فداءً للوطن ... كانت إجابة عفوية رد بها الرقيب احمد المحافظة على سؤال مذيع احدى القنوات الفضائية وهو يسأله : مش بردان سيدي؟ فأجاب باختصار: فداءً للوطن ... إجابة اختصرت علينا الكثير وأشعرتنا بالفخر ورفعت منسوب الثقة في نفوسنا.
منك ومن أمثالك يا احمد نتعلم كيف نكون رهن اشارة الوطن، منك ومن أمثالك نتعلم معنى الانتماء غير مدفوع الثمن، أعرفك يا احمد بحكم الجوار وأعلم أن مؤهلك لم يتجاوز الصف العاشر وأن ما تحمله في محفظتك من الدنانير لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة ... ولكنك فطمت على القناعة ورضعت حب الوطن مع حليب أمك فكان حليبا صافيا لم يخالطه النفاق والرياء وحب الذات وشراء الذمم والبحث عن التنفيعات.
لله درك يا ابن الاغوار ... رأيناك تقف في البرد الشديد وقد تلألأت على جبهتك السمراء حبات المطر لتختلط بتراب الوطن الطهور ... أكتب عنك يا أحمد لأني اعرفك وأعرف معدنك الاصيل الذي كلما مر عليه الزمن زاده قوة وصلابة ولمعانا وبريقا.
رغم قساوة ظروفك ومعاناتك فلم نرى منك إلا حب الوطن والمليك
رغم طبقات الحرمان والفقر الدي يغلف وجهك يا أحمد ...الا أنك ابتلعت أوجاعك وأخفيت آلامك لأجل الوطن رغم ثقل معاناتك ولكن لسان حالك يقول: فداءً للوطن.
اجبت بعفويتك الغورانية المعهودة لأنك تمتلك قلبا أبيضا يحدوك في ذلك نقاء سريرتك وطبعك النبيل الذي عكس اخلاصك لقيادتك وحبك لوطنك دون مغالاة ولا تنظير.