رغم أنها كالزهرة الندية الناعمة يظنها
الكثير هشةً ويمكن كسرها إلا أنها رغم ذلك تواجه الرياح العاتية والعواصف الهوجاء
بطرق دفاعية تختلف عما هو معهود، فتحيرهم كاللغز الصعب، يصفونها بمتقلبة المزاج، وعندما
يفقدون براءة التعبير عن مكنوناتها وأسباب وجودها وعظمة دورها في الحياة، يقولون:
"إن كيدكن عظيم" وهكذا يضعون نقطة في نهاية السطر دون تفسير أو تأويل
لما ذكر ما بين قوسين.
مقدمتي هذه يا سادة ليست ثورة في وجه
الرجل، وليست نقداً للواقع بل دعوة لنظرة شاملة للمرأة وعدم تجزئة تفاصيلها
للاهتمام بجزء وإغفال جزء آخر، لأنها عالم بحد ذاته، تبني فيه جيلاً متسلح بكافة
وسائل الحفاظ على البقاء واستمرارية الحياة كما تخطط لها، لا لأن تكون مادةً دسمة
للسخرية في مواقع التواصل الاجتماعي، أو ملهاة للبعض، لأن السخرية سلاح خفي يحمل
في طياته فكر وثقافة من الممكن أن تتكون مع الوقت إتجاهات سلبية تجاه المرأة،
تركزعلى بعض التفاصيل الهامشية وتترك التفاصيل المهمة والدقيقة في دور المرأة الذي
لا ينحصر في صورة جميلة أو اعتبارها صيد ثمين من قبل أشخاص تحكمهم أمزجتهم، فهي
شريك للرجل في كل التفاصيل، ولن أقول هنا: هي الأم والزوجة والأخت، لأنها تواجدت
في هذا العالم مع وجود آدم وهي لم تسقط من السماء، ولم تكن عقاباً لأدم بوجودها
معه على الأرض.
ومع تخصيص يوم عالمي للمرأة كنوع من
التقدير لدورها العظيم لا يجب أن ننسى أنها هي المحرك لكل مجريات الأحداث اليومية
بجميع تفاصيلها ودونها ممكن أن تتوقف تلك التفاصيل ويصبح عالم الرجل فوضوي ويحتاج
لمن يرتبه، وقتها سيعود ويتكلم أنه بحاجة لوجود شريك له في هذا العالم يساعده في
حل مشكلة الفوضى.
وأختم مقالتي هذه بأن (جعفر) كما
يذكرها البعض بمنشوراته تشكلت بهذه الصفات بسبب أن البعض تركها في مهب الريح تصارع
الحياة وتكد بكل قوتها لتأمين عيش كريم لها ولعائلتها ونسوا أن يُذكرونها بأنها
بعد ذلك تستحق أن تجلس كأميرة على شرفتها لتتناول فنجان قهوة وتستمتع بحديقة
أزهارها التي صمدت في وجه العواصف كي لا تنحني أو تنكسر.