الحديث في الشوارع والصالونات السياسية
حول ظلم واستبداد وعجرفة الحكومات المتعاقبة والسياسات الفاشلة التي تنتهجها
وبرامجها الاقتصادية العبثية الكاذبة، ونهب خيرات البلاد جهاراً نهاراً، وتطاول
هذه الحكومات والحكومة الحالية تحديداً على أرزاق البلاد والعباد وقوتهم، وسياسة
الإقصاء التي مارستها وتمارسها، وانعدام العدالة الإجتماعية، وتجريد السلطة
التشريعية من صلاحياتها وتكبيلها، وكل أصناف القهر وألوان العذاب والمرار التي مارستها
مع المواطن الأردني، جعلت منه بركاناً يكاد يقذف حممه في وجه كل من تسبب له بالفقر
والجوع والإمتهان .
هذه السلوكيات خلقت حالة من الغليان
الشعبي خلال الأسابيع الماضية بل أظهرت ورسخت حالة انعدام الثقة بالمطلق بين الشعب
والحكومة وبين الشعب ومجلس النواب .
في هذا الظرف الحرج وفي هذا الوقت
الدقيق وعند وصول الغضب والقرف من سياسة الحكومة ذروته جاء إضراب المعلمين ليكون
بمثابة المزمار الذي عزف عليه الغالبية العظمى من الشعب وكانت الترنيمة والمقطع
الموسيقي الذي اطرب الجميع فكانت نقابة
المعلمين أول من استثمر الظرف وعلق الجرس وتصدر المشهد معلناً غضبه ومطالبه التي
جاءت كتعبير عن حالة من الغضب الشعبي العارم لان مطالباتهم بحقوقهم المشروعة تلاقت
مع شعور السواد الأعظم من المجتمع فقام بمؤازرتها في كل خطوة خطتها النقابة دون
الالتفات الى ما يمكن أن يحصل من تبعات لهذا الغضب وبالتالي تمكنت النقابة من
تحصيل الاعتذار والاعتراف بالكامل
إضراب المعلمين رغم بعض الشوائب التي
شابته من سلوكيات عبثية وضعف أداء الحكومة وتخبطها وضعفها في إدارة الأزمات ساهم
وبشكل كبير في إطالة مدة الإضراب الا انه علم الكثيرين دروساً يجب استخلاصها وأولها
رسالة للحكومة: أن طفح الكيل وبلغ السيل الزبى وبأنه لا يضيع حق وراه مطالب وأن
الإرادة الشعبية دائماً هي الأقوى.
وهنا أقول للحكومة وكلي ثقة بان ثقافة
شعبنا قبل ٥ /٩ تختلف عما بعد هذا التاريخ ويجب تغير قواعد اللعبة.
تغريدة الغضب لجلالة الملك اليوم رسالة
واضحة ينبغي أن تفهمها وتتفهمها النقابة بأن ما حصل من حالة الاستعصاء ينبغي أن لا
تتكرر.