونا ....وما تحقق من نجاحات في الحد من انتشار الوباء ...والتي لم تأتي من فراغ وإنما جاء من خلال الحقائق والمعطيات التالية:
* امتلاك الدولة ( مؤسسات حكومية ، قوات مسلحة وأجهزة أمنية قدرات استباقية متناغمة ومتكاملة، ومؤسسات مجتمع مدني وقطاع خاص فاعل ، وجيش ابيض من المتطوعين ) ، بالإضافة إلى وعي وتعاون المواطن الاردني الذي أصبح القدوة والنموذج والمثل.
* كان أمام الدولة الأردنية 3 خيارات للتعامل مع جائحة كورونا منذ بدايتها وهذه الخيارات هي:
- الخيار الأول/تجاهل الفايروس.
- أي تطبيق نظرية "مناعة القطيع" ، اي ان الفايروس يعالج بالفايروس وهذا ما قامت به العديد من الدول الأوروبية حتى المتقدمة منها والتي فشلت في احتواء وباء كورونا ، والاردن لم يتبنى هذا الخيار حرصا منه على حياة وصحة وسلامة الإنسان.
- الخيار الثاني/ الإغلاق التام.
- أي إيقاف استمرارية النشاطات الاقتصادية وحظر التجول الشامل ....والتركيز فقط على وقف انتشار الفايروس ، وهذا ما قامت به الصين في بداية انتشار الوباء في مدينة ووهان الصينية. والأردن لم يستخدم هذا الخيار لاعتبارات اقتصادية واجتماعية.
- الخيار الثالث/ فتح وإغلاق.
- أي الموازنة بين تدفق سلسلة التوريد وتدفق البضائع والغذاء من الخارج مع إعطاء الأولوية لحياة الإنسان وصحته والحد من انتشار الفايروس وحصر مناطق الوباء ...وهذا ما قامت به الدولة الأردنية من خلال التحليل السليم والتفكير الاستباقي والتخطيط الاستراتيجي المتدرج بالتوازي مع تطبيق قانون الدفاع بمهنية واحترافية عالية ومتميزة ، من خلال دور كبير ومميز للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية الذي أبهر العالم في مجال إدارة الأزمات.
* الدولة الأردنية ومنذ بداية الفايروس في ووهان الصينية لم تقف مكتوفة الأيدي تنتظر وصول الفايروس إلى الأراضي الأردنية بل قامت بالخطوات الاستباقية التالية :
- كانت الدولة الاردنية سباقة في تحليل الأزمة الحاصلة في ووهان الصينية لتكون مستعدة لإدارة الأزمة عندما تصل إلى الأردن ، وهذا ما حصل فعلا ...فتحليل الأزمة سبق إدارة الأزمة في الاردن وهذا هو سر النجاح في انحسار الوباء بدلا من انتشاره...
- النظام الصحي الأردني كان يدرك مسبقا أن كورونا سيمر في 3 مراحل( فايروس ، ثم يتحول إلى وباء، ثم إلى جائحة التي اجتاحت الآن أكثر من 188 دولة حول العالم. ولهذا كان خلية إدارة الأزمة في الاردن تتعامل وتتكيف مع كل مرحلة بكل مهنية واحترافية ، مما زاد في مستوى المناعة الوطنية وثقة المواطنين بكل مؤسسات الدولة .
* الآن وبعد أن أعلنت الحكومة عن مستوى الجائحة في الاردن انه منخفض والوضع مسيطر عليه ، يأتي دور المواطنون ليرفعوا فوق بيوتهم وفي كل مكان وفي الشوارع الرئيسية شعار " "ملتزمون يا وطن" كما رفعوا علمنا عاليا...لنقول للحكومة كلنا جيش ابيض وكلنا جنود خط الدفاع الأول...لتستمر الأعمال والنشاطات الاقتصادية وتستمر حياتنا اليومية، ولنساعد الحكومة في عمليات الاستقصاء والمسح الوبائي....لنصل إلى اردن خالي كورونا ان شاء الله...
* ختاما اقول هذا هو الاردن بقيادته القريبة من تفاصيل حياة المواطنين أثبت أن قوة الدول لا تقاس لا بالمساحة ولا بالسكان ولا بالموارد ولا بالطائرات ولا بالدبابات والصواريخ ، وإنما تقاس بامتلاك الفكر والتخطيط الاستراتيجي والعنصر البشري المؤهل، والقدرات الاستباقية لقراءاة وتوقع الأزمات قبل حدوثها والتعامل معها بكل مهنية واحترافية من خلال خلية إدارة الأزمة....حيث انخرط رأس الدولة جلالة الملك عبدالله الثاني والحكومة والجيش والأجهزة الأمنية والجيش الأبيض/ جنود خط الدفاع الأول وعملوا كفريق واحد لتحقيق وإنجاز المناعة الوطنية والسلامة الوطنية التي نعيشها ..
ملتزمون يا وطن...وعطاؤنا لن يتوقف بعون الله ليبقى الاردن النموذج والقدوة والمثل.