مما لا شك فيه أن دخول اضراب المعلمين اسبوعه الثالث يؤرق الجميع، في ظل استمرار تعطل طلبة المدارس الحكومية عن تلقي العلم والمعرفة، وعدم بزوغ أي بوادر للانفراج القريب وعودة أبنائنا لمدارسهم.
كتب الكثيرون عن موضوع الإضراب، والجميع يدرك ويقر بشرعية مطالب نقابة المعلمين، وفي نفس الوقت يقر بصعوبة تنفيذها الآن، نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الوطن والمنطقة والعالم أجمع.
يقر الكثيرون أيضا بأن هنالك خلل أو عدم توازن بسلم الرواتب في القطاعات الحكوميه المختلفة، وضرورية العمل الجاد على تسويتها مع مراعاة خصوصية كل عمل.
ولكن هذا كله لا يبرر الاستمرار في الاضراب واستغلال الطلبة كوسيلة ضغط على الحكومة، فلا بد من عودة التدريس الى مدارسنا الحكومية أسوة بالمدارس الخاصة والدولية ومدارس الثقافة العسكرية، والجلوس الى طاولة المفاوضات والبحث عن الحلول الممكنة والتي تخدم المعلم وتعزز من مكانته العلمية والاجتماعية.
أما ما يجري الآن والمتمثل بعدم سماع الأطراف المتحاورة لبعضها وتمركز كل طرف وإصراره على مطالبه، أدخلنا في حلقة مغلقة ودوامة دون مراعاة لمصلحة الطلبة والمصالح الوطنية العليا.
ما يقلق أيضا أن يصل الأمر الى مرحلة التحدي وكسر العظم، علما بأننا نبحر في قارب واحد، وأي خلل فيه يهلكنا جميعا.
الحل الطبيعي والمطلوب الآن فك وإنهاء الاضراب وعودة أبنائنا لمقاعدهم الدراسية، واستمرارية الحوار للوصول لحلول ترضي الجميع.
حمى الله بلدنا الحبيب " الأردن" من كل مكروه وسخر له من أبنائه من يسعون لرفعته والذود عن حماه بالغالي والنفيس.