بالنظر إلى العالم من حولنا نجده يغزو
الثورات التكنولوجية بكل أنواع المهارات والمعارف بشكل متسارع يفوق حد الوصف
والخيال، وبشكل يجعلنا مكتوفي الأيدي في بعض الأحيان. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه
وبشكل متكرر؛ ما الذي يجعلنا متأخرين عن الركب؟ فيفوتنا قطار المعرفة فنوصف حينها
بالعالم الثالث كما تم تسميته، ولكن ما يغيب عن الذهن أننا لا زلنا نتمسك بعلوم
نظرية بحتة بعيدة كل البعد عن الثورات التكنولوجية المتسارعة؛ مما جعل مخرجاتنا
التعليمية والأكاديمية مُتكدّسة راكدة لا تلبي متطلبات سوق العمل.
وقد نسينا أو غفلنا أننا بذلك نتراجع
مئات السنين للوراء، فيضيع علينا الكثير، ومما غاب عن أذهان التربويين والمسؤولين
جميعهم السر الصحيح في رعاية الطلبة، والذي يُعنى بتوجيههم نحو التخصصات المواكبة لعصرنا الحالي، بما يكفل
لهم عيشا كريما، وزمنا ينقلهم نحو بوابات العلم السليمة، التي تحميهم من المتنفذين
والمسيطرين على سوق العمل بلا رحمة من هنا يتوجب علينا إدراج خطة تدريبية في سلك
التعليم تضمن توعية الطلبة نحو سوق العمل؛ وهذا قد لا يكون إلا من خلال سنة
تحضيرية ما قبل الجامعة، أو إعداد ورشات تعليمية منظمة بهدف توعية الطلبة حول
مستجدات السوق ومواكبة الثورات التكنولوجية المتسارعة، ولا بد أن تكون هذه الخطة
مدروسة بشكل مكثف لضمان تنفيذها على أكمل وجه، وخاصة ظل في التّأزم الشديد الذي
نعيشه في من ضعف الاقتصاد وضعف الواردات لبلدنا الأردن الحبيب.
ويجب أن لا يغيب عنّا جميعا أننا نملك
ثروات بشرية ذات قيمة وفائدة، ولا بد من استغلال طاقاتهم وتوجيهها نحو الهدف
الصحيح؛ للوصول بهم نحو علوم ومعارف ومهارات تجعلنا وإياهم في مصاف الدول
المتقدمة، سيما أنّ أبناءنا في الخارج هم من يقودون الثورات العلمية المتقدمة، حان
الوقت لنعي تماما أنّ للشباب طاقات إبداعية كامنة ويجب علينا إخراجها بصورة صحيحة
نضمن من خلالها حدوث نقلة نوعية متميزة.
فأبواب العلم لا تتوقف، ومتطلبات سوق
العمل تتشعب ويجب المساواة فيما بينها لسد الثغرات التي باتت ظاهرة للعيان، ولا بد
من تكاتف جميع الفرق التعليمية والهيئات لضمان الوصول للهدف المنشود، للحفاظ على
أردننا الحبيب.