تفاجأنا جميعنا يوم أمس بالخروج عن المألوف بما هتف به بعض الموجودين على الدوار الرابع، فقد تجاوزت حدود المطالبات التي كنّا ولا زلنا جميعنا نطالب بها؛ ألا وهي الإصلاح واجتثاث الفساد من جذوره.
لم تكن تلك الهتافات تليق بمستوى الشعب العظيم!! ولم تتضمن مطالب حقيقية، كانت صراخا غير منظم.
كلّنا يعلم أنّ جلالة الملك يعمل على مدار الساعة وبشكل مكثف، وبقناعة تامة منه بأن المواطن يعيش ظروفًا حياتية صعبة، فيوجه الحكومة بشكل يومي لإيجاد حلول سريعة وفاعلة للخروج من الأزمة.
ولاحقاً أعلنت الحكومة عن حزمة من القرارات التي ستخفف عن المواطن في ظل هذه الأزمات المتراكمة؛ ومن ضمنها زيادة الرواتب بدءا من العام المقبل.
كيف لنا أن ننسى ما يواجه الأردن من ضغوطات اقتصادية كبيرة من أطراف عربية، وإقليمية، ودولية! وهذا ما هو إلا خطة ممنهجة لخلق الفوضى في البلاد من أجل تركيع الشعب لاحقاً؛ للقبول برشوة القرن الميتة، ونعرف جميعنا موقف جلالة الملك منها ومن القضية الفلسطينية.
نعم الفساد موجود، ولكن التخلص منه واقتلاع جذوره لا يتم بيوم وليلة؛ وبنفس الوقت وجب علينا إيجاد قرارات حازمة وإرادة ثابتة لإصلاح ما فسد من قطاعات الدولة، وهذا ما كنّا قد لمسناه من خلال إعادة تشكيل هيئة النزاهة ومكافحة الفساد مؤخراً.
كلنّا مع النظام الهاشمي، ونحن معه ضد الفساد، ويجب أن نقف خلفه وإم نسنده بقوة وندعمه من أجل تغيير النهج والأشخاص، والبدء بمعركة اصلاحية نهضوية تتضمن مختلف قطاعات الدولة. فقد شاهدنا نتيجة إسقاط بعض الأنظمة العربية والآسيوية والعالمية التي عانت شعوبها من الظلم والقهر والقتل وما تبعه من تدمير لمقدرات تلك الشعوب والبلاد، فالدول تحتاج لسنوات طويلة لإعادة هيكلتها وإعمارها من جديد.
كلنا للأردن وفاءً؛ فنحن وقيادتنا الهاشمية في خندق واحد، متأكدين بأنه يوجد أمل في نهاية النفق يجب أن نصل إليه، والعمل سويّة على إصلاحات شاملة في مختلف المجالات و الأصعدة سياسياً وتنموياً واقتصادياً واجتماعياً وتقنياً بحيث تصبّ جميعها في مصلحة الوطن وخدمة المواطن، ويجب إلّا ننسى أنّ أبناء الأسرة الأردنية الواحدة بكل أطيافها، مدعوون اليوم إلى مزيد من التماسك والتلاحم حول القيادة الهاشمية الفذة؛ للحفاظ على الجبهة الداخلية منيعة قوية، والعمل بجد وإخلاص وانتماء نحو مزيد من التطور والازدهار، وتكريس أمنه واستقراره لتفويت الفرصة على أعداء الوطن المتربصين به؛ الذين يسعون جاهدين للنيل من وحدته وصموده، واستغلال الفرص للإيقاع به، ليظل الأردن عصيا على كل المؤامرات.
تلك هتافات لا تمثلنا. والوطن غالٍ؛ لكن إن فقدناه فقدنا أنفسنا وكل أموال الدنيا لا تقدِّر الوطن بثمن!