بقلم: ناريمان عواد
ان حلم اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس بدأ يتجسد كحقيقة راسخة بتأسيس العشرات من مؤسسات الدولة الفاعلة التي بنيت واسست وراكمت على البناء لعشرات السنين ، لتشكل اللبنة الاولى من مؤسسات دولة فلسطين الواعدة .
ولا شك ان اهم ميادين البناء ،هي المؤسسات الشبابية والرياضية التي تركت بصمة هامة في مجتمعنا الفلسطيني فما احرزه شباب فلسطين من تفوق وريادة وكفاءة في زمن قياسي ، راكم على الانجازات والخبرات التي بنيت على ارث رياضي يعود لعشرينيات القرن الماضي حين تشكل اول فريق لكرة القدم وحين انضمت فلسطين رسميا الى الاتحاد الدولي لكرة القدم في العام 1983 فكانت من الدول الريادية الاولى التي تنبهت الى دور الرياضة .ورغم تشتت هذا الجهد بعد النكبة وبعد النكسة الا انه ما لبث ان استعاد عافيته وعادت الفرق الى الملاعب وعززت مشاركتها ثم ما لبثت ان دخلت الرياضة الفلسطينية عهدا جديدا من خلال الانجازات المتواصلة لاعادة تشكيل الاتحاد الدولي لكرة القدم وتثبيت عضويته وبدأت المشاركة في البطولات العربية والدولية وبدا حصار دولة الاحتلال في المحافل الدولية وحققت فلسطين الانجاز تلو الانجاز .وكان من أهم هذه الانجازات مشاركة الفتيات والشابات الفلسطينيات في الجهد الرياضي اللواتي حققن انجازات رائعة خاصة في العاب غير تقليدية كانت حكرا على الرجال مثل كرة القدم ...ولمعت اسماء على الصعيد المحلي والدولي . وسجلت فلسطين نجاحات هامة ولافتة فبرزت الانجازات الرياضية لكلا الجنسين في كافة المجالات الرياضية ، كما حضرت فلسطين بقوة في الاتحادات واللجان الدولية والدعم الهام الذي تلقته فلسطين على صعيد مناهضة اجراءات الاحتلال التي تحاصر الرياضة الفلسطينية والنشاط الرياضي.
ساهمت الرياضة الفلسطينية في التصدي لمخططات الاحتلال الإسرائيلي لاجهاض حلم الشباب الفلسطيني في النمو والتطور والبناء والريادة والقيادة في الوقت الذي لم تتوقف دولة الاحتلال عن استهدافها للشباب الفلسطيني فكم استشهد من شباب فلسطيني عبر سنوات الاحتلال المريرة ...وكم من المقرات والاندية والمنشآت الرياضية التي تم اغلاقها او استهدافها . وكم زج بالعشرات من الشباب الفلسطيني المناضل في اقبية الزنازين وفي سجون الاحتلال .
كانت الرياضة الفلسطينية ايضا هدفا لسياسات التمويل الدولية حيث سعت العديد من الدول المانحة واغدقت في التمويل على الرياضة الفلسطينية لاهداف واجندات خاصة تهدف الى حرف اهتمام شباب فلسطين عن همهم الاساسي وهو مقارعة الاحتلال والانشغال في تعزيز الانا عبر تحقيق الانجازات من منظور فردي يسعى الى تحقيق الذات بعيدا عن فكر تحرر وطني يسهم في تعزيز دور الشباب الفلسطيني ومؤسساته الرياضية في مقارعة الاحتلال وفي التعبئة الرياضية والفكرية السليمة التي تصب الى الخلاص من الاحتلال الى أجندة ترى ان اشغال الشباب الفلسطيني وسيلة لابعادهم عن المشاركة الحثيثة في مقاومة الااحتلال . الا ان الوعي العميق للقائمين على المؤسسات الرياضية ، جعل من الرياضة ....ميدانا مركزيا من ميادين مقارعة الاحتلال وجبهة نضالية متماسكة وراسخة تعي اهدافها الوطنية وتعي كيفية تكثيف الجهد الشبابي الفلسطيني في مسيرة انجاز حرية الوطن والتصدي لكافة المؤامرات التي تستهدف الجسم الشبابيي والرياضي وتمزق وحدته عبر تشديد الحصار بين المدن الفلسطينية ، بين القدس والضفة الغربيةوقطاع غزة ...وعبر استهداف الشباب الفلسطيني والجسم الرياضي في أكثر من موقع .
نجح شباب فلسطين ونجح الرياضيون الفلسطينيون في القضاء على الانكفاء والانكسار والترهل ...الى الاندفاع الى المستقبل الواعد الذي ينتظر جهود شباب فلسطين الذين يحاصرون الرصاص وازيز الطائرات ....يحاصرون الحصار والمنع على بوابات العبور ... يحاصرون الاستهداف اليومي والقتل المجاني ....يحاصرون الموت وألاسر .